عندما حكم القيصر “بطرس الأكبر” الإمبراطورية الروسية لاحظ مدى التقدم والتطور والحنكة السياسة وفنون الحرب الذي وصلت إليه أوروبا، فقام على دراسة تلك التكتيكات الحديثة وعَمل على بناء التحصينات، كما قام ببناء جيشاً قوياً، كما قام بدمج القوات العسكرية مع الجيش النظامي، كما قام الأمير الروسي بمرافقة وفده السياسي بزيارة أوروبا وقد ترك انطباعاً جيداً لدى أوروبا، كما قام القيصر “بطرس الأكبر” بإطلاق لقب الإمبراطور إلى نفسه إلى جانب لقب القيصر.
تاريخ الإمبراطورية الروسية:
بدأ القيصر “بطرس الأكبر” بأول هجمته باتجاه الإمبراطورية العثمانية، وكما أخذت أنظاره تتجه نحو الشمال؛ لأنه كان يبحث عن ميناء ليتخذه مرفأ لجيشه، حيث لم يكن لدى روسيا سوى مرفأ واحد والذي كان يتجمد لمدة تسعة شعر؛ ممّا يجعله ذلك غير مناسب ليكون مرفأً للجيش، حيث كان امتداد روسيا نحو بحر البلطيق مسدوداً بسبب السويد، فكانت روسيا بحاجة إلى نافذة لها على البحر، في عام 1699 ميلادي، قام “بطرس الأكبر” بعق تحالف سري مع الكومنولث البولندي ضد السويد والدنمارك.
والذي أدى ذلك إلى نشوب الحرب الشمالية العظمى بين الإمبراطورية الروسية والدنمارك والنرويج والكومنولث البولندي ضد الإمبراطورية السويدية، وقد انتهت تلك الحرب في عام 1721 ميلادي، والتي تم هزيمة السويد فيها، ففضّلت السويد بعد تلك الحرب السلام مع الإمبراطورية الروسية، وقد استطاع القيصر “بطرس الأكبر” من خلال تلك الحرب كسب أربعة محافظات في خليج فنلندا، وبالتالي استطاع حينها الوصول إلى البحر، وقام حينها بتأسيس مدينة “سانت بطرسبرغ” والتي تم اتخاذها عاصمة للإمبراطورية الروسية بدل مدينة موسكو.
وقام بعد ذلك القيصر بطرس بتنظيم حكومته طبقاً لأنظمة الحكومة الاوروبية الحديثة، وقام بتحويل الحكم في روسيا إلى الملكية المطلقة، وكما قام بتحويل مجلس النبلاء إلى مجلس الشيوخ والذي اعتبر ذلك المجلس مجلساً الأعلى للدولة، والذي قام بحصر عمل مجلس الشيوخ بجمع الضرائب فقط؛ ممّا أدى ذلك إلى تضاعف عائدات الضرائب بشكل كبير في عهد بطرس الأكبر، كما قام بتقسيم الريف إلى مناطق ومقاطعات.
كما قام بدمج الكنيسة الأرثوذكسية مع الدولة، والتي كانت تعتبر تلك الخطوة كخطوة إصلاح في الحكومة، كما تم القضاء على أنظمة الحكم الذاتي، وتم العمل على خدمة الوطن من قِبل طبقة النبلاء، وعندما توفي القيصر بطرس الأكبر بدأت الخلافات تظهر لتولي الحكم من بعده.