ما هو تاريخ الإمبراطورية الروسية في بداية القرن التاسع عشر ميلادي؟

اقرأ في هذا المقال


في عام 1812 ميلادي قام القائد العسكري “نابليون” بغزو فرنسي على روسيا، وذلك بعد خلافه مع القيصر “ألسكندر الأول”، وقد لحقت تلك الحملة أثاراً سلبية على الجيش الفرنسي؛ ممّا أدى ذلك إلى انهيار الإمبراطورية الفرنسية، على الرغم من أن جيوش نابليون استطاعت الوصول إلى مدينة موسكو، إلا أن الجيش الروسي قام باستخدام استراتيجية إحراق أي شيء يمكن للعدو أن يستفيد منه من “مواد غذائية ومواصلات”؛ ممّا أدى ذلك إلى عدم قدرة فرنسا ضم أي شيء إلى أراضيها.

تاريخ الإمبراطورية الروسية في بداية القرن التاسع عشر ميلادي:

بعد بداية الحرب بين روسيا وفرنسا، كانت هناك عدة عوامل أثرت على تلك الحرب، حيث عَملت برودة الطقس في روسيا وحرب العصابات والفلاحين على قتل الآلاف من الجيوش الفرنسية، فقامت حينها القوات الروسية بالتراجع، فلحقتها القوات العسكرية الروسية حتى وصلت إلى غرب أوروبا، وتم حينها هزيمة الجيش الفرنسي على يد الجيش الروسي وتم إطلاق اسم “منقذ أوروبا” على القيصر “إلسكندر الأول”، فقام حينها القيصر السكندر بإعادة رسم خريطة أوروبا.

وعلى الرغم من قيام الإمبراطورية الروسية من هزيمة الإمبراطورية الفرنسية، وقد كان لها دور كبير في الهيمنة الأوروبية، كما قامت روسيا في التغيير الجغرافي والسياسي في أوروبا، إلا أن نظام الاستعباد الذي كانت تتبعه روسيا كان لها دور كبير في عدم التقدم الاقتصادي في روسيا، وفي تلك الفترة كانت القارة الاوروبية تشهد تقدماً صناعياً كبيراً، في الوقت الذي كانت تعاني فيه روسيا من تخلف وضعف اقتصادي؛ ممّا أدى ذلك إلى تراجع مركز  روسيا كدولة عظمى؛ وممّا كان يعانيه شعبها من عزلة عن العالم والفقر، فقام حينها نابليون بعمل إصلاحات دستورية، إلا أن تلك الإصلاحات لم تأتي بأية نتيجة.

وفي عام 1826 ميلادي توج القيصر “نيقولا الأول” قيصراً للإمبراطورية الروسية والذي كان يعتبر خلفاً لأخيه القيصر “ألسكندر الأول” والذي يعتبر أيضاً القيصر الخامس عشر للإمبراطورية الروسية، وقد كانت بداية حكم القيصر “نيقولا الأول” بداية الانتفاضة ما بعد الحروب النابليونية، حيث اتجه في تلك الفترة مجموعة من الضباط الروسيين المثقفين أثناء حملاتهم العسكرية إلى الإمبراطورية الفرنسية، فقد تأثر هؤلاء الضباط بالليبرالية التي كانت سائدة في دول أوروبا الغربية، فأخذوا يسعون إلى التغيير وإلى تطبيق تلك الأفكار في بلادهم التي كانت تسودها أفكار العبودية والتخلف.

وقد نتج عن تلك الأفكار التي جلبها الضباط والجنود الروسيين من دول أوروبا الغربية، إلى قيام “انتفاضة الديسمبريين” والتي حدثت في عام 1825 ميلادي، والتي قام بها الضباط الروسيين ومجموعة من طبقة النبلاء الصغيرة ضد حكم القيصر “نيقولا الأول” وطالبوا منه التنحي عن حكمه ووضع أخيه مكانه، إلا أن تلك الانتفاضة تم القضاء عليها بسرعة، فبعد تلك الانتفاضة قام القيصر “نيقولا الأول” بتغيير أفكاره نحو جعل روسيا دولة عصرية والتي بدأ فيها أخيه القيصر “ألسكندر الأول” في عهده.

وقامت القوات الروسية باحتلال دولة جورجيا والتي تقع تلك الدولة في جنوب القوقاز، وقد أدى ذلك إلى وقوع الحرب الروسية الفارسية، والذي كان كان سبب الصراع بين روسيا وبلاد الفرس السيطرة على دولة أذربيجان، واندلعت بعد ذلك حرب القوقاز ضد بلاد فارس والإمبراطورية الروسية، وفي الوقت نفسه كانت روسيا تخوض صراعاً وثورات داخلية في أراضيها التي قامت وحصلت عليها من “الكومنولث البولندي”، وقد كانت ثورة نوفمبر وثورة يناير من أشهر الثورات الداخلية التي حصلت في روسيا في تلك الفترة.

وبعد تلك الثورة التي حصلت في روسيا، فقد كان الرد قاساً من الإمبراطورية الروسية على تلك الثورات، حيث قامت روسيا بعد تلك الثورات بتشديد الرقابة على المدارس والجامعات، كما قامت بفرض كتب رسمية على الطلاب؛ وذلك من أجل قمع أي فكر ثوري لديهمن كما قامت الإمبراطورية الروسية أيضاً بنشر الشرطة في كل مكان في روسيا؛ وذلك من أجل مراقبة من يقوم بالتخطيط لأي عملية ثورية، وقد كان يتم إرسال من يقوم بالتخطيط لتلك الثورات إلى معسكرات الأعمال الشاقة.

وفي تلك الفترة كانت روسيا تسعى إلى الظهور كدولة عظمى في أوروبا؛ ممّا أدى ذلك إلى انقسام، حيث كان قسم من الشعب الروسي يفضل اتباع المنهج الأوروبي من حيث الحداثة، أما القسم الثاني فكان يفضل المحافظة على العادات والتقاليد في الدولة، كما ظهرت عدة مذاهب اجتماعية في روسيا في تلك الفترة.


شارك المقالة: