ما هو تاريخ مدينة تسوروجا اليابانية؟

اقرأ في هذا المقال


تقع مدينة تسوروجا في مدينة فوكوي كين في هونشو في اليابان تطل على بحر اليابان، كان الميناء مزدهراً منذ العصور التاريخية المبكرة وكان أحد مراكز الاتصال الرئيسية مع البر الرئيسي الآسيوي ومركز شحن رئيسي للعواصم الوطنية السابقة خلال فترة نارا وفترة كيتو، تم تطوير قاعدة تسوكو الصناعية بعد الحرب العالمية الثانية بمصانع تنتج الألياف الاصطناعية والمواد الكيميائية.

مدينة تسوروجا اليابانية

تعد مدينة تسوروجا بأنّها مدينة ساحلية في مدينة فوكوي تواجه بحر اليابان، وهي تقع حيث تضيق جزيرة اليابان الرئيسية في الوسط، في شمال شرق كيوتو، في بداية القرن العشرين ميلادي اكتملت عملية بناء السكك الحديدية العابرة في سيبيريا، كانت تسوروجا بوابة الطريق الأسرع بين اليابان وأوروبا، نقلت السفن ركاباً من مدينة فلاديفوستوك الواقعة في أقصى شرق روسيا إلى تسوروغا، وتم تأسيس قطار أوروبا آسيا الدولي السريع لتشغيل المرحلة الأخيرة من الرحلة إلى طوكيو؛ ممّا جعل تسوروجا نقطة انتقال مهمة جداً.

كانت المدينة مليئة بالمسافرين وكذلك المحلات التجارية وأماكن الإقامة التي تخدمهم، على الرغم من ذلك فإنّ أحد الجوانب غير المعروفة في تاريخها هو أنّ العديد من اليهود الهاريين من أوروبا جاءوا إلى تسوروجا، في عام 1939 ميلادي عندما كانت ألمانيا النازية توسع قوتها في أوروبا تم طرد اليهود في بولندا من بلادهم، هرب الكثيرون إلى السكك الحديدية العابرة لسيبيريا وهي طريق الهروب الوحيد المتاح لهم لركوب القطار، اصطف اليهود للحصول على تأشيرات في القنصلية اليابانية في ليتوانيا المجاورة، أصدر نائب القنصل تشيوني سوجيهارا وحصلوا على تأشيرات يابانية لأكبر عدد ممكن من اليهود البولنديين وفقاً لتقديره الشخصي، وفي النهاية أنقذت هذه التأشيرات حياة حوالي 6000 لاجئ يهودي.

هبط هؤلاء اليهود بعد أنّ سافروا عبر سيبيريا بالسكك الحديدية ثم عبروا بحر اليابان عن طريق السفن في تسوروغا وحصلوا على لقب ميناء الإنسانية، بعد إقامة قصيرة في توريش للتحضير والترتيب لمزيد من السفر واصلوا طريقهم إلى كوبي وكلاهما من المدن الساحلية الرئيسية في اليابان وسفن صعدوا إلى وجهاتهم النهائية، تم إخفاء هذه الحقائق التاريخية في الذكريات المظلمة المحيطة بالحرب، حتى سكان تسوروغا غير مدركين إلى حد كبير للدور الذي لعبته بلدتهم.

تم تدمير العديد من الوثائق المتعلقة بهذه القصة في إلقاء قنابل حارقة مع قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت هذه الذكريات في خطر الضياع، مع بداية القرن الحادي والعشرين عادت الأعمال البطولية لسوجيهارا إلى دائرة الضوء، وقد أتاح ذلك فرصاً جديدة لتأمين مكانة تسوروجا في التاريخ وبذلت محاولة لتسجيل التواريخ الشفوية للسكان المحليين، نظراً لأنّ أولئك الذين لديهم خبرة شخصية في التفاعل مع اللاجئين في زمن الحرب قد تقدموا الآن منذ سنوات، فإنّ فرص التحدث معهم بشكل مباشر تتضاءل بشكل سريع، هذا هو السبب في أن المعلومات التي قدموها كانت قيّمة للغاية.

تاريخ مدينة تسوروجا اليابانية

في البداية كان سكان مدينة تسوروجا خائفين من ضيوفهم غير المألوفين لكنهم تمكنوا في النهاية من التواصل ببعض الطرق، ومنها رؤيتهم في حالتهم البائسة أعطاهم صبي التفاح وفتح السكان المحليون الحمام العام لهم وقدموا لهم الأموال التي يحتاجونها، تم جمع هذه الذكريات وعرضها في متحف تسوروغا الذي تم بناؤه بالقرب من الميناء حيث نزل اليهود، حتى لا تتلاشى هذه الذكريات إلى الأبد تم دمج الدروس حول هذا البعد من تاريخ تسوروجا في مناهج المدارس المحلية ويتم إضافة معروضات جديدة إلى عروض المتحف، ستعمل هذه على إيصال دور مدينة تسوروجا إلى الأجيال القادمة.

