تقع مدينة سونيبات في شرق وسط ولاية هاريانا في شمال الهند في الشمال من مدينة دلهي، يقال انّه تم تأسيس المدينة من قبل المستوطنين الآريين الأوائل حوالي 1500 قبل الميلاد وازدهرت على ضفاف نهر يامونا، تم ذكرها في الملحمة الهندوسية ماهابهاراتا باسم سونيبات، المدينة في المنطقة المعروفة باسم حقل كورو وكانت مسرح الحرب الملحمية.
مدينة سونيبات
تعد مدينة سونيبات واحدة من أكبر المدن في ولاية هاريانا وقد ساعد قربها من مدينة دلهي كمصدر للمواد الخام والطاقة في تطورها الصناعي، اسم سونيبات مشتق من كلمة سونبات التي تعني في اللغة السنسكريتية سوفارنا براستا المكان الذهبي، يؤكد أحد التقاليد الشعبية أنها واحدة من خمسة مدن في باتا أو براستاس وهي مدينة إندرا براستا ومدينة بانيبات ومدينة تالبات ومدينة بهاغبات ومدينة سونيبات، المذكورة في ماهابهاراتا التي طلبها يوديشثيرا، ينسب تقليد آخر تأسيسه إلى رجا سوني وهو النسب الثالث عشر من أرجونا.
لم يكن هناك أي شك فيما يتعلق بآثار المنطقة، أنتجت المنطقة فخاراً من ما قبل فترة هارابان وأواخر فترة هارابان وطلاء غراي وير والتاريخ المبكر والشمال الأسود المصقول وير وأوائل العصور الوسطى؛ ممّا يدل على أنّ أجزاء من المنطقة كانت مأهولة بأشخاص مختلفين وبعض هذه الأجزاء تظهر الاستمرارية أثناء وجودها في البعض الآخر هناك فاصل، الأدلة الأثرية والأدبية المتوفرة حتى الآن ضئيلة للغاية حتى لتقديم أي مخطط واضح للنمو التاريخي للمنطقة خلال المراحل المبكرة.
كان سكان ما قبل فترة هارابان أول الناس الذين سكنوا المنطقة، تميزت المرحلة المهمة التالية في تاريخ ما قبل المنطقة بقدوم الأشخاص الذين يرتبطون عموماً بالآريين، حيث تم ذكرها جنباً إلى جنب مع المدن الأخرى في الكتب التاريخية الهندية ويدل ذلك على الأهمية التاريخية التي كانت تتميز فيها المدينة منذ القدم، ويقال أنّه كان يقوم فيها الجلسات الأدبية والذين كانوا يحضرون إليها الأدباء من كافة المناطق.
يأتي المرجع الآخر لهذه المدينة في ملحمة ماهابهاراتا وفي ذلك الوقت كانت واحدة من القرى الخمس التي طالب بها باندا فاس بدلاً من مملكة هاستينابور، وكانت القرى الأربع الأخرى هي قرية بانبراستا وقرة باغ براستا وقرة تيل براستا وقرية إندرا براستا، يوجد هناك أسطورة أخرى نسبتها إلى رجا سوني النسل الثالث عشر لأرجونا أحد الإخوة باندافا، كلا التقاليد بلا جوهر، لا يوجد ذكر لمدينة سونيبات في ماهابهاراتا، على الرغم من أنّه قد لوحظ في وقت سابق من قبل النحوي العظيم بياني في كتابه والذي تكلم فيه عن مدينة سونيبات، الأمر الذي يدل بأنّ المدينة موجودة بالفعل حوالي 600 قبل الميلاد.
تُعرف سونبات أيضًا باسم سونيبات،، وهي مدينة مشهورة في هاريانا في الهند، تأسست باسم سوريباثا وهي مدينة قديمة، تم بناء مقبرة خواجة خضر وهي مقبرة شهيرة تم بناؤها في عام 1522 ميلادي، أسسها داريا خان الذي عاش في عهد إبراهيم لودي، حيث إنّها تقف على منصة مرتفعة.، كما يوجد فيها أحد المعالم القليلة التي تم بناؤها باستخدام الحجر الرملي الأحمر جنباً إلى جنب مع كتل كانكر، بقدر ما يتعلق الأمر بسقفه، فهو مزخرف ومصنوع من زخارف نباتية متعددة الألوان.
تعرضت المدينة إلى حكم من عدد من السلالات الحاكمة والتي كانت تتفنن في بناء المراكز والأسواق فيها، فكان جميع الحكام الذين أقاموا فيها يتمتعون بالموقع المتميز الذي تقع فيه المدينة، الأمر الذي أدى إلى جعلها مكاناً للصراعات، حيث تعرضت المدينة منذ العصور القديمة لمجموعة من الصراعات بين الشعوب التي أقامت فيها.
وقعت مدينة سونيبات بعد ذلك تحت حكم المغول، بدأ المغول في عملية بناء المساجد والتي تعد من أشهرها في المنطقة، سعى المغول إلى المحافظة على المدنية وجعلها أكثر ازدهاراً؛ وذلك كونها تحتوي على تاريخ مهم وعريق، وعلى الرغم من محاولة بعض الشعوب المجاورة السيطرة عليها، إلا أنّ المغول كانوا يتصدون في كل مرة للغزوات ويحافظون عليها، واستمرت مدينة سونيبات تحت حكم المغول حتى انهارت الإمبراطورية المغولية.
تاريخ مدينة سونيبات
حسب ما تم ذكره في كتب التاريخ الهندية، فأنّ مدينة سونيبات من المدن الهندية التي يعود تاريخها إلى العصور القديمة، ويقال أنّه تم العثور على الأدلة التي تدل على وجودها خلال العصر الحجري والعصر البرونزي، وكانت عبارة عن منطقة صغيرة تأتي إليها الشعوب المتنقلة للاستفادة من الخيرات الكثيرة المتواجدة فيها، وكانت المدينة منذ القدم تخوض الصراعات الكثيرة بين القبائل المقيمة فيها، ولذلك تم تسميتها باسم المدينة الذهبية، والأمر الذي جعل لها أهمية تاريخية كبيرة، وقد تم تأسيسها من قِبل الأخوان باندا فاس في فترة ماهابهاراتا.
كانت بداية تأسيس مدينة سونيبات في عام 1500 قبل الميلاد من قِبل الآريين الأوائل، كما أقام فيها تذكر الملك سوني سليل أسرة أرجونا الثالثة عشرة، فقد تم العثور على القصر الذي كان يقيم فيها الملك ويقال أنّ مدينة سونيبات في تلك الفترة كانت تعيش في حالة من الازدهار، كما تم العثور في مدينة سونيبات على مسجد عبد الله ناصر الدين وقبر خواجة خضر وبقايا الحصن القديم، كما يوجد فيها معبد بابا دهام للهندوس في مدينة سونيبات، لعل الأهمية الكبيرة التي تمتعت فيها المدينة منذ القدم؛ هو الموقع الذي كان يربطها بمدينة دلهي والتي كانت تعد مقراً لإقامة الملوك فيها.
عند بداية الاستعمار البريطاني في الهند لم تنجو مدينة سونيبات من دخول القوات العسكرية البريطانية إلى أراضيها وخلال تلك الفترة كانت المدينة ما تزال تحت حكم بعض السلالات الملكية الحاكمة القديمة، لم تتمكن بريطانيا من دخول المدينة في البداية، إلا أنّها استمرت في محاول السيطرة عليها، حيث كانت يتمتع سكان المدينة بالقوة وحبهم للقتال، بالإضافة إلى حبهم الكبير لمدينتهم والذين يرون فيها تاريخهم العريق.
استمرت بريطانيا في عملية حصار مدينة سونيبات حتى تمكنت في النهاية من السيطرة عليها، إلا أنّ تمردات السكان لم تقف واستمرت ضد الحكم البريطاني، فأرادت بريطانيا الحفاظ على المدينة وكونها ذات أهمية تاريخية كبيرة وتحتوي على معالم يعود تاريخها إلى القرون ما قبل الميلاد، فقامت الحكومة البريطانية بمحاولة عقد اتفاقية مع السكان وقررت منحهم الحكم في أراضيهم ولكن تحت الإدارة البريطانية وأنّ تكون تجارتهم محتكرة لدى شركة الهند الشرقية البريطانية.
إلا أنّ السكان رفضوا واستمرت تمرداتهم حتى قامت الحرب العالمية الثانية وتم الاتفاق على منح الهند الاستقلال في عام 1947 ميلادي، فقامت الحكومة الهندية بإعادة مدينة سونيبات ومنحتها الحكم الذاتي.
نستنتج من مقالنا بأنّ أراضي مدينة سونيبات يعود تاريخها إلى العصر الحجري وقد تم تأسيسها في القرون ما قبل الميلاد، ووقعت بعد ذلك تحت حكم المغول وتحت حكم بريطانيا وخاضت الصراعات للحصول على الاستقلال.