ما هو علم الدلالة الصوري

اقرأ في هذا المقال


يناقش علماء الاجتماع مجموعة من القضايا ومنها ما هو علم الدلالة الصوري والانتباه البصري من منظور السيميائية وعلامات الصفر كأجهزة الكشف.

ما هو علم الدلالة الصوري

علم الدلالة الصوري هو العلم الذي يوفر دلالات التمثيل التصويري وصفًا لكيفية ارتباط العلامات التصويرية بالمحتويات التي تعبر عنها، وعلى عكس الدلالات المألوفة للغات المنطوقة فإن هذه المشكلة لها صب مكاني مميز للتصوير، والصور نفسها هي قطع أثرية ثنائية الأبعاد، وتتخذ محتوياتها شكل مساحات تصويرية، والترتيبات المنظورية للأشياء والخصائص في ثلاثة أبعاد، ويتمثل التحدي الأساسي في شرح كيفية ارتباط الصور بالمساحات التصويرية المعينة التي تعبر عنها، ويأتي الإلهام في علم الدلالة الصوري من المقترحات الحديثة التي تحلل التصوير من حيث الإسقاط الهندسي.

وفي هذا الدراسة يناقش علماء الاجتماع إنه بالنسبة لفئة مركزية من الصور، توفر نظرية التصوير القائمة على الإسقاط أفضل تفسير لكيفية تعبير الصور عن المساحات التصويرية، في حين أن نظريات الإدراك الحسي والتشابه المتنافسة تقصر، نظرًا لأن تكوين علم الدلالة الصوري هو في حد ذاته الأساس لجميع الجوانب الأخرى للمحتوى التصويري.

فإن الاقتراح يوفر أساسًا طبيعيًا لمزيد من الدلالات التصويرية، وتحذير في حالة التصوير الفوتوغرافي نظرًا لأن العملية التي يتم من خلالها إنتاج الصور تكون ميكانيكية بدرجة عالية، فقد أثيرت أسئلة منطقية حول ما إذا كان يجب اعتبار الصور تمثيلات على الإطلاق.

وينتقل الباحثين هنا على افتراض أن الصور هي تمثيلات وإنها صور تعبر عن محتويات ومحتوياتها ترمز لشروط الدقة، لكن إدراج الصور ليس محوريًا لأهدافي النظرية، ولا يميز استخدام علم الدلالات هذا بين الدلالات التصويرية والبراغماتية، بل يشير بدلاً من ذلك إلى الإطار التفسيري العام للصور مهما كان، وتشمل التحليلات البارزة للتمثيل التصويري التي تركز على أو تتوج بظروف على التصوير، وفي هذه الأثناء اتبعت الأدبيات المتعلقة بعلم نفس الإدراك التصويري الاهتمامات الشاملة بالمساحة التصويرية التي نوقشت بعلم الدلالة الصوري.

ولاحظوا أن مصطلح علم الدلالة الصوري كثيرًا ما استخدمه علماء النفس للإشارة إلى المساحة التي يدركها المرء عند النظر إلى الصورة، وأستخدمها لوصف شكل محتوى الصورة بشكل مستقل على الأقل من حيث المبدأ عن المحتوى الإدراكي الذي تنتجه الصورة من المشاهدين، وهناك جوانب أخرى من المحتوى التصويري، لا سيما تلك التي تعكس الإشارة التصويرية للأفراد، والتي تعتمد بالفعل على الروابط السببية بين الصورة وعناصر السياق الذي تم إنشاؤه فيه.

الانتباه البصري من منظور السيميائية

من منظور السيميائية يشير الانتباه البصري إلى القدرة على إدراك العلامات بشكل انتقائي داخل المشهد المرئي، ولاحظ تشارلز س، بيرس أن كل هذا الكون مليء بالعلامات إذا لم يكن مؤلفًا حصريًا من العلامات، ويعرض المشهد المرئي العادي للمشاهد المترجم الفوري عددًا كبيرًا من العلامات المرئية.

ويجب إدراك أي واحدة منها بشكل انتقائي بسبب التركيز البؤري للنظام البصري والقدرة المحدودة على معالجة المعلومات المرئية في وقت واحد، ولكي تكون فعالة في ظل هذه الظروف يجب توجيه الانتباه الانتقائي نحو تلك العلامات الأكثر أهمية للمترجم، وقد يحدث الانتباه الانتقائي على المستويات الواعية أو اللاواعية.

ويتضمن الاهتمام الصريح اختيارًا واعيًا لأجزاء من المشهد المرئي عن طريق الحركات الإرادية للعينين والجسم، والاهتمام الخفي يتضمن اختيارًا غير واعي لأجزاء من المشهد المرئي بوسائل غير مفهومة بعد، ويعتمد الوجود المتصور للعلامة أو عدم وجودها على توقعات ونوايا مترجمها.

وكلاهما يعتمد على ذكريات التجربة البصرية السابقة، وفي السيميائية المرئية تتمثل الوظيفة الأساسية للعلامات في اكتشاف التغييرات غير المتوقعة في سمات أو حالات الأشياء أو الأحداث، ومع ذلك قد يفشل المترجم الفوري في إدراك العلامات المرئية بوضوح بسبب قصور في الانتباه، وتم وصف ثلاثة أنواع على الأقل من قصور الانتباه والتي قد تفسر مثل هذه الإخفاقات في الإدراك أو الذاكرة.

وقد تم تسميتها العمى غير المقصود وتغيير العمى وفقدان الذاكرة غير المقصود، في العمى غير المقصود هناك غياب للإدراك البصري بسبب نقص الانتباه الصريح، وفي حالة العمى المتغير هناك غياب للإدراك البصري بسبب جذب الانتباه العلني أو تحويله، وفي فقدان الذاكرة غير المقصود، هناك غياب للذاكرة البصرية بسبب الغياب المسبق للانتباه السري.

وقد أظهر علاقة ثنائية بين العلامات التمثيلية والموضوعية، ففي العلامات التمثيلية هناك غياب للإدراك البصري الواعي، والذي يتعارض مع الذاكرة البصرية، وقد يكون هذا سبب العمى غير المقصود أو تغيير العمى للمترجم، وفي العلامات الموضوعية يتعارض الإدراك البصري الواعي مع غياب الذاكرة البصرية، والذي قد يكون بسبب فقدان الذاكرة غير المقصود.

علامات الصفر كأجهزة الكشف البصري

وفي الدراسات فحص علماء الاجتماع ثلاث عمليات عقلية أساسية تشارك في التشخيص البصري والاكتشاف البصري، وتحديد موقع وتحديد الأشياء أو الأحداث في سياق مألوف، وتعتمد كل مرحلة في عملية التشخيص البصري على تفسير العلامات البصرية، ويُلاحظ أن المعنى الحرفي للكشف هو كشف ما هو مخفي.

ويترتب على ذلك أن التشخيص البصري يجب أن يبدأ باكتشاف وجود غير متوقع أو غياب غير متوقع في سياق مألوف، حيث يتم تمييز اكتشاف ما هو غير متوقع بعاطفة المفاجأة، وعلى النقيض من ذلك فإن تصور ما هو متوقع في سياق مألوف لا يتسم بالدهشة، إنها ذاكرة السياق المرئي التي تحدد ما هو متوقع وما لا يمكن توقعه.

وبالتالي من منظور سيميائي يتضمن الاكتشاف البصري تفسير العلامات، أي أن العلامات تعمل ككاشفات في سياقات بصرية مألوفة، ومع ذلك يمكن أيضًا استخدام العلامات لإخفاء وجود أو غياب أي يمكن استخدامها للخداع، ويشار عادة إلى عملية الخداع البصري باسم التمويه، قد يكون التمويه نتيجة لعمليات طبيعية أو مقصودة.

حيث التمويه الطبيعي هو نتاج الانتقاء الطبيعي في التطور البيولوجي، والتمويه المتعمد هو إجراء تكتيكي يستخدم في مواقف مثل الحرب البشرية، وكلا وضعي الخداع البصري قد يسهل إما الدفاع أو الهجوم في حالات الصراع، وفي هذه الحالات تعمل الإشارات الصفرية على التضليل أي تعمل ككاشفات زائفة للوجود أو الغياب.

في هذه الدراسة قام العلماء بتكييف المفهوم اللغوي للعلامة لاستخدامها في السيميائية البصرية، بناءً على نظرة ثاقبة لرومان جاكوبسون، وتم تحديد مبدأ الازدواجية للعلامات البصرية، ولقد وجدوا أن الإشارات المزدوجة تعمل ككاشفات في السيميائية البصرية.

ومع ذلك فإن العلامات المزدوجة تعمل أيضًا بمثابة مخادع في التمويه البصري، ويُقترح أن التجربة الشائعة المتمثلة في عدم إدراك العلامات المرئية قد تكون ناتجة عن قصور واضح أو خفي في الانتباه.


شارك المقالة: