تقع مدينة شاريكار في شرق وسط أفغانستان تقع المدينة على الطريق من مدينة كابول تمتد إلى المقاطعات الشمالية، تم قتل حامية بريطانية في شاريكار في عام 1841 ميلادي خلال الحرب الأنجلو أفغانية الأولى، بعد التدخل العسكري السوفيتي في عام 1979 ميلادي.
مدينة شاريكار الأفغانستانية
كانت شاروكار مسرحاً لقتال عنيف بين المقاتلين الأفغان من معاقلهم في وادي بنجشير القريب ووحدات الجيش السوفيتي والأفغاني، أدى قرب المدينة من مصنع النسيج الحديث في أفغانستان في غولبار إلى زيادة كبيرة في عدد السكان بعد عام 1962 ميلادي، تشتهر مدينة شاريكار بالفخار والعنب الفاخر، بالإضافة إلى وجود أدوات المائدة والفضة، كما أنّ لديها مسبك حديد.
على مر التاريخ كان هناك مركز حضري مهم في الطرف الشمالي من منخفض كهدمان الطويل على الرغم من أنّ الموقع قد تحول ذهاباً وإياباً بين التقاء نهري أرباند وبانجشير على المحور المركزي للمنخفض والحافة الغربية حوله، على بعد عشرة كيلومترات من مدينة كابيتش عاصمة إمبراطورية كوشان تأسست في الموقع السابق شراكار الحديثة، يعكس تعاقب المدن على واحد أو آخر من هذه المواقع استمرارية رائعة للحياة الحضرية والتي يمكن تفسيرها بالمزايا الاستثنائية للموقع على مفترق طرق طبيعي.
حيث تمر جميع الطرق الشمالية عبر هندو كوش بين شيبار يتلاقى الغرب وممر أنجومان من الشرق قبل أن يتفرعان في طريقين جنوبيين أحدهما باتجاه كابول وحوض هلمند عبر بيدمونت جبال بايمان والآخر باتجاه الهند عبر وادي بانجشير ونانغراهار، كان المسار الأخير بامتداده الشمالي عبر وادي أرباند العريض إلى ممر سيبار الطريق القديم من باكتريا إلى تاكسيلا الذي وصفه فوتشر محوراً رئيسياً لحركة الرجال والأفكار مثل البوذية من قبل الفترة الغزنوية، ثم حل محلها طريق كابول شبار.
مع بداية عام 1964 ميلادي وفر طريق سالانج الأكثر مباشرة رابطاً دائماً بين كابول وشمال أفغانستان، قدمت الحاجة إلى محطة قوافل في محور هذه الشبكة الشعاعية من الطرق الزخم الأولي للحياة الحضرية في قاعدة هندو كوش، لا يوجد دليل أثري أو أدبي على أي تمدين في موقع شراكار حتى نهاية القرن العاشر ميلادي وبداية السادس عشر ميلادي، الاسم نفسه غير موثق من قبل الجغرافيين في العصور الوسطى، وهي منطقة لا تزال موجودة بهذا الاسم، ويعد جبل وبروان بأنّه جبل السراج الحالي، يقع في شمال طاركار.
مدينة شاريكار الأفغانستانية
حسب ما تم ذكره في كتب التاريخ الأفغانستانية تم تأسيس مدينة شراكار على يد أحد أمراء سبحان وهو الأمير مير سيد جعفر الذي من المفترض أنّه أشرف على إنشاء قنوات الري والاستيطان الزراعي في السهل، إلا أنّه في عهد الإمبراطور المغولي أكبر م العثور على أول ذكر لها، في بداية القرن الثالث عشر ميلادي تم وصف مدينة شراكار بأنّها مدينة تجارية مزدهرة.
خلال الحرب الأنغلو أفغانية الأولى أصبحت المدينة النقطة الأمامية في أقصى الشمال للقوات العسكرية البريطانية في أفغانستان، في عام 1840 ميلادي تم بناء ثكنة على أطرافها الجنوبية لإيواء أولاً ميليشيا محلية، كما تم إنشاء إدارة مدنية جنينية في عام 1841 ميلادي مع تعيين الرائد إلدريد بوتينجر كوكيل سياسي لكيهستان، غير أنّه اختار العيش في لعماني، إلا أنّ مدينة شراكار سرعان ما تعافت، وفي هذا الموقع الاستراتيجي أعلن عبد الرحمن خان نفسه أميراً لأفغانستان في عام 1880 ميلادي، ومنذ ذلك الوقت أصبح من السهل متابعة تطور المدينة.
في ظل هذه الظروف المتغيرة فقدت مدينة شراكار وظيفتها التقليدية كمحطة للقوافل، حتى هيكلها الحضري تم تعديله مع تحول الحي التجاري نحو هذا الشريان الإسفلتي الرئيسي الجديد، ومع ذلك لا ينبغي أن يؤدي حجم المرافق التجارية في المدينة إلى المبالغة في تقدير أهميتها الاقتصادية، في الواقع فإنّ مدى التأثير التجاري شراكار محدود؛ بسبب تكاثر البازارات الريفية الدورية في كهدامان وقربها من كابول التي لا تبعد سوى ساعة واحدة بالحافلة أو التاكسي، في سبعينيات القرن الماضي كانت كثافة حركة المرور بين المدينتين لا مثيل لها في أفغانستان.
أدت المنافسة مؤخراً من أدوات المائدة الصناعية المستوردة إلى إعادة توجيه كبيرة نحو تصنيع وإصلاح المعدات الزراعية، في عام 1977 ميلادي لم يكن هناك أكثر من ستة عشر ورشة صناعة أدوات المائدة، إضافة إلى ذلك فإن استخدام الحديد الذي تم شراؤه جزئياً في كابول قد حل بالكامل محل خام الحديد من المناجم القريبة، تعد صناعة المنسوجات التي كانت نشطة للغاية في بداية هذا القرن، عندما أنتجت مدينة شركار قماشاً قطنياً للحكومة الأفغانية، وقد عانت بشدة من اختفاء زراعة القطن في كهدان وإنشاء مصانع النسيج الصناعي في غلبهار وجبل السراج، تفتخر المدينة بسوق للطيور والذي ينشط بشكل خاص خلال فترة الربيع عندما تحلق قطعان كبيرة من الطيور المهاجرة فوق المنطقة.
على الرغم من تقاليدها في الحرف اليدوية لم تصبح شراكار مدينة صناعية. على الرغم من أنّها تلعب دوراً رئيسياً في تسويق المنتجات الزراعية من مناطقها النائية الغنية، إلا أنّه لم يكن هناك سوى عدد قليل من ورش العمل الصغيرة للمعالجة أو التحضير البسيط للمواد الخام، من ناحية أخرى أصبح قطاع الخدمات غير التجارية بارزاً.
مدينة شاروكار التي كانت بالفعل المدينة الرئيسية لمحافظة تحت حكم دوست محمد خان ماسون، هي اليوم المركز الإداري لإقليم باروان، وهي أيضاً المدينة الرئيسية لمنطقة صغيرة ولكنها مكتظة بالسكان، تم تزويد المدينة بالمؤسسات البلدية منذ منتصف الثلاثينيات، وهي أيضاً المقر الرئيسي لهيئة مشروع باروان للري، أما في المجال الاجتماعي والتعليمي، حيث يوجد نحو أربعين مسجداً ومستشفى، منذ عام 1954 ميلادي تم تأسيس بنية تحتية تعليمية فريدة من نوعها، في عام 1929 ميلادي تم تأسيس مدرستان شاملتان ومعهد تدريب وهذا دليل واضح على تأثير المدينة على المناطق النائية.
قبل عام 1980 ميلادي كانت مدينة شراكار وضواحيها تشكل منتجعاً شهيراً لقضاء عطلة نهاية الأسبوع للطبقة الوسطى في مدينة كابول وخاصة في فصل الربيع وذلك عندما تكون المنحدرات السفلية لجبال بايمان أرجوانية مع أشجار يهوذا المزهرة، تتميز مدينة شراكار بالطقس الدافئ، كما أنّها اجتذبت عدداً من البدو وخاصة في فصل الخريف عندما زاد حصاد العنب من فرص التوظيف المؤقت، عاشت ثلاثمئة عائلة في المخيمات حول المدينة ، تألفت 265 منها من البدو الرحل الذين ينتمون إلى حدى عشر مجموعة قبلية مختلفة، وتدل تلك الأمور إلى أنّ مدينة شراكار تحتوي على تنوع ثقافي.
ذكرنا في مقالنا الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها مدينة شراكار، حيث جرت فيها عدد من الصراعات على مر العصور وكان لها أهمية كبيرة في دعم الاقتصاد في أفغانستان.