تطور الاتحاد السويسري القديم:
كان بداية الاتحاد السويسري القديم في العصور الوسطى، وكانت في تلك الفترة جزء من الإمبراطورية الرومانية، امتدت أراضي سويسرا لمساحات كبيرة، الأمر الذي دفعها إلى ضم أراضيها لحكم واحد دون وجود وسطاء ووضعها تحت حكم الإمبراطور الروماني، وتم وضعها تحت حكم عائلة “آل هابسبورغ“، وفي القرن الخامس عشر ميلادي خاضت سويسرا صراعات أدت إلى انضمام عدة ولايات لها وتوسعها.
بداية التطور الاتحاد السويسري القديم:
خلال فترة العصور الوسطى حكمت عائلة “هوهنشتاوفن” الإمبراطورية الرومانية، وكانت مجموعة من المناطق في الإمبراطورية تابعة لحكم الأباطرة، أرادوا السيطرة على على الممر الاستراتيجي فيها، ووضعها تحت سيطرة الأباطرة، فقد كانت تلك الممرات ذات أهمية عالية بالنسبة للإمبراطورية الرومانية.
في عام 1273 ميلادي تم تعيين الإمبراطور “رودولف” إمبراطوراً لألمانيا، لتصبح مناطق عديدة في الإمبراطورية تحت حكمه، الذي اتصف بالحكم الصارم ورفع الضرائب، وكان السبب في رفعه الضرائب؛ هو دعم حروبه التي كان يسعى من خلالها إلى توسيع الأراضي الواقعة تحت حكمه.
وعند وفاته دخل ابنه الملك “ألبرت الأول” في صراعات على حكم ألمانيا؛ ممّا أدى إلى ضعف حكم عائلة “آل هابسبورغ” في منطقة جبال الألب وبداية التمردات في النمسا وعدد من المناطق التابعة لحكمه، والتي طالبت بتنحيه عن الحكم، لكنه تمكن من قمع التمردات ومثول الشعب تحت سيطرته.
أدت تلك الاضطرابات إلى تشكيل سكان المجتمعات القروية تحالفات والمحافظة على مصالحهم، قام الملك “البرت الأول” بشراء بعض المناطق التي كانت خارج حكمه ووضعها تحت سيطرته، بدأ السكان المقيمين في الغابات بالخوف من عدم قدرتهم استخدام طريقهم التجاري وتعرضه للهجوم، شكل سكان القرى والغابات تحالفات للدفاع عن أراضيهم ضد أي هجوم معادي، في عام 1291 ميلادي انضمت العديد من الولايات إلى الاتحاد السويسري القديم ليصبح أكبر.
عانت الإمبراطورية الرومانية في تلك الفترة من عدم وجود إمبراطور قوي يحكمها، فكان معظمهم لا يملكون حنكة سياسية ويبحثون عن المصالح الشخصية، بدأت بعد ذلك الصراعات لتولي الحكم في الإمبراطورية، تخوف سكان القرى من عودة حكم “آل هابسبورغ” وقاموا بالتمردات، أرسل “آل هابسبورغ” مجموعة من الجنود إلى سكان القرى و أجبروهم على الخضوع للحكم بعد تحقيق النصر.