ما هو نظام الصحة الوقائية عند العرب في علم الاجتماع الطبي؟
اشتمل تراث الحضارة العربية لمسات دقيقة بشأن نظام الصحة الوقائية، بحيث يرى الطب العربي إلى جسم الإنسان على أنه دائم التحلل لما فيه من الحرارة الكثيرة من الداخل، وحرارة الرياح المحيط بها من الخارج، ولذلك رغب في تفسير ترتيب وتصنيف الأغذية من حيث شروطها ونوعها، وحدد الاكتفاء للبدن الإنساني وأوقات الأكل والتغذية العلاجية، كما بيّن هذا التراث المنفعة الصحية لغسل البدن والنظافة، والأسس الصحية المعينة لكل منها.
وفي الحقيقة أن نظام الصحة الوقائية يأخذ مقوماته أحياناً من الدين الإسلامي، ويالأخص ما يتعلق بالوقاية من الأمراض المعدية والوبائية مثل الطاعون، كما أن الأطباء تميزوا في اكتشاف أسباب العدوى وكيفية نشرها، وهذا ما ينتسب ضمن دراسة علم الأوبئة الاجتماعية وعلم الاجتماع الطبي، فعلى سبيل المثال يعد الرازي أول العلماء الذين تحدثوا عن العدوى الوراثية، وأول من كشف الحشرة التي سببت داء الجرب هو الطبري وقد سماها في كتابه المعالجة الأبوقراطية.
نلاحظ أن اسهامات أطباء العرب والطب الشعبي عامة في الصحة الوقائية قد تقدم على اسهامات الغرب، ﻷن العرب زاولوا الطب الوقائي ذو الشأن الأعلى في طرد الأمراض.
بحوث الصحة والأمراض الخطيرة:
فقد تم تقديم بحوثات ضرورية ومهمة تهتم بعلم الصحة والأمراض الخطيرة والأمراض التي تعدي كالجدري والحصبة، وتم عمل