ما هو الغزو الفرنسي لروسيا؟

اقرأ في هذا المقال


الغزو الفرنسي لروسيا: وهي الحرب التي قامت بها فرنسا بقيادة نابليون على روسيا، وقد سُمّيت تلك الحرب في روسيا بالحرب الوطنية، وكما تعتبر الحرب الفرنسية الروسية نقطة تحول في الحرب النابليونية، وقد كان هدف نابليون من تلك الحرب هو إجبار روسيا عن التخلي عن تجارتها مع وبريطانيا وعقد صلح مع فرنسا، بالإضافة إلى تحرير بولندا من الاستعمار الروسي الذي كان يقع عليها.

الغزو الفرنسي لروسيا:

جهز نابليون حملته العسكرية والتي قام بتجهيزها من أجل غزو روسيا بأعداد ضخمة من الجنود، فقام الجيش الفرنسي بالدخول بسرعة إلى الأراضي الروسية؛ من أجل مواجهة الجيش الروسي، وقد كانت جميع المعارك التي دخلتها فرنسا ضد روسيا معارك صغيرة باستثناء معركة التي جرت في مدينة “سمولينسك” الروسية والتي كانت معركة شديدة الوطيس، وقد كان نابليون من خلال تلك الحرب ينوي القضاء على الجيش الروسي، إلا أن الجيش الروسي فر هارباً ولم يدافع عن مدينة “سمولينسك”، وفشلت خطة نابليون وبقي متابعاً في روسيا من أجل القضاء على جيشها والاستيلاء عليه.
وعندما تراجع الجيش الروسي إلى داخل البلاد، قامت قبائل “القوزاق” وهي عبارة عن قبائل تسكن في شرق أوروبا وروسيا وكازاخستان بحرق المحاصيل الزراعية وحرق المدن والقرى، وقد كان الهدف من عملية الحرق هذه هو العمل على حرمان فرنسا من الحصول على المواد التموينية التي كانت في القرى والمدن الروسية، وأن يبقى الجيش الروسي بلا مونة ومواد غذائية، وتفاجئ نابليون والجيش الذي معه بالخطط التي قام بها الروس من حرق المحاصيل الزراعية.
فقامت فرنسا بمحاولة إمداد جيوشها بالمواد الغذائية، إلا أنها فشلت في ذلك؛ وذلك بسبب طول وصعوبة طرق الإمداد، وقد أصاب الجيش الفرنسي بعد ذلك الجوع، فكان الجنود الفرنسيون يمشون ليلاً للبحث عن الطعام وأحياناً كان يتم قتل بعضهم من قِبل قبائل “القوازق”، وقد استمر الجيش الروسي بالانسحاب إلى داخل الأراضي الروسية؛ ممّا أدى إلى استيلاء فرنسا على الكثير من الأراضي الروسية؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب كبير من قِبل طبقة النبلاء في روسيا.
وبقي الجيش الفرنسي يلاحق بالجيش الروسي، وقد كان الجيش الروسي يحصن نفسه داخل تلال محيطة لقرية تقع في غرب موسكو، وقد حدثت هناك أكبر معركة من سلسلة معارك نابليون، وعلى الرغم من انتصار فرنسا في تلك الحرب، إلا أن فرنسا كانت حزينة لفقدانها عدد كبير من جنودها في تلك الحرب، وفي اليوم التالي من الحرب قام الجيش الروسي بالهروب نحو الشرق، وبذلك استطاع أن يخلص نفسه من قبضة نابليون، وبذلك لم تكن نتيجة الحرب حاسمة بالنسبة لفرنسا.
وبعد تلك المعركة في أسبوع قام نابليون بالدخول إلى مدينة موسكو والتي تعتبر العاصمة الرسمية لروسيا، وعندما دخل نابليون موسكو وجدها أنه تم إحراقها من قِبل الروس، فلم يكن نابليون فرحاً بسقوط مدينة موسكو بين يديه وشعر أنه لم يحقق نصره بعد، وقد بقي نابليون في موسكو لمدة شهر وذلك اعتقاداً منه بأن القيصر الروسي سوف يطلب منه السلام بعد ان سقطت موسكو في يديه، فقام نابليون بعد ذلك بالتقدم نحو مدينة “كالوغا” الروسية والتي كان يوجد فيها كتاب من الجنود الروسية.
وبعد قيام القوات الفرنسية بمحاولة التوغل في مدينة “كالوغا”، قامت القوات الروسية بوقف تقدمها فيها، فقام نابليون بعدة محاولات؛ من أجل دخول روسيا معه في معركة حاسمة، إلا أن الروس لم يقوموا بمواجهة الفرنسيين وقرروا الانسحاب، على الرغم من أن روسيا كانت تتمركز في موقع استراتيجي، وبقيت روسيا تتابع انسحابها إلى الداخل وعدم التعرض لخوض حرب مع فرنسا، ومع حلول فصل الشتاء القارص في روسيا لم يتمكن نابليون وجنوده في الإستمرار مع عدم وجود ملابس تقيهم البرد وعدم وجود المؤن الكافية للجنود، فقرر نابليون حينها التراجع.
وخلال فصل الشتاء عانى الجيش الروسي من البرد والجوع بشكل كبير، وقد أدت كل تلك الأمور بالإضافة إلى الهجمات التي كان يتعرض لها الجيش الفرنسي من قِبل الفلاحين الروسي إلى خسارة الكثير من الجنود الفرنسيين والذين تم قتلهم على يد الفلاحين الروس؛ ممّا أدى كل ذلك إلى ضعف تماسك الجيش الفرنسي وعدم انتظامها، وقد خسر نابليون الكثير من جنوده خلال تلك الفترة والتي لم يقوم فيها بمواجهة الجيش الروسي، ومن ثم ترك نابليون روسيا وعاد إلى باريس؛ وذلك من أجل أن يحافظ على منصبه كامبراطور لفرنسا.

المصدر: موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017تاريخ أوروبا الحديث-المؤلف:نصري ذياب-2011


شارك المقالة: