سياسة معاوية بن أبي سفيان وأعماله

اقرأ في هذا المقال


 سياسة معاوية بن أبي سفيان:

كان معاوية بن أبي سفيان مطمئناً لولاته، إذ كان يقوم بتسييرهم من بعيد وينصرف لأعماله الداخلية، كان اهتمامه الأكبر بالشام؛ لأنه سلطانه ترعرع فيها ونشأ ملكه، واستمرار الملك لا يتم إلا إذا كان موجوداً في الشام، وأن يكون الأفراد وجميع القبائل في قبضته، وكانت علاقته مع قبائل الشام وأهلها الأصليين علاقة طيبة، وكان يستند على قبيلة بني كلب من اليمن بشكل خاص؛ لأنهم كانوا يحيطون به ويعتبرونه صهراً لهم بسبب زواجه من امرأةً منهم، كما كان يُحسن إلى قيس من العدنانية ولكن اعتماده الأكبر على بني كلب.

أما سكان الشام الأصليين كان يعطيهم جُلّ رعايته ويعاملهم بالإحسان، وكان البعض يظن بأنّ سياسة معاوية تقتصر على التقريب من النصارى ولكنه كان ينظر إليهم على أنهم بشر يجب أن يدافع عنهم، وبالرغم من ذلك لم يكن يُطأطئ الرأس لهم ولم يعتبرهم مساوين له، وكان يفتخر بالعزة الإسلامية أمامهم.

كان معاوية بن أبي سفيان قائداً عظيماً في الفتوحات، كما يقوم بنشر الإسلام ليوسع رقعة الدولة الإسلامية، وكانت هناك ثلاث جبهات يعمل عليها، وهي:

  • الجبهة الغربية: وصل العرب إلى تونس وكانوا يتقدمون نحو الغرب، ولكن كانت القبائل البربرية تتصدى لهم وتقاومهم بشدة، ولكن معاوية بن أبي سفيان جعل عقبة بن نافع قائداً لتلك الجبهة؛ لبسالته وقوته وذكائه، فاطلق نحو الفتوح وأخضع الكثير من قبائل البربر له ودخلوا للإسلام، وأسس مدينة القيروان؛ لحماية العرب وتسيير الفتوحات منها.
  • الجبهة الشرقية: كان المهلب بن أبي صفرة بطلاً لهذه الجبهة، فكان يحارب الترك ويسير في بلادهم، وله الكثير من الفتوحات التي سارت في بلادهم.
  • جبهة الروم: كان معاوية بن أبي سفيان يعطي لهذه الجبهة اهتماماً كبيراً، وعمل على الكثير من التنظيمات الجيدة فيها، فعمل على إنشاء الصوائف والشواتي؛ وهي بعوث تسير إحداها في فصل الشتاء والأخرى في فصل الصيف.

وبعد ذلك قام الخليفة بإعطاء الأمر للأُسطول لفتح القسطنطينية من جهتيّ البر والبحر، وكان قد أعطى هذا الأسطول البحري اهتماماً كبيراً فقد كان يضم ألف وسبعمائة سفينة، واستطاع بهذا الأُسطول أن يفتح العديد من الجُزر، وبعدها امتد إلى القسطنطينية بعد أن انتصر في معركة ذات الصواري، فكان فوزه في هذه المعركة فوزاً ساحقاً، ولكن الصوبة التي واجهها هي النار الإغريقية التي كان الروم يطلقونها.

وبعد هذا لم يستطع المسلمون أن يفتحوا القسطنطينية من جهة البر؛ بسبب تحصينها الشديد، والنار التي كانت تحرق السفُن، واستشهد عدد كبير من الجنود في تلك المعركة، ولكن هذا الفشل لم يجعل معاوية يتهاون وبقي يتابع شواتيه وصوائفه ولكن بدون جدوى كبيرة.

ونستطيع تلخيص ما قام به معاوية بن أبي سفيان من أعمال عظيمة في أربعة أشياء:

  • قام بتنظيم الدواوين ووضع لها أصحاب وأختام، وجعل سرجون بن منصور المسيحي رئيساً لها.
  • قام بتنظيم البريد؛ إذ جعله يسير بقوافل مرتبة.
  • قام بإنشاء المصانع على الطرقات وهي آبار للمياه، كما ربط بين أجزاء المملكة ربطاً محكماً.

شارك المقالة: