اقرأ في هذا المقال
يقوم علماء الأنثروبولوجيا بعمل ميداني وإجراء مقارنات ويقومون بذلك بروح الثقافة النسبية، لكنها تهتم دائمًا بالسياق والعلاقات والروابط. كما أن أصغر وحدة يدرسها علماء الأنثروبولوجيا ليست الفرد المعزول، بل العلاقة بين شخصين.
ما لا يمكن قياسه في الدراسات الأنثروبولوجية:
غالبًا ما يكون هناك إغراء قوي لتبسيط القضايا المعقدة، أقلها في جمع المعلومات. ثم إنتاج المعرفة ونشرها، وذلك من أجل وضوح القضايا المعقدة، ولكن كما قال أينشتاين ذات مرة، “اجعلها بسيطة قدر الإمكان”. لكن ليس أبسط. ووفقًا لذلك، يقاوم علماء الأنثروبولوجيا التفسيرات التبسيطية للطبيعة والبشرية ويقبلون ذلك حيث تميل الحقائق المعقدة إلى أن تكون لها أسباب معقدة.
وبالنسبة لعلماء الأنثروبولوجيا، فإن بعض الأشياء أو أكثر الأشياء المهمة في الحياة والثقافة والمجتمع هي تلك الأشياء التي لا يمكن قياسها. لكن حتى إن لم يحدث ذلك فهذا لا يعني أنها غير موجودة. فقلة هم الذين يشكون في القيمة الوجودية للحب وأهمية الثقة الاجتماعية، أو قوة روايات دوستويفسكي، ومع ذلك، لا يمكن حساب أي من هذا وقياسه. لفهم عوالم الإنسان، حيث أن البحث النوعي والتفسير ضروري لمثل هذه الأشياء.
والثقافة هي التي تجعل التواصل ممكنًا، وهكذا يتم تنشيطه بين العقول وليس داخلها، والمجتمع هو شبكة من العلاقات، إلى حد كبير، نحن نشكل علاقاتنا مع الآخرين داخله، والتي تنتجنا وتمنحنا القوة والتي تؤكد أو تتحدى قيمنا وآرائنا. لهذا السبب علينا الدراسة والمشاركة مع البشر في سياقهم الاجتماعي الكامل. من أجل فهم الناس، وعلماء الأنثروبولوجيا تتبعهم مجموعة متنوعة من المواقف، وكما يشيرون غالبًا، إلى إنه لا يكفي أن تستمع لما يقوله الناس. بل علينا أيضًا أن نلاحظ ما يفعلونه، وأن نحلل على نطاق أوسع الآثار المترتبة على أفعالهم، لنقيس مالا يمكن قياسه بالدراسة فقط.
علماء الأنثروبولوجيا قادرون على جعل غير المرئي مرئيًا:
إن علماء الأنثروبولوجيا بسبب المنهجية الدقيقة التي يستخدمونها هم أيضًا قادرون على جعل غير المرئي مرئيًا، سواء كانت أصواتًا لم تسمع بطريقة أخرى أو شبكات غير رسمية بين الأشخاص رفيعي المستوى. وفي الحقيقة كاتب واحد توقع ما كانت تفعله النحبة المالية قبل وقت طويل من حدوثها وكانت جيليان تيت، الصحفية التي بفضل تدريبها في الأنثروبولوجيا، فهمت ما كانت تفعله النخبة المالية في الواقع، وليس فقط ما قالوه الجمهور.
