يعود تاريخ سجن باستيل إلى العصور الوسطى، حيث يعتبر سجن باستيل من أكبر الحصون في فرنسا، كما أنه يمثل رمزاً للسلطة في باريس، وعلى الرغم من أن سجن باستيل لم يكن يحتوي إلا على القليل من الأسرى، إلا أن اقتحام وسقوط باستيل دور كبير في اندلاع الثورة الفرنسية وقد أصبح سجن باستيل فيما بعد رمزاً وطنيا لفرنسا.
دور اقتحام سجن الباستيل في الثورة الفرنسية:
في عهد الملك “لويس السادس عشر” واجهت فرنسا عدة مشاكل اقتصادية، وقد كان سبب تلك المشاكل هي التكاليف المادية الكبيرة التي تكبدتها فرنسا أثناء مشاركتها في حرب الاستقلال الفرنسية، ونتيجة الغزو المتكرر للملكة المتحدة، وقد زادت المشاكل المالية في فرنسا نتيجة النظام الضريبي غير العادل التي وضعته الجمهورية الفرنسية، وفي عام 1789 ميلادي قامت فرنسا بإقامة إجتماع من أجل حل الأزمة الاقتصادية، إلا أن الطبقات القديمة وطبقة النبلاء في فرنسا اعاقة عملية الإصلاح الاقتصادي؛ وذلك من أجل المحافظة على الحكم الملكي الفرنسي.
وفي نفس العام قامت الطبقة البرجوازية في فرنسا في إعادة تشكيل أنفسهم في الجمعية الوطنية؛ وذلك من أجل إقامة دستور فرنسي جديد، إلا أن الملك “لويس السادس عشر” عارض في البداية فكرة إقامة تلك الجمعية، إلا أنه اعترف بتلك الجمعية بعد تعرضه للكثير من الضغوطات، فقد كانت عملية اقتحام سجن باستيل ورفض طبقة النبلاء في فرنسا مساعدة الملك والوقوف إلى جانبه وتأسيس الجمعية الوطنية دور كبير في قيام الثورة الفرنسية.
وقد كان الحرس الوطني في فرنسا يتكون معظمه من شعب الطبقى الوسطى، فقد كانوا يلبسون قبعات ذات أشرطة حمرا وزرقاء وبيضاء، والتي أصبحت تلك الألوان رمزاً لفرنسا، وقد كانت مدينة باريس قريبة من التمرد وكل جميع مواطنيها يطالبون بالحرية والمساواة، فقد كان في فرنسا تايداً واسعاً للجمعية الوطنية، وقد قامت الصحف الفرنسية بنشر مناقشات الجمعية الوطنية، كما كان يتم نشر المناظرات السياسية للجمعية الوطنية في الساحات والقاعات.
وقد أصبح القصر والبلاط الملكي الفرنسي فيما بعد مكاناً للاجتماعات، وقامت حشود من المواطنين الفرنسيين بالهجوم على الاجتماع المنعقد في القصر الملكي، وذلك من أجل فتح السجن وتم بعدها إطلاق سراح بعض الجنود المعتقلين، والذين تم اعتقالهم بسبب رفضهم إطلاق النار على السكان الفرنسيين.