ما هو تاريخ مدينة لام دونغ الفيتنامية

اقرأ في هذا المقال


في فيتنام تعتبر مدينة لام دونغ وجهة سياحية شهيرة وهي تحظى بتقدير كبير لمناخها المعتدل ومعالمها الجميلة مثل الشلالات والبحيرات ووفرة الزهور والخضروات، تقع مقاطعة لام دونغ في الداخل من الساحل وتغطي الجزء الجنوبي من منطقة المرتفعات الوسطى في فيتنام، يحدها المقاطعات الفيتنامية فقط، لام دونغ هي المقاطعة الوحيدة في منطقة المرتفعات الوسطى التي لا تشترك في حدود دولية مع كمبوديا أو لاوس.

مدينة لام دونغ الفيتنامية

في الغالب تعد مدينة لام دونغ منطقة ريفية، تحظى مدينة لام دونغ بالإعجاب بمناظرها الطبيعية الخلابة التي تشمل المتنزهات الوطنية والجبال والبحيرات والأنهار والشلالات، يمكن تقسيم مقاطعة لام دونغ إلى ثلاثة أجزاء، في أقصى الشمال تهيمن الجبال العالية على المناظر الطبيعية، تنخفض الارتفاعات في الشرق والغرب قبل أن تتسطح أخيراً في المنطقة الجنوبية من المقاطعة التي تؤدي إلى مناطق الساحل الجنوبي الأوسط ودلتا نهر ميكونغ.

ولأكثر من مئة عام توافد المسافرون على مقاطعة لام دونغ، ابتداءً من تسعينيات القرن التاسع عشر ميلادي، عندما كان الفرنسيون يستعمرون فيتنام، تم استخدام لام دونغ وعاصمتها دا لات كوجهات لقضاء العطلات، وفي الأصل تم تحويل جعل الارتفاع العالي المقاطعة ذات شعبية كبيرة؛ لأنّها وفرت للمسافرين استراحة من الحرارة العالية للساحل، بعد انتهاء الاستعمار بقي نفوذ الفرنسيين، سيطرت العمارة الاستعمارية على المنطقة وعندما جاء الأمريكيون، عاش العديد من الجنود في محطات التلال.

ومن المثير للدهشة أنّ معظم أراضي مقاطعة لام دونغ اجتاز حرب فيتنام دون أنّ يتضرر، لم تكن حرب فيتنام قد غيرت لام دونغ إلا بعد هجوم التيت في عام 1968 ميلادي بحلول نهاية الهجوم استعادت فيتنام الجنوبية السيطرة على المنطقة التي احتفظوا بها حتى سقوط سايغون، بالإضافة إلى التأثير الأجنبي المتبقي من الاستعمار وحرب فيتنام يرتبط التاريخ في مقاطعة لام دونغ ارتباطاً وثيقاً بالمجموعات العرقية في المنطقة، تعيش مجموعات كو ومنها مجموعة هو ومجموعة ما ومجموعة تشارا وكانت تعيش في مجتمعات صغيرة في جميع أنحاء باعتبارها واحدة من مقاطعات المرتفعات الوسطى الخمس التي لا توجد بها حدود دولية.

وتقع مقاطعة لام دونغ على حدود مقاطعات خانه هوا ونينه ثوان من الشوان ومقاطعة دونغ ناي من الجنوب الغربي ومقاطعة بينه ثوان إلى الجنوب الشرقي ومقاطعة داك لاك من الشمال، تغطي مقاطعة لام دونغ أراضي واسعة وهي سابع أكبر مقاطعة في البلاد، وهي موطن لشعب كينيه الفيتنامي باعتباره أكثر المجموعات العرقية اكتظاظاً بالسكان والمجموعات العرقية الأخرى، بما في ذلك مجموعة كوتش ومجموعة ما ومجموعة خاو ومجموعة مونغ، ولديها مدن عديدة ومنها مدينة دا لات ومنها مدينة باواك وغيرها من المناطق، وسكان المقاطعة لا يزال العديد منهم يمارسون أساليب الحياة الفيتنامية التقليدية.

ووسعت المحافظة تعاونها السياحي مع المحليات الأخرى في الدولة، وقد وقعت اتفاقية تعاون مع مدينة هوشي منه ومقاطعة بينه ثوان لتشكيل مثلث تنمية سياحية بمنتجات خاصة من سوق بن ثانه وزهور دا لات وشاطئ موي ني، للاستفادة من إمكاناتهم السياحية خطط قطاع الضيافة في مقاطعة لام دونغ ومقاطعة خانهوا لاقتراح اللجان الشعبية الإقليمية لتحديث الطريق السريع الوطني، وفي الوقت الحاضر تمتلك المقاطعة ثلاثة مشاريع للاستثمار الأجنبي المباشر في مجال السياحة، كما أنّه تم التخطيط لإنشاء مكاتب تمثيلية للسياحة في سنغافورة واليابان وكمبوديا.

تاريخ مدينة لام دونغ

أجرت المراكز التاريخية في فيتنام عدة دراسات معرفة التاريخ القديم لمدينة لام دونغ، حيث تم الإثبات أنّها من أقدم المدن في التاريخ فيتنام وأنّها تم تشكيلها قبل تأسيس فيتنام، حيث تمكن علماء الآثار من العثور على الأدلة التي تدل على تواجدها خلال العصر الحجري وكان الإنسان البدائي يقيم في الكهوف وكانوا يصطادون الأسماك للحصول على قوت يومهم، ويقال أنّه بعد تلك الفترة بدأت الشعوب بالتنقل بين كافة المناطق الموجودة في جنوب شرق آسيا وبدأت تلك الشعوب في تشك مدن خاصة فيها.

بدأت بعد ذلك فترة أخرى وهي فترة العصر البرونزي ولعل تلك الفترة لها أهمية كبيرة في ظهور مدينة لام دونغ وتطورها، حيث بدأت خلال العصر البرونزي عملية صناعة الأدوات البرونزية والاستغناء عن الأدوات الحجرية في الحياة التي يعيشها سكان المنطقة، حيث بدأت عملية صناعة السكاكين والأسلحة واتي كان يتم تصديرها إلى باقي مدن جنوب شرق آسيا، وقد أدى ذلك إلى تطور المدينة وجعلها أكثر ازدهاراً.

حيث بدأ سكان مدينة لام دونغ خلال العصر البرونزي بالعمل على بناء المنازل وترك الكهوف التي كانوا يقيمون فيها بالسابق، وكان يتم بناء المنازل بجانب بعضها البعض وكما قام المدينة بزراعة أراضي المدينة وجعلها مدينة تحتوي على العديد من الأراضي الزراعية وكان يتم زراعة القمح والأرز والقطن، أدى التطور السريع للمدينة على جعلها محط أنظار الحكام في المدينة والذين كانوا يحاولون السيطرة عليها وضمها إلى إمبراطوريتهم، والذي أدى ذلك إلى جعلها منطقة معرضة معرضة للصراعات بشكل مستمر.

وخلال فترة من فترات تأسيس مدينة لام دونغ تم حكمها من قِبل أحد السلالات الصينية الحاكمة، وقامت تلك السلالة بضم أراضي مدينة لام دونغ إلى الإمبراطورية الصينية وساعدوا في عملية تطويرها وحمايتها من الغزوات الخارجية، الأمر الذي ساعد مدينة لام دونغ في أنّ تكون من أشهر المدن الفيتنامية منذ العصور القديمة ولها أهمية تاريخية، إلا أنّه عند عملية تأسيس فيتنام وتأسيس دولة ذات سيادة في المنطقة من قِبل السلالات الفيتنامية الحاكمة، طابت تلك السلالات باستعادة حكم مدينة لام دونع وضمها إلى الإمبراطورية الفيتنامية

مدينة لام دونغ في الحرب العالمية الأولى والثانية

كون مدينة لام دونغ منطقة حدودية في جنوب شرق آسيا، فقد كان لها دور كبير في الحرب العالمية الأولى وخاصة أنّها في تلك الفترة كانت واقعة تحت حكم فرنسا وكانت تعد جزء من أراضي الشركة الفرنسية الصينية، الأمر الذي دفع اليابان السعي في السيطرة عليها وخاضت في بداية الأمر صراع ضد فرنسا لوضعها تحت الحكم الياباني واستمرت الصراعات في المدينة في الوقت الذي حاولت فيتنام استعادتها ووضعها تحت الحكم الفيتنامي.

بدأت بعد ذلك الحرب العالمية الثانية ووقعت مدينة لام دونغ تحت الحكم الياباني، الأمر الذي دفع دول الحلفاء التدخل وضرب القوات العسكرية اليابانية المتواجد في مدينة لام دونغ، وتم إجبار اليابان على إعلان استسلامها والخروج من الأراضي الفيتنامية، ومن ثم تم بعد ذلك إعلان استقلال فيتنام ووضعها تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية لفترة مؤقتة.

نستنتج من مقالنا بأنّ مدينة لام دونغ هي أحد المدن الفيتنامية التي تميزت بوجود تاريخ مهم ويرجع تاريخها إلى العصر الحجري ومنذ ذلك التاريخ بدأت المدينة بالظهور وأصبحت من أهم المدن الفيتنامية.


شارك المقالة: