تقع مدينة ثانجافور في ولاية تاميل نادو الشرقية في جنوب شرق الهند، كانت عاصمة مبكرة لإمبراطورية تشولا من القرن التاسع ميلادي إلى القرن الحادي عشر ميلادي، وكانت مهمة خلال فترة فيجايانجار وفترة ماراثا وأثناء الحكم البريطاني، كما يوجد فيها عدد من المعابد والمكتبات القيمة والتي أضافت إلى المدينة أهمية تاريخية كبيرة.
مدينة ثانجافور الهندية
تعرف مدينة ثانجافور بوجود مجموعات كبيرة من المخطوطات التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر ميلادي والقرن التاسع عشر ميلادي، تشتهر المدينة أيضاً بأسلوب الرسم المميز، حيث تستخدم مواد مثل رقائق الذهبية، مدينة ثانجافور المعروفة أيضاً باسم تانجور هي المدينة الملكية لعائلة تشولاس وناياك، تستمد مدينة ثانجافور اسمها من تانجان آن أسورا، الذي وفقاً للأسطورة المحلية دمر الحي وقتل على يد سري أناندافالي وفيشنو.
تمت الموافقة على طلب السير تانج؛ من أجل تسمية المدينة باسمه، كان ملوك تشولا وشيرا وبنديا يحكمون تاميزاغام حتى قبل فترة ماهي بهارات، كانت مملكة تشولا رائدة في مجال الأدب والفن والعلم ورعايتها من المملكتين الأخريين، كانت عاصمة تشولا تتغير بشكل مستمر، كانت مدينة ثانجافور العاصمة خلال فترة حكم مانيثي تشولان.
يعتقد من الملاحم أنّ العديد من ملوك تشولا كانوا يحكمون مدينة ثانجافور حتى قبل سلالة كاريكالا تشولان، يعتقد المؤرخون أنّ مدينة ثانجافور تم عليها من قِبل فيجايالايا تشولان في عام 846 ميلادي ومن ثم خضعت لحكم بيرومبيدوجو موتاريان، منذ ذلك الوقت وحتى فترة راجاراجا تشولان، كانت مدينة ثانجافور مزدهرة، حكم ملوك تشولا حتى القرن الثالث عشر الميلادي وكانت عاصمتهم مدينة ثانجافور، ومن ثم حكمها راجندرا تشولان ابن راجاراجان نقل عاصمة تشولا إلى جانجاكوندا تشولابورام، بعد ذلك بدأت مملكة تشولا في الانخفاض واستولى ملوك بانديا على ثانجافور.
تولى نائب الملك السابق لإمبراطورية فيجايانجار الاستقلال وأسس سلالة ثانجافور ناياكس، ظلت ثانجافور عاصمة الناياك لمائة وخمسة وعشرين عاماً قادمة حتى توفي فيجايا روجافا وكان آخر أمير من السلالة في المنطقة، وحكم الجنرال الأجيري أربعة عشر عاماً، جلبت المطالبة بعرش ناياك من خلال سينغام الاداس إلى مكان الحادث ملك بيجابور وقائده.
تم هزيمة الأجيري واستولى على العرش في عام 1676 ميلادي؛ وذلك بسبب الخلافات في ناياك، حكم فيما ملوك محراتس ثانجافور عاصمة لمائة وتسع وسبعين عاماً، تدخل الإنجليز لأول مرة في عام 1749 ميلادي بهدف استعادة الملك المخلوع ساياجي، في عام 1758 ميلادي هاجم الفرنسيون ثانجافور، لكن البريطانيين استعادوا السيطرة في عام 1773 ميلادي أصبحت مدينة ثانجافور دولة محمية بموجب شركة الهند الشرقية، في عام 1799 ميلادي أصبحت ثانجافور إمارة بريطانية ومنح حاكمها سارافوجي الثاني حصن ثانجافور ومنطقة خارجها، خلفه سيفاجي الحكم والذي توفي في عام 1855 ميلادي دون وريث.
انتقلت مدينة ثانجافور تحت الحكم البريطاني، لم يكلف الاستحواذ عليها أبداً حياة جندي واحد بنفس الطريقة التي استولى بها المهراتا على البلاد سابقًا من نيكاز، من بين مختلف حكام مدينة ثانجافور يبدو أنّ عائلة تشولا قد تركوا المعبد الكبير لسري براغاتيسوارا من بقايا عبقريتهم، يوجد فيها معبد داخل الحصن الصغير الذي كان يسمى باسم سيفكانا، كما يوجد حصن يحيط بالقصر الإمبراطوري، يمكن أنّ يكون هذان الحصنان بمثابة تجديدات لتحصينات الكولا السابقة.
نظراً لأنّ طبيعة مدينة ثانجافور تعد من المدن كبيرة الإمتداد، فقد تم تنفيذ العديد من المناطق الملائمة للإدارات فيها، بدأ حكام المدينة في وضع عن الأنظمة الإدارية التي تفصلهم عن الحكومة الرئيسية في الهند، وعلى الرغم من محاولة حكامها جعلها منطقة مستقلة ويسودها السلام، إلا أنّها كانت تعاني من الصراعات الداخلية بين الحكام، ولعل الصراعات الكبيرة التي كانت قائمة فيها؛ بسبب الأراضي الخصبة التي تمتعت فيها المدينة وجعلت منها منطقة ذات اقتصاد قوي تختلف عن كافة المدن الهندية، كما يوجد فيها مجموعة من المعالم التاريخية التي جعل منها منطقة غنية تاريخياً.
تاريخ مدينة ثانجافور
تم العثور على مجموعة من الآثار والتي تدل على وجود مدينة ثانجافور في القرون القديمة وقد أضاف لها ذلك أهمية كبيرة لدى الشعوب الهندية، كما أقامت فيها مجموعة من الشعوب المتنقلة والتي أضافت لها ثقافة متنوعة، يجد تاريخ ثانجافور شواهده من القرن التاسع ميلادي والذي امتد حتى القرن الثاني عشر ميلادي، عندما كانت المدينة تحت سيطرت مملكة تشولا.
كانت تعرف سابقاً باسم تانجابوري، وقد حققت تطوراً كبيراً في مجالات الأدب والفن والعمارة، تم بناء العديد من المعابد والآثار الرائعة من قبل ملوك تشولا التي لا تزال تعرض التراث المعماري للمدينة القديمة، من بين العديد من الملوك الناجحين، كان الإمبراطور رجراجا أحد أمهر الحكام الذين أقاموا معبد راشورا الشهير.
خلال أواخر القرن الثالث عشر ميلادي انقرضت سلالة تشولا مع هيمنة الباندا، لكن هذا العهد لم يدم طويلاً حيث وصل علاء الدين خلجي، وكان الملك الشهير هو من أسس المنطقة وتم وضعه حاكماً في مدينة ثانجافور، في القرن الرابع عشر ميلادي تولى حكام فيجنجار حكم المدينة وتأسست سلالة نوفاك في مدينة ثانجافورن في وقت لاحق من القرن السابع عشر ميلادي سيطر المراثا على المدينة القديمة لفترة قصيرة من الزمن.
في عام 1773 ميلادي سيطرت بريطانيا على مدينة ثانجافور وضموا حصن مدينة ثانجافور إلى حكمهم في عام 1841 ميلادي وظلت في أيدي البريطانيين حتى عام 1947 ميلادي، وبعد استقلال الهند تم تأسيس مدينة ثانجافور نفسها كمدينة مهمة في منطقة تاميل نادو.
أثناء فترة الاستعمار البريطاني في الهند، سعت بريطانيا السيطرة على الأراضي والقلاع الموجودة في مدينة ثانجافور، حيث كان الحصن الموجود فيها يشكل القوة العسكرية والحماية للمدينة، حيث لم تتمكن القوات العسكرية البريطانية من الدخول إلى المدينة في البداية وحاولت السيطرة على القصر الإمبراطوري الموجود داخل الحصن، وكانت القوات البريطانية تسعى إلى تدمير الحصن وذلك كونه كان يشكل قوة كبيرة لبريطانيا وخاصة أنّها كانت تخوض صراعات كبيرة في تلك الفترة وكانت تريد السيطرة على الحصن لحماية قواتها العسكرية.
استمرت بريطانيا في محاولة السيطرة على المدينة حتى تمكنت في النهاية من دخول أراضيها وقامت بتدمير القلاع والحصون الموجودة، واستمرت المدينة تحت الحكم البريطاني حتى تمكنت الهند من الحصول على الاستقلال في عام 1947 ميلادي وبدأت الحكومة الهندية في إعادة ترميم الحصن.
أهم الأحداث في تاريخ مدينة ثانجافور
- خلال فترة من فترات تأسيس مدينة ثانجافور وقعت تحت حكم سلالة كاريكالا تشولان.
- أهم ما تميزت فيه مدينة ثانجافور الحصون والقلاع القوية.
- خلال فترة الاستعمار البريطاني في الهند، خاضت المدينة صراعاً كبيراً ضد بريطانيا.