ما هو نظام التيمار في الدولة العثمانية؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو التيمار؟

كان نظام التيمار نظام تمّ تطبيقه في الدولة العثمانيّة يقوم على إعطاء أرضًا من السلاطين العثمانيّون للفرسان والأفراد الذين يخدمون في العسكريّة، في الفترة الواقعة بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر، مع عائدات ضريبيّة بقيمة سنوية تقل عن (20) ألف أكجة (وهي عملة فضيّة في الدولة العثمانية صُكت في عهد السلطان أورخان).
كانت الإيرادات الناتجة من الأرض بمثابة تعويض من الدولة عن الخدمة العسكريّة، كان يُعرف حامل التيمار (Timar) باسم (Timariot)، إذا كانت الإيرادات الناتجة من التيمار تتراوح من (20000) إلى (100000) أكجة، فسيطلق على التيمار اسم (zeamet)، وإذا كانت أعلى من (100000) أكجة، فسيتم استدعاء الأرض لها.

لماذا وضعت الدولة العثمانية نظام التيمار؟

كان نظام التيمار (Timar) في الإمبراطوريّة العثمانيّة، هو النظام الذي يتمّ فيه توزيع الإيرادات المتوقعة للأراضي الواقعة تحت سيطرة وحكم الدولة العثمانيّة، في شكل منح أرض مؤقتة بين (Sipahis) الفرسان وأعضاء آخرين من الطبقة العسكريّة بما في ذلك الإنكشارية وغيرهم من (kuls) العبيد من السلطان.
تمّ منح هذه المكافآت كتعويض عن الخدمة العسكريّة السنويّة، والتي لم يتلقوا أي أجر عنها، في حالات نادرة، يمكن أنّ تصبح النساء حاملات التيمار، مع ذلك اقتصر هذا المنصب على النساء اللواتي كن بارزات داخل الأسرة الإمبراطوريّة، أو أعضاء رفيعي المستوى من النخبة العثمانيّة.
يمكن أنّ تكون التيمار صغيرة، عندما يتمّ منحها من قبل الحكام، أو كبيرة والتي تتطلب بعد ذلك شهادة من السلطان، ولكن بشكل عام كانت الإقطاعيات ذات قيمة سنويّة تقل عن عشرين ألف أكجة (عملة فضية عثمانيّة). واستمر نظام حيازة الأراضي هذا تقريبًا في الفترة الواقعة من القرن الرابع عشر حتى القرن السادس عشر.

ما هي أهداف نظام التيمار؟

كانت أهداف نظام التيمار متعددة وضرورية، فقد كانت تخدم الدولة من الناحية الماليّة والحكوميّة والتوسعيّة، كانت الأهداف الماليّة للنظام هي تخفيف الضغط عن الدولة العثمانية، لدفع رواتب الجيش وكذلك للحصول على مصدر جديد للدخل للخزانة المركزيّة، أما الأهداف التوسعيّة كانت هي زيادة عدد جنود سلاح الفرسان والاستيعاب التدريجي ووضع البلدان المفتوحة، تحت السيطرة العثمانية المباشرة، أرادت الدولة العثمانيّة أيضًا جعل سلطة السلطان مركزيّة عن طريق إزالة النظام الإقطاعي والعناصر الأرستقراطيّة من السيطرة على الإمبراطورية العثمانيّة.

ما هي كيفية تطبيق نظام التيمار؟

ضمن نظام التيمار (Timar)، أعطت الدولة العثمانيّة حاملي التيمار (Timar)، بما في ذلك الفرسان (Sipahis) الفرسان، الإذن بالسيطرة على الأراضي الصالحة للزراعة أو الأراضي الخالية أو الأراضي التي يمتلكها الفلاحون أو الأراضي البور أو أشجار الفاكهة أو الغابات أو المياه داخل إقليم التيمار (Timar).
استخدم الفرسان (Sipahis) وكلاء أو بدائل يسمى (Keetuda أو Vekil أو voyvoda) لجمع الإيرادات ومُمارسة صلاحيات التفويض، كان لديهم الحق في تحصيل أجزاء معينة من عائدات الضرائب من الأراضي الصالحة للزراعة في مناطق معينة مقابل خدمة الدولة العثمانيّة، كانوا مسؤولين عن الإشراف على أراضيهم في تيمار والطريقة التي تمت زراعتها بها وامتلاكها من قبل الفلاحين.
تمت مكافأة الفرسان (Sipahis) إذا اشترى تسوية الأرض الشاغرة، ومع ذلك فقد عوقب إذا تسبب في هجر الأراضي المزروعة، كان لأصحاب التيمار سلطة الشرطة لملاحقة واعتقال الفاعلين الخاطئين داخل أراضيهم، لكنهم لم يتمكنوا من تنفيذ العقوبات حتى حصلوا على حكم من قاض محلي بما يتوافق مع قانون الإمبراطوريّة العثمانيّة.
كانت واجباتهم حماية الفلاحين والأشخاص في أراضيهم والانضمام إلى الجيش الإمبراطوري العثماني خلال الحملات، وكان السلطان يقوم بإعطاء كروم العنب للفرسان (Sipahis) ومرجًا لرعاية أسرهم وخادماتهم واحتياجات الخيول، كما كان أحد الشروط الرئيسية التي فرضتها الدولة العثمانيّة، ألا يمتلك صاحب التيمار الأرض، وكانت ملكية الأرض مملوكة للدولة العثمانيّة، كان الشرط الأساسي الآخر هو أنّه لا يمكن توريث التيمار (Timars) ولكن لم يكن من غير المألوف إعادة تعيين التيمار (Timar) لابن بشرط أنّ يؤدي الخدمة العسكريّة.
كان احتجاز التيمار (Timar) مشروطًا بالخدمة العسكريّة الفعليّة، وإذا فشل الفرسان (Sipahis) في المشاركة في الخدمة العسكريّة لمدة سبع سنوات فإنه يفقد واجبه وأرضه، ومع ذلك احتفظ الفرسان (Sipahis) بلقبهم ويمكن أنّ يكونوا مؤهلين للحصول على التيمار (Timar) أخرى إذا ظلوا في الطبقة العسكريّة وشاركوا في الحملات العسكريّة التابعة للدولة العثمانيّة.


شارك المقالة: