يمكن أن ننسب هذا النظام غير التقليدي إلى السويد حيث انتشر استخدامهُ كنظام أساسي لرعاية المسنين في المجتمع وقد انتقلت التجربة السويدية إلى عدد آخر من المجتمعات الأوروبية، ولقد قام ذلك النظام أساساً لتفادي كثير من الأخطاء وأوجه القصور.
ما هي الرعاية المفتوحة لكبار السن
إنَّ نظام الرعاية المفتوحة يمكن أن يعتبر بديلاً مناسباً للرعاية الأسرية غير المنظمة لكبار السن، وحيث قد تعجز إمكانيات الأسرة وظروفها عن توفير الرعاية المستمرة أو لحاجة المسن نفسه إلى برنامج للرعاية المكثفة ذات الطابع العلاجي التي قد لا تتوفر في الأسرة، وتبدو أهمية هذا المدخل أي مدخل الرعاية المفتوحة عندما نؤكد على تزايد أعداد المسنين وصعوبة استخدام المؤسَّسات الإيوائية للمسنين وما يقتضيه ذلك من ترتيبات وموارد تعتبر ذات تكلفة كبيرة على ميزانيات الخدمات في المجتمع.
يستند نموذج الرعاية المفتوحة على أساس توفير ظروف أسرية محلية، أو ظروف بيئية مشابهة للحياة الأسرية للشخص المسن الذي قد يكون بحاجة إلى الرعاية، ويقيم المسنُّون في فندق سكن أو بيت يُعدّ خصيصاً، إلاّ أن ظروف المعيشة تكون في البيئة الطبيعية التي يعيش فيها بقية سكان المجتمع.
سمات نظام الرعاية المفتوحة لكبار السن
يتسم نظام الرعاية الاجتماعية في السويد بصفة عامة بأنَّهُ نظام متقدّم يستند إلى المدخل التكاملى لمواجهة المشكلات الاجتماعية، وهو ما يُعرف باسم الخدمات للجميع وليس للفقراء فقط، وحيث تستند سياسة الرعاية الاجتماعية إلى تحقيق أهداف أربعة أساسية تشمل التَّدرج في الخدمة وتحقيق العدالة وضمان التأمين الكافي وتحقيق التكافل والتماسك الاجتماعي .
على ماذا يشتمل نظام الرعاية المفتوحة لكبار السن
يشتمل نظام الرعاية المفتوحة على التنظيم المتدرّج، والذي يتكون من توفير بيوت للنقاهة والإقامة المؤقتة أو الدائمة ونظام المساعدة في الخدمات المنزلية، وبيوت الإقامة لكبار السن من فئة الطاعنين في السن والخدمات السكنية، وأخيراً الخدمات السكنية والخدمات الطبية طويلة المدى، ويعتبر المستوى الثاني وهو: نظام المساعدة في الخدمات المنزلية هو أكثر البرامج ملاءمة لرعاية المسنين لا سيما عندما يرتبط ببرامج أخرى، كتوفير الوجبات الغذائية وتوزيعها على المساكن التي يقيم فيها المسنون، وتوفير بعض الأنشطة والحِرَف والهوايات، وتوفير تسهيلات المواصلات، والانتقال وأساليب الاتصال الهاتفية ومراكز الرعاية النهارية.
مزايا نظام الرعاية المفتوحة لكبار السن
الحفاظ على الاستقلال: يمنح نظام الرعاية المفتوحة المسنين الفرصة للبقاء في بيئتهم المألوفة، مما يساهم في الحفاظ على استقلالهم والمساهمة في صنع قرارات حياتهم اليومية.
التفاعل الاجتماعي: يُشجع هذا النظام على التفاعل الاجتماعي والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، مما يحد من الانعزال الاجتماعي ويعزز الصحة النفسية للمسنين.
تخصيص الخدمات: يتيح نظام الرعاية المفتوحة تخصيص الخدمات وفقًا لاحتياجات كل فرد، مما يضمن تلبية احتياجاتهم الفردية بشكل فعّال.
تقليل التكاليف: يُعَدُّ هذا النهج غالبًا أقل تكلفة مقارنة بنظم الرعاية التقليدية، حيث يتيح للمسنين تلقي الخدمات داخل محيطهم الحياتي الحالي.
تحديات نظام الرعاية المفتوحة لكبار السن
تحديات التنسيق: قد يواجه نظام الرعاية المفتوحة تحديات في تنسيق الخدمات بين مقدمي الرعاية المختلفين، مما يتطلب تحسين التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية.
تأمين الجودة: يتطلب تحقيق نوعية عالية في تقديم الخدمات الرعاية المفتوحة مراقبة صارمة وضمان توفير الرعاية الشاملة والآمنة.
التحديات المالية: قد يواجه هذا النهج تحديات مالية ناتجة عن الحاجة إلى توفير موارد لتقديم الخدمات الملائمة وتلبية احتياجات المسنين.
توفير الخدمات المتخصصة: قد تكون توفير بعض الخدمات المتخصصة تحديًا، خاصة إذا كانت تتطلب مرافق متخصصة قد لا تكون متاحة بشكل واسع.
يُعَدُّ نظام الرعاية المفتوحة للمسنين توجهًا نحو مستقبل يتسم بالحفاظ على كرامة المسنين وضمان جودة حياتهم. يتطلب تنفيذه تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات المسنين وتحقيق الكفاءة المالية والتنسيق الفعّال لتوفير خدمات رعاية شاملة.