أغرب خرافات الشعوب:
الخرافة في الاصطلاح اللغوي هي تلك الأحاديث الباطلة والاعتقادات الواهية، وهي كذلك الاعتقاد الذي يقوم على تخيلات مجردة تستند إلى الجهل، مع عدم وجود دليل منطقي عليها، يُبني على العلم والمعرفة، والخرافات قد تكون مرتبطة بفلكلور وإرث الشعوب، إذ إنّها عادة ما تمثل إرثًا شعبيًّا تتداوله الأجيال المختلفة.
قيل أن خرافة كان رجلا صالحا من بني عذرة، كانت الجن قد أسرته في الجاهلية، فأقام عندهم طويلًا، ثم أعادوه إلى الإنس، فكان يحدث الناس بالذي رآه فيهم من غرائب، فأخذ الناس يطلقون على الأحاديث المكذوبة التي لا تُصدق حديث خرافة، ولا يوجد مجتمع أو ثقافة شعبية أو بلد، ليس لديه شكل من أشكال الاعتقاد الخرافي الذي يؤمن به، وبالرغم من انتشار التعليم والثقافة، الذين يمكنهما دحض أي معتقد خرافي، إلا أنه لا يزال هناك من يؤمن بالخرافات، سواء في المناطق الحضرية، أو المناطق الريفية النائية.
قد تكون بعض الخرافات مضحكة طريفة باعتبارها من الإرث الشعبيً، والبعض الآخر ينبئ بجهلٍ خطير، وفيما يلي سيتم ذكر خرافات مشهورة يصدقها الناس حول العالم.
اليابان: لعنة الكولونيل كنتاكي:
تّعتبر هذه الخرافة غاية في الغرابة، وهي لعنة الكولونيل كنتاكي مؤسس سلسلة مطاعم كنتاكي المشهور، إذ يعتقد فريق كرة البيسبول الياباني “هانشين تايجرز”، بأنّ شبح الكولونيل قد ألقى لعنة على الفريق، تبعد عنه الفوز، وكان ذلك بعد قيام مشجعو الفريق بقذف تمثال الكولونيل من فوق جسر إبيسو، الذي يقع على نهر ديتونبوري في أوساكا، في إشارة لنجم الفريق الأمريكي “راندي باص” الذي قاد الفريق إلى الفوز، عشية فوز الفريق ببطولة اليابان سنة 1985، وبعد هذه الليلة مُني الفريق بهزائم متعاقبة على مدار ثمانية عشر عامًا؛ الأمر الذي جعل المشجعين يعتقدون أن سخط الكولونيل قد وقع عليهم، وأنه السبب في إلحاق الهزائم بفريقهم.
استطاع الغوّاصون أن يعثروا على بقايا التمثال وانتشاله في عام 2009، إلا أن نظارة الكولونيل المشهورة ويده اليسرى لا تزالان مفقودتان، الأمر الذي يشير إلى أن اللعنة ستبقى قائمة حتى يتم العثور على باقي تمثال الكولونيل.
الهند: مبروك فأنت حامل بكلب:
خرافة تعود أصولها إلى بعض القرى البعيدة شمالي الهند، تقول الخرافة أنه إذا قام كلب بعضّ أحدهم، فإن هذا الشخص أيًّا كان ذكرًا أم أنثى، يُضحي حاملًا بجرو صغير، وتفسير الخرافة أن الذين تعرضوا لعضة الكلب يعتقدون أن الكلب الذي اعتدى عليهم قد خصّبهم، وأنهم سيضعون مولودًا جروًا، بعد اكتمال فترة الحمل، حيث قام معظم المصابين بـعضّة الكلب باللجوء إلى السحرة والمشعوذين، والذين يقومون بإلقاء بعض التعاويذ الشفهية عليهم، من أجل تحويل مسار جنين الكلب إلى الجهاز الهضمي، ومن ثم الخروج مع الفضلات دون أن يشعر به المريض، على الرغم من أن العديد من الأطباء النفسيين حاولوا علاج هذه الهيستريا التي تصيب الآلاف، إلا أنّ الجهل في هذه القرى يمنع ذلك، إذ يرفض المصابون التصديق في أي شيء آخر، سوى أنهم يحملون في أحشائهم جراءً صغيرة.