اعتادت المدينة أنّ تكون ميناء دولي مع خدمة الخطوط الملاحية المنتظمة إلى فلاديفوستوك، كان متصلاً بالسكك الحديدية العابرة في سيبيريا وكان أقصر طريق من اليابان إلى أوروبا، خلال فترة ميجي تم تشغيل القطار الأوروبي الدولي بين طوكيو وتسوروغا، كما يوجد فيها ضريح كيهي جونغو هو ضريح قديم وكان في القدم موجود في مقاطعة إيشن، يقال أنّه ضريح آلهة وتم طلاء مبنى الضريح باللون القرمزي والذي أعيد بناؤه بعد أنّ دمرته الغارات الجوية خلال حرب المحيط الهادئ باعتباره الإله الحارس لسلامة الطعام والرحلات، نجا أوتوري من نار الحرب وتم تحديده كممتلكات ثقافية مهمة للبلاد.

نصب كوتمومي بان أمام البحر عند التوجه نحو الميناء إلى يمينها يوجد مبنى محطة ميناء تسوروجا السابق والذي يعرض مواد السكك الحديدية مثل القطار الأوروبي الدولي، كما يوجد فيها المتاجر والمطاعم ضخمة، تم تصميم المبنى من الطوب الأحمر، حيث يأتي العديد من السياح ويذهبون من قبل أجنبي منذ حوالي 120 عاماً، يوجد خلف كانيغاساكي ثلاثة أو أربعة مبانٍ على الطراز الغربي هي ميناء توشويي الإنساني الذي أعيد افتتاحه من جديد، يوجد داخل المتحف أيتام بولنديون تم إنقاذهم في سيبيريا أثناء الثورة الروسية ولاجئون يهود فروا من ألمانيا النازية ونزلوا بتأشيرة مدى الحياة صادرة عن تشيون سوغيهارا من القنصلية والمواد التي لعبت دوراً إنسانياً.

انطلاقاً من الغرب على طول المرفأ، كان هناك ميناتو تسوروجا داشي كايكان الذي يضم ويعرض عوامات بجوار المستودعات القديمة ومتحف المدينة على الطراز الغربي والتي يعود تاريخها إلى فترة شوا المبكرة، حيث بدأ في تلك الفترة عملية بناء المتاجر وأصبحت المدينة تجارية ويوجد فيها الكثير من الأسواق ويأتي إليها التجار من كافة دول العالم، حيث انّها كانت حلقة وصل بين اليابان وأوروبا، وكانت الدول الأوروبية تسعى إلى الاستفادة من موقع المدينة والعمل على نقل البضائع إلى كافة المدن اليابانية.

خلال تلك الفترة حاولت أوروبا السيطرة على المدينة وعند بدء الحرب العالمية الأولى بدأت دول الحلفاء السيطرة على المدينة وقاموا بقصف المدينة وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال قواتها العسكرية السيطرة على المدينة ووضع لهم قاعدتهم العسكرية فيها وسيطروا على الطرق التجارية فيها واستمرت المدينة تحت سيطرت دول الحلفاء حتى انتهت الحرب العالمية الأولى.

في عام 1945 ميلادي بدأت الحرب العالمية الثانية وكانت مدينة تسوروجا تربط المدن اليابانية ببعضها البعض، وكانت القوات العسكرية اليابانية تقوم باعتماد المدينة كحلقة وصل بين باقي المدن اليابنية ويتم من خلالها نقل الأسلحة والمعدات العسكرية، الأمر الذي دفع دول الحلفاء لتدمير الطرق في مدينة تسوروجا ومنع القوات العسكرية اليابانية من التواصل مع بعضهم البعض، واستمر وضع المدينة كذلك حتى انتهت الحرب العالمية الثانية وعادت الحكومة اليابانية إعادة بناء المدينة من جديد.

تحدثنا عن مدينة تسوروجا والتي تعد أحد المدن اليابانية المهمة؛ وذلك تربط بين أوروربا واليابان، الأمر الذي جعل لها أهمية كبيرة خاصة لدى الدول الأوروبية، كما نستنتج في هذا المقال بأنّ مدينة تسوروجا كان لها دور فعال في الحرب العالمية الأولى والثانية.


شارك المقالة: