دوقية نابولي:
قامت اليونان منذ القرن قبل الميلاد بالإقامة في نابولي، وتمكنوا من بناء حضارة يونانية في أراضيها، ومع بداية القرن الثامن قبل الميلاد عاشت اليونان فترة العصور اليونانية المظلمة؛ ممّا أدى إلى سيطرة الرومان على نابولي، لتصبح جزء من أراضيهم، واهتم الرومان بالثقافة والحضارة اليونانية الموجودة في نابولي، فقد تم اعتبارها المركز الثقافي للإمبراطورية الرومانية.
تاريخ دوقية نابولي:
تشير الآثار الموجودة في نابولي بأنّ وجودها كان منذ العصر الحجري، كما تعتبر الموجودة فيها من أقدم المدن، وعند إقامة اليونانيين فيها قاموا ببناء مدينة كوماي والتي تعتبر من أقدم المدن في إيطاليا، وتعرضت تلك المدينة فيما بعد إلى الفيضانات التي أمحت وجودها، خلال فترة القرن الثامن قبل الميلاد دخلت اليونان في عصور اليونان المظلمة، وبدأت بعض الشعوب تغزوها للسيطرة على نابولي، وكان من بين تلك الشعوب، شعب الإتروسكان الذين سعوا إلى السيطرة على مدينة كوماي لتقوم الحرب فيها.
أدت الصراعات المستمرة على مدينة كوماي إلى تدميرها، ليتم إعادة بناؤها في القرن السادس قبل الميلاد، لتصبح من أهم المدن في اليونان القديمة، وتمكنت الحفاظ على الحضارة اليونانية فيها، وكان يوجد فيها الكنائس والمراكز الثقافية التي بناها اليونانيون لتقوم فيما بعد بالتحالف مع روما، وخلال العهد الروماني اهتموا بمدينة كوماي كثيراً وكانوا يعتبرونها مركزاً لتعليم الثقافة واللغة اليونانية لشعبهم، كما قام الرومان ببناء الطرق والجسور فيها، فقد كانت تعتبر المركز الثقافي للإمبراطورية الرومانية.
في القرن السادس قبل الميلاد بدأت الصراعات بين الإمبراطورية الرومانية والقوط الشرقيين، لتكون نابولي جزء من تلك الصراعات والتي أدت إلى تدميرها وانتشار الأمراض والمجاعات فيها؛ ممّا دفعها إلى التحالف مع الرومان وتصبح جزء من الإمبراطورية البيزنطية، واستمرت تابعة لها حتى قام اللومبارديون بغزو إيطاليا ووضعوا نابولي تحت سيطرتهم.
كانت نابولي تابعة لمملكة القوط الشرقيين، وقامت بعد ذلك الحرب القوطية بين الإمبراطورية البيزنطية والقوط الشرقيين، وتمكن البيزنطيين من تحقيق النصر والسيطرة على دوقية نابولي وضمها إلى أراضيهم، وعلى الرغم من سيطرة البيزنطيين عليها، لكنها تمكنت من المحافظة على الحضارة اليونانية التي اكتسبتها خلال فترة اليونان لهم، وتم بعد ذلك تأسيس دوقية نابولي وقامت بإعلان التحالف مع روما.
قام سكان نابولي بالمطالبة بتولي حكم الدوقية دون الرجوع إلى الإمبراطورية البيزنطية، وقامت بسك العملات الخاصة بها دون نقش صورة الإمبراطور البيزنطي، وقامت بالتمرد ضد الحكم البيزنطي حتى تمكنت الحصول على الاستقلال في القرن التاسع ميلادي، وتعرضت بعد ذلك إلى غزوات وتم نهبها، قامت شعوب اللومبارديون بغزو نابولي واستمر حكمهم لها لفترة طويلة، ليقوم أمير إمارة كابوا بغزوها وكان يعتبرها من ألذ أعدائه.
لم تتمكن دوقية نابولي الصمود كثير أمام غزو إمارة كابوا، الأمر الذي دفعها إلى جلب المرتزقة النورمان وقامت بتجنيدهم؛ للقتال معهم ضد إمارة كابوا، ربما كان الاختيار الذي قامت فيه دوقية نابولي في اختيار شعوب النورمان للوقوف إلى جانبها في حروبها خاطئ؛ وذلك بسبب قيام لنورمان فيما بعد بالتحكم بمدنها وحاولوا وضعها تحت حكمهم؛ ممّا دفعها إلى الاستسلام والانضمام إلى مملكة صقلية.
الحرب النابولية:
الحرب النابولية: هي حرب وقعت بين الإمبراطورية النمساوية ومملكة نابولي، وكان سبب قيامها؛ عندما قام ملك نابولي بغزو الإمبراطورية النمساوية، واستمر الصراع للتمكن النمسا من تحقيق النصر؛ ممّا أدى إلى غضب إيطاليا وقيامها اتخاذ قرار توحيد إيطاليا.
أسباب قيام الحرب النابولية:
وقعت نابولي تحت حكم عائلة “آل بوربون”، وخلال فترة حكمه قامت الثورة الفرنسية، وتم التحالف ضد عائلة “آل بوربون” لتولي الحكم في نابولي؛ ممّا دفع ملكها إلى التنازل عن حكمها لصالح فرنسا، كانت فرنسا تحكم إسبانيا في ذلك الوقت وقامت بوضع الجنرال “يواكيم مورات” لتولي الحكم في نابولي، وقام بتطبيق القوانين الفرنسية فيها، وكان يخوض حرب التحالف السادس وتعرض لخسائر كثيرة؛ ممّا دفعه إلى التحالف مع النمسا وكان يخطط للسيطرة على مملكة صقلية.
بعد التحالف الذي أقامه “يواكيم مورات” مع النمسا، قام بتجهيز جيشه وأعلن الحرب على النمسا، لم تكن النمسا غافلة عن التخطيطات الفرنسية فقد كانت على أتم استعداد للتصدي لهم، على الرغم من الحكم الفرنسي في إيطاليا، لكنها لم تكن ترغب في انتصار النمسا؛ وذلك خوفاً من زيادة نفوذ عائلة “آل هابسبورغ”، أدت تلك المعركة إلى ضعف السيطرة النمساوية على إيطاليا.