الصين: شبح الأخ الأكبر سيعود لينتقم:
في الصين خرافة طريفة إذ أنه لا يجوز للأخ الأصغر أن يتزوج قبل أخيه الكبير؛ لذا إذا حصل وتوفي الأخ الأكبر دون أن يتزوج، حينها تقوم العائلة بإقامة حفل زفاف له، ويعقدون قرانه على شبحه القادم من العالم الآخر، وذلك قبل الشروع في تزويج الأخ الأصغر، وتُفسر الخرافة هذه لاعتقاد الصينيين أن تزويج شبح الأخ الأكبر سيهدّئ من روعه، وسيحمي الأخ الأصغر من أي لعنة أو سوء قد يحلّان به، بسبب غضب شبح الأخ الأكبر، الذي مات دون زواج.
الأرجنتين: الطفل السابع مستذئب:
أصل هذه الخرافة المحليّة الشائعة “لوبيزون” في العديد من الدول كالأرجنتين والبرازيل وأورجواي: أن “لوبيزون” الطفل السابع لـ”تاو” و”كيرانا” المعاقبين بلعنةٍ أبدية، قد ناله نصيب من لعنة أبويه وتحول إلى مستذئب، يعيش في المقابر ويتغذى على الجيف، ويرافقه الموت أينما حل، وقد شاع في الأرجنتين، خرافة تقول أن هذه اللعنة تحل على أي طفل يكون ترتيبه السابع بين إخوته، فيتحول إلى مستذئب في أول يوم جمعة بعد عيد ميلاده الثالث عشر؛ الأمر الذي دفع النساء إلى إجهاض حملهن السابع أو وأد الأطفال بعد ولادتهم، خوفًا من تحولهم لمستذئبين؛ ولإبطال مفعول هذه اللعنة قام الرئيس الأرجنتيني بتبني أي طفل يكون ترتيبه السابع بين إخوته.
أما الحقيقة وراء تبني الرئيس للطفل السابع في الأسر الأرجنتينية، يعود إلى عام 1907، حين طلب زوجان روسيان مهاجران من الرئيس الأرجنتيني آنذاك، أن يتبنّى طفلهما السابع، كما كان الحال في روسيا القيصرية؛ الأمر الذي تحول بعد ذلك إلى تقليد رسمي، ولا يزال شائعًا حتى يومنا هذا، ولا علاقة له بحماية الأطفال من التحول لمستذئبين كما تقول الخرافة.
بريطانيا ستسقط المملكة إذا طارت الغربان الستة:
إن سقوط التاج البريطاني وانهيار المملكة كما تقول الخرافة هو مرهون ببقاء ستة غربان سود تعيش في برج لندن، وترجع أصول هذه الحكاية إلى سنة 1666، حين وقع حريق لندن الكبير، وحينها قام أهل لندن بقتل الكثير من الغربان؛ ليقتاتوا عليها ويبقوا على قيد الحياة، الأمر الذي لم يرق لأحد مستشاري الملك تشارلز الثاني؛ فادّعى أن قتل الغربان فأل سيّء، وأن قتل آخر غراب سيتسبب في انهيار المملكة، فخاف الملك، وأمر بإحضار ستة غربان، وقص ريشها كي لا تتمكَّن من الطيران، وحبسها في برج لندن، من أجل حماية بقاء المملكة.
منذ ذلك التاريخ الذي وُضعت فيه الغربان في البرج، حرص ملوك بريطانيا على تلك الغربان، وعلى تعشيشها، وقد انتشرت هذه الخرافة درجة جعلت الطائرات الألمانية تُغير على برج لندن أثناء الحرب العالمية الثانية؛ وذلك لتقتل آخر غراب متبق، وليضعفوا الروح المعنوية لبريطانيا وجنودها الذين يؤمنون بهذه الخرافة.