ما هو تاريخ سمرقند؟

اقرأ في هذا المقال


تعرف مدينة سمرقند بأنّها أحد المدن في أوزبكستان وتعد ثاني أكبر مدنها من حيث المساحة، اختلفت آراء العلماء حول من قام بتسمية مدينة سمرقند، فهناك من قال أن “شمر أبو كرب” هو من قام بتسميتها ومنهم قال الإسكندر الأكبر.

تاريخ مدينة سمرقند

في عام 705 ميلادي قاد القائد المسلم “قتيبة بن مسلم الباهلي” حملة عسكرية على سمرقند وتمكن من فتحها ونشر الدين الإسلامي فيها، وفي عام 710 ميلادي أعاد المسلمون فتحها مرةً أخرى وحولوا المعابد والكنائس فيها إلى مساجد وكان يتم تعليم الدين الإسلامي فيها، خلال عهد الخليفة العباسي “المعتمد على الله” أصبحت مدينة سمرقند أكثر ازدهاراً وتطوراً.

حيث قام الخليفة “المعتمد على الله” باختيار مدينة سمرقند عاصمة لبلاد ما وراء النهرين واستمرت كذلك حتى تولى الأمير “أحمد بن إسماعيل” الحكم وقام بنقل عاصمته إلى مدينة البخاري، لتصبح المدينتان من أكثر المدن ازدهاراً في المنطقة.

خلال عهد الدولة السامانية أصبحت مدينة سمرقند مركزاً للثقافة والاقتصاد واستمر كذلك حتى قام السلطان “علاء الدين بن محمد” بغزو بلاد ما وراء النهرين في عام 1209 ميلادي وسيطر على مدينة سمرقند.

قام المغول فيما بعد بغزو مدينة سمرقند وقاموا بتدمير المعالم الإسلامية التي أسسها المسلمون وقد أدى ذلك إلى دمار مدينة سمرقند وقام “جنكيز خان” بتدميرها وذلك بعد أنّ دمر مدينة البخاري، إلا أنّ سكان مدينة سمرقند بدأوا بالدفاع عن المدينة بكل قوتهم وعلى الرغم من ذلك تمكن جنكيز خان من تحقيق النصر ودخول المدينة.

بعد أنّ دخل جنكيز خان مدينة سمرقند أصدر أوامر بقتل حاكمها والعمل على تخريبها وأصدر أوامر إلى جنوده بنهب أموالها، كما قام بسجن معظم سكانها وفرض عليهم ضرائب عالية، لتصبح مدينة سمرقند عبارة عن مدينة مدمرة وقديمة.

اعتنق المغول الإسلام وعادوا بناء المباني الإسلامي والتي انتشرت خلال العهد التيموري واستمرت حتى حكم المغول في بلاد ما وراء النهرين، قام الإمبراطور تيمورلنك بالسيطرة عليها وأعلنها جزء من أراضي الإمبراطورية التيمورية واختارها عاصمة للإمبراطورية، وقام بإحضار أفضل المعماريين في العالم لإعادة بناء مدينة سمرقند وجعلها من أجمل المدن، الأمر الذي جعلها من أهم المدن في العالم في ذلك الوقت.

أصبحت مدينة سمرقند فيما بعد أهم المدن الثقافية والاقتصادية والعلمية وخاصة عندما تولى أولوغ بيك الحكم، ومن الأمور التي أدت إلى زيادة أهمية مدينة سمرقند وجودها بالمنتصف من طريق الحرير، الأمر الذي جعلها من المدن المهمة تجارياً وقد كتب فيها الشعراء والكتاب لجمالها.

مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي سيطرت روسيا على بلاد ما وراء النهرين ووقعت مدينة سمرقند تحت سيطرت الجيش الروسي، وفي عام 1918 ميلادي قامت الثورة الشيوعية في روسيا وسيطر الثوار على مدينة سمرقند واستمرت تحت سيطرت الشيوعيين حتى حتى سقط الحكم الشيوعي في عام 1992 ميلادي وتمكنت سمرقند حينها من الحصول على الاستقلال بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مثلها مثل باقي الدول التي كانت تحت السيطرة الشيوعية.

عند دخول المسلمون إلى سمرقند أعلنوا بأنّ يقوم جميع سكان المدينة باعتناق الإسلام ومن لا يريد ذلك عليه أنّ يخرج منها وقرر الحاكم المسلم بأنّ لا يتم الاعتداء على النساء والأطفال والمحلات التجارية وإنما يتم إخراج غير المسلمين فقط دون إراقة الدماء، استغرب سكان المدينة من تصرف المسلمين وخاصة عند خروج الجيش الإسلامي وعدم تعرضه للسكان الغير مسلمين.

وعند خروج الجيش الإسلامي بكت النساء واستغرب الكهنة من التصرف وأعلنوا إسلامهم، عند تولي المسلمين الحكم في سمرقند كان حكمهم عادل وقاموا بحماية المدينة من الغزوات التي كانت تتعرض لها، كما لم التفريق بين سكان وبين المسلمون الذين قدموا إليها وكان يتم الهدل بينهم من ناحية الوظائف والأحكام، لتعيش سمرقند في تلك الفترة في أفضل حالاتها.

حسب ما تم ذكره في التقارير فأنّ سكان مدينة سمرقند كان معظمهم من شعب الأوزبك والذين يعدون جزء من الشعب التركي وترجع أصولهم إلى أراضي إيران وكان السكان يقيمون في المناطق الشمالية من المدينة.

تعد مدينة سمرقند من المدن التي تقع في آسيا الوسطى وتداول على حكمها عدد من الحكام والدول خلال الغزوات القديمة وكانت في السابق جزء من الإمبراطورية المغولية  والإمبراطورية التيمورية ومن ثم وقعت تحت حكم الدولة التيمورية ومن ثم روسيا والثوار الشيوعيين وعُرف عنها وجود المباني الجميلة.


شارك المقالة: