يتم مناقشة بعض القضايا السيميائية من قبل علماء الاجتماع ومن هذه القضايا ما هو تأثير السيميائية في الفن والبيئة وما الذي يجعل مفاهيم السيميائية واضحة.
ما هو تأثير السيميائية في الفن والبيئة
الفكرة الأساسية فيما يتعلق بتأثير السيميائية في الفن والبيئة هو بالتفاعل الهادف لنظام حي مع البيئة حيث هي مرجعية، حيث يجب إنشاء منظمة داخل النظام تشير إلى شيء خارج النظام بحيث يتم تعديل العمليات الداخلية وظيفيًا وفقًا للظروف البيئية.
وفي مثل هذه الظروف يخضع النظام لضغط الاختيار لتطوير الكفاءة السيميائية، والتي لا يمكن تفسيرها بطريقة مرضية دون النظر كل من قدرة الفن على التمييز وواجهة تربط بين الداخل والخارج، ويجب أن يكون الفن الحي قادرًا على استيعاب الإشارات بطريقة أو بأخرى التي تخبره عن البيئة، ولإنتاج علامات داخل نفسها تشير إلى نفس الشيء أو العملية التي أشار إليها التلميح الخارجي.
والفكرة الأساسية إذن هي أن نفس العلاقة التي يجب أن تكون للعلامة الخارجية مع كائن معين شيء أو ستكون عملية يتم الاحتفاظ بها عند وضع علامة داخلية، وهذا هو أساس عملية يتم تسميتها هنا المرجعية، وأن تشير العلامة الداخلية إلى الكائن أو ترمز إليه بنفس الطريقة التي تشير إليها الإشارة الخارجية أو تقف لذلك، ومن أجل صياغة هذه العلاقة، يتم أخذ نظرية تشارلز بيرس عن العلامات كأساس، وتهدف عملية الإشارات هذه في المقام الأول إلى الحفاظ على وتطور الإغلاق السيميائي للنظام الحي وقدرة القياس اللاحقة.
كما يجادل أنها غير مفهومة من الكيمياء الحيوية البحتة، لأنها تتطلب التعرف على الأحداث البيوكيميائية على أنها آثار أو علامات قياس، وهذا بدوره يشير إلى الحاجة إلى التحليل السيميائي، وليس مجرد تحليل فيزيائي كيميائي، وعلى الرغم من أن هذه الفرضية آمنة تمامًا في علم الإنسان، إلا أنها يصبح جريئًا عندما يمتد كما هو الحال في علم السيميولوجيا ليشمل أشكالًا أخرى من الحياة غير مجرد بشر، ويصبح الأمر أكثر جرأة عندما تكون العلامات الوراثية الداخلية المحتملة، فليس من الواضح كيف أن هويات وحدود الوكلاء المفسرين تحديد مراسليهم بحثًا عن العلامات.
وبسبب وجهة نظر الإنسان العقلية، الافتراض الضمني حول بعض نوع العقل البشري من العوامل السيميائية مبني في هيكل مفهوم العلامة، وبالتالي في كل من نظرية تشارلز بيرس ودو سوسور هذا التجسيم الضروري إلى حد ما هو أحد مصادر صعوبة التمييز بين العلامات الحيوية الحقيقية من العلامات المتخيلة أي من تلك العلامات الفعالة كعلامات فقط من خلال التفسير، وإذا كان من المفترض أن تنتج المواد الكيميائية الحيوية أكثر من مجرد التأثيرات العاطفية في العلم، أو إذا كانت ستكون أكثر من مجرد استعارة شعرية غامضة، فإن يجب تجريد مفهوم الإشارة وتعريفه بعناية.
مما يسمح بإيصال الإشارات وتفسر بين المقصورات، وبالنسبة لمثل هذه الأنظمة شبه المغلقة أو حتى بشكل أكثر دقة، للأنظمة المرجعية الذاتية التي تظهر ازدواجية الكود تفسر بيئاتها بطريقة مفتوحة النهاية، ويصبح الاتصال من خلال الإشارات عملية أساسية لتلبية أهدافهم الداخلية ونطاقاتهم وأهدافهم الموجهة نحو المستقبل، ومن هذا المنظور الأنظمة الحية قادرة على الرد على الإشارات البيئية بطريقة منتظمة وقانونية، وعلى الرغم من حقيقة أنها مغلقة ألا أن لديهم حدود، حيث إنهم قادرون على تفسير إشارات بيئتهم بطريقة أفضل ويخدمون وظائفهم.
ما الذي يجعل مفاهيم السيميائية واضحة
كان تشارلز بيرس نفسه يدرك جيدًا التجسيم الأولي لمقاربته واعترف بأن نقطة انطلاقه المجسمة هي مصدر محتمل للخطأ، ومع ذلك فقد أكد بفخر أن الفرضيات المجسمة مربحة بشكل عام للتفسيرات العلمية، ومع ذلك يجب أن تكون الأخطاء المجسمة قد تم تحاشيه.
وأحد المصادر الشائعة لمثل هذه الأخطاء هو الأساس البديهي أو المجازي المستخدم لمفاهيم السيميائية، ومن أجل تجنب الفرضيات غير الواضحة وغير المنطقية حيث أن نقطة البداية المجسمة تنتج بسهولة طور تشارلز بيرس البراغماتي منهجية أو منهجية للعلوم، وبسبب التجسيم الضروري للمضادات اللغوية يجب أن يكون كذلك أكثر حرصًا عند تطبيق المفاهيم السيميائية على الظواهر الحية.
وإذا تم صنعهم كظواهر واضحة ومميزة قدر الإمكان، فقد يُكتشف كيف وأين ينبغي أو يمكن تطبيقه بشكل مبرر في علم السيميولوجيا، لذا لابد من تجربة طريقة تشارلز بيرس وتطبيق مبادئ البراغماتية لمفاهيمه السيميائية وخاصة لمفهومه الثلاثي للإشارة.
وهناك عدد من الأسباب التي تجعل الإشارة إلى بيرس كسلطة فماذا يأتي إلى نظرية ومفهوم الإشارة، إذ لم يكن لدى تشارلز بيرس أي واحد موحد وذو أسس جيدة لنظرية العلامات، ولكن عدد المفاهيم والمفاهيم غير المتوافقة جزئيًا التي تم تكوينها خلال الفترة التي استغرقت ما يقرب من 50 عامًا، على الرغم من أن لديهم وحدة أكثر مما قد يبدو عليه على السطح.
ولاحظ تشارلز بيرس نفسه أن معظم ما يقوله عن العلامات ليس نتيجة علمية، لكنها تستند فقط إلى انطباع قوي بسبب دراسة مدى الحياة للعلامات، وقد نفى صراحةً وجود أسباب وجيهة لافتراضات عالمية متنوعة فيما يتعلق بالعلامات، ويبدو إنه لم يحقق شيئًا واضحًا وعلميًا مفهومه قائم على أسس حول ماهية السيميائية، وكان رائدًا أو رجلًا منعزلًا عن السيميائية، وعلى الرغم من جهوده في السيميائية لم يكن علمًا بعد في عصر تشارلز بيرس وبالكاد حتى في هذا العصر، ولم يكن هناك مجتمع علمي للسيميائية أكثر من مجرد نظرية أساسية راسخة حول هذا الموضوع.
ولم يكن لديها مكانة لا لبس فيها في تصنيف تشارلز بيرس للعلوم الذي كان من المفترض أن يكون العلوم في حالتها الحالية، وإذا كانت تتعلق بالعلوم الموجودة، فبعضها خاصة به يجب تصنيف الأحكام حول العلامات بوضوح تحت العلوم النفسية، وبعضها تحت الميتافيزيقيا ومعظمها تحت المنطق وبعضها تحت الرياضيات، علاوة على ذلك فإن بعض هذه العبارات تعتمد على الآخرين حسب العلم الذي ينتمون إليه، وتعتمد صحة الأحكام الميتافيزيقية على وجه الخصوص على الأحكام المنطقية المقابلة ولكن بالعكس التي بدورها لا تعتمد على بعض المبادئ الرياضية، وعلى الرغم من انتقاده الذاتي ووعيه حول أسس مفاهيمه تشارلز بيرس.
ويُعتقد بالتأكيد أن لديه أسس علمية قوية لبعض تصوراته على الرغم من إنه حُكم عليها بالكثير منها على أنها مجرد انطباعات، فالانطباع حتى لو كان قائمًا على دراسة مدى الحياة، وحتى لو كان هذا صحيحًا، فهذا لا يكفي للعلم الحقيقي، والانطباع ليس منضبط النفس وهي السمة الخاصة للبحث العلمي، والانطباعات مشتقة مباشرة من المشاعر البديهية وتقدير صحتها يتجاوز التحكم الذاتي العقلاني وبالتالي إذا تم استخدام كتابات تشارلز بيرس كدليل للمفاهيم السيميائية، فيجب:
أولاً، النظر تحت أي علم يتحدث عنه.
ثانيًا، يجب أن يتم التفكير في ما هو معرفي والمكانة التي يعلقها بنفسه على أقواله، أي ما إذا كانت براهين أو معتقدات أو آراء أو التخمينات أو الانطباعات، وهل حملها بالمحتمل علميًا أو عمليًا بالقيمة.
ثالثًا، كلما قدم بعض الحجج لمفاهيمه، يجب أن يتم التفكير فيها فيما هي صحتها الحقيقية وقابليتها للتطبيق، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يُأخذ في الاعتبار أن العديد من كتابات تشارلز بيرس هي مسودات غير منشورة وغير مكتملة.
رابعاً، وبالتالي فهي ليست بالضرورة مسودات تحتوي على المفاهيم المدروسة بدقة ولكن المراحل المؤقتة للأفكار تحت تطوير مهمتهم هي اختيار المفاهيم والمفاهيم الأكثر تبريرًا وأسس بشكل مستقل على معتقداته وآرائه وانطباعاته غير العلمية، لذلك يجب أن يكون تطبيق مبادئ تشارلز بيرس المنهجية أكثر من مجرد توضيح البراغماتية بشكل خاص ولكن أيضًا أخلاقيات المصطلحات.