تاريخ مدينة مدريد:
يعود تاريخ مدينة مدريد إلى العصر الحجري، ففي القرن التاسع ميلادي كانت القاعدة العسكرية لإمارة قرطبة الإسبانية، ومنذ بداية القرون الوسطى أصبحت مدريد من أهم المدن في تاريخ أوروبا، وكانت تعتبر مكاناً لإقامة الطبقات الوسطى العليا، ومن ثم أصبحت مركزاً للإدارة الملكية الإسبانية.
تأسيس مدينة مدريد:
منذ بداية العصور القديمة تميزت مدريد بموقعها المتميز وأهميتها الاستراتيجية، فقد قام القوط الغربيين بالإقامة بها عند تأسيس مملكتهم، ومع بداية القرن التاسع ميلادي قام المسلمون بالإقامة فيها والعمل على تأسيس قاعدة عسكرية لهم، وتم بناء القلاع والأسوار لهم، بالإضافة إلى قيامهم ببناء المساجد، وقد حظيت مدريد أهمية كبيرة بالنسبة لهم؛ وذلك بسبب قربها من مدينة طليطلة، وتميزت مدريد منذ القدم بوجود السكان بشكل كبير فيها على الرغم من صغر مساحتها.
مع بداية عام 1085 ميلادي تعرضت مدريد إلى الغزو المسيحي، والذين قاموا بتحويل المسجد إلى كنيسة، فكان يسكن فيها العديد من السكان أصحاب الديانات المختلفة، مثل الديانة المسلمة والمسيحية واليهودية، وقام المسلمون بعد السيطرة المسيحية عليها بالهجرة إلى خارجها، حيث كانت معظم جذور سكان مدريد يعود إلى منطقة قشتالة وليون، وعلى الرغم من أنّ المسيحيين كانوا يشكلون عدد قليل، لكنهم كان لهم تأثير كبير لدى المجتمع المدريدي، والذين اكتسبوا من عاداتهم وتقاليدهم.
عند بداية القرن الثالث عشر ميلادي جرت عدة صراعات للسيطرة على مدريد، وحاول حكام المدينة العمل على توسعة أراضيها، وتم بالفعل العمل على توسعتها، وقد تميز سكان المدينة منذ القدم بعملهم بالزراعة وتربية المواشي، حيث كانت صناعة الجلود من أهم ما تقوم مدريد بصناعته، كما كان يتم سك العملات فيها؛ ممّا جعلها تتميز بالأهمية خلال تلك الفترة، وفي القرن الخامس عشر ميلادي أصبحت مدريد مكانً للصراعات بين ملوك قشتالة؛ وذلك بسبب وجود القصر فيها الذي كان الملوك يسعون للإقامة فيه.
في عام 1520 ميلادي تعرضت مدريد للكثير من الثورات والتمردات ضد الحكم الملكي، ولكن تلك الثورات لم تلقى نجاحاً، وفي القرن السادس عشر ميلادي أصبحت مدريد أقل سكاناً؛ وذلك بسبب اتخاذها عاصمة للإمبراطورية الإسبانية ولم يعد يسكن فيها سوى طبقات النبلاء.
