مع بداية القرن الثاني عشر ميلادي عادت الدنمارك إلى الظهور من جديد بعد مدة اختفاء دامت لمدة مئة عام، فقرر ملك الدنمارك الاستعانة بوزرائه لإقامة حكومة قوية، قامت الحكومة الدنماركية بالقضاء على عمليات القرصنة جعت على التجارة وعَملت على حمايتها.
أحداث تاريخية في الدنمارك:
قامت الدنمارك بعد استعادتها لقوتها بخوض الحروب الصليبية وقد تمكنت من خلال تلك الحروب من السيطرة على دولة إستونيا، أصبحت الدنمارك بعد الحروب الصليبية دولة عظمى تمتلك الكثير من المستعمرات في أوروبا، بدأت الدنمارك الصراعات بعد ذلك مع السويد وقد أرادت الاستيلاء على التجارة في شمال أوروبا.
تمكنت الدنمارك في بداية الصراعات من السيطرة على الكثير من المقاطعات واستمر استعمارها حتى تمكنت من استعمار النرويج، تمكنت الدنمارك من السيطرة على بحر البلطيق، فقد قامت بفرض الضرائب على التجار المارين من بحر البلطيق، وكانت تلك الضرائب هي المصدر الرئيسي للدنمارك، كما أدت الضرائب إلى دخول الدنمارك في حروب.
في بداية تأسيس مملكة الدنمارك كانت طبقة النبلاء هي الطبقة الحاكمة فيها وكان النبلاء يقومون بانتخاب الملك ويجعلون من طبقة الفلاحين عبد يعملون لديهم، كما قام النبلاء بإصدار قرار بإعفائهم من الضرائب وأن يتم سلب ملكيات الأراضي والكنيسة من رجال الدين، كما أصدروا قرار تجنيد الفلاحين إجبارياً في الجيش.
بعد وفاة ملك الدنمارك “الملك فريدريك” قام ابنه “الملك كريستيان” بتولي الحكم من بعده، وقد كان ابنه أكثر شدة في حكمه ضد النبلاء فعمل على وضع الحدود على تصرفات النبلاء في الدنمارك وسيطرتهم على الحكم، كما كان يقوم بمشاركة الشعب الدنماركي بجميع طبقاته؛ ممّا أدى حكمه إلى إدهاش أوروبا.
كما عَمل على إعادة بناء الدنمارك وتحسين المستوى الاقتصاد فيه وبدأ بالتخطيط لغزو السويد، إلا النبلاء عارضوه بتلك الفكرة، وقالوا بأنّ الدنمارك ليس لديها القدرة على تلك الحرب، ومش “الملك كريستيان” حربه على السويد، وهنا بدأت حرب الثلاثون عاماً؛ ممّا دفع الدنمارك إلى التحالف مع السويد رغماً عنها.
بدأت الدنمارك بإلغاء نظام العبودية وعَملت على تحسين المؤسسات الحكومية كما قامت بالقضاء على الرشاوي، كما عَملت على إيقاف أعمال العنف في البلاد، في تلك الفترة كانت فرنسا تقوم بثورة ضد الدنمارك، فرأت الدنمارك بأنّ التصالح مع فرنسا أفضل حل وكما تم الاتفاق على عدم الدنمارك مع أعداء فرنسا، وهذا ما قامت به الدنمارك عندما أرادت بريطانيا الصعود إلى السفن الفرنسية الموجودة في بحار الدنمارك.
قامت بريطانيا بإصدار أوامر بمنع مرور أيّ سفينة عبر المحيطات إلا بعد أن يتم تفتيشها؛ ممّا أدى إلى غضب نابليون وقيامه بالاتحاد مع روسيا لغزو المستعمرة البريطانية “الهند”، فرأت بريطانيا بأنّها سوف تفقد سيطرتها على البحار وأنّ فرنسا سوف تقوم بغزو إنجلترا؛ ممّا دفعها إلى الاستيلاء على الأسطول البحري الدنماركي؛ لكي تضعف الهجوم الفرنسي، فقامت بريطانيا بإرسال مبعوث إلى دنمارك لكي تفك اتحادها مع فرنسا أو سوف تقوم بريطانيا بتدمير أسطولها.
رفضت الدنمارك الانصياع لأوامر بريطانيا حتى اشتعلت حرب بين بريطانيا والدنمارك وقد كانت حرب طاحنة خسرت الدنمارك الكثير من أسلحتها وجنودها في تلك الحرب، انتصرت بريطانيا في الحرب وسيطرت على البحار وتم توقيع معاهدة بينها وبين الدنمارك، تمكنت الدنمارك النجاة من الحرب بين بريطانيا وفرنسا وروسيا وبقيت حيادية في تلك الحرب؛ ممّا جعلها تحصل على احترام الدول الأوروبية، على الرغم من ذلك الاتفاق كانت الدنمارك تميل للوقوف إلى جانب نابليون وجيوشه وبقيت فرنسا تطلب منها الوقوف إلى جانبها وعدم التعامل مع البضائع الإنجليزية.
قامت بريطانيا بإقناع الدنمارك بأنّ فرنسا تريد الاستيلاء على أسطولها البحري ويجب على الدنمارك التحالف مع بريطانيا ضد فرنسا، رفضت الدنمارك طلب بريطانيا؛ ممّا أدى إلى قيام بريطانيا بغزو الأساطيل الدنماركية ولم تتمكن الدنمارك من مقاومة بريطانيا وسلمتها اساطيلها وبقيت الحرب مستمرة بين الدنمارك وبريطانيا.
الدنمارك في القرن التاسع عشر:
مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي تم الإعلان عن الدنمارك كدولة ملكية دستورية، فقام المواطنون بالمطالبة بالحصول على مناصب في الحكومة الدنماركية، وافقت الدنمارك على مطالبهم؛ وذلك خوفاً من انتقال الثورات الأوروبية إلى أراضيها، فقامت الدنمارك بإصدار قوانين جديدة في الدولة ومنها إصدار قانون الانتخاب لكافة المواطنين وإلغاء نظام العبودية، وتم توحيد ممالك الدنمارك تحت حكم ملك واحد وأخذت الدنمارك في الازدهار العلمي والاقتصادي في القرن التاسع عشر ميلادي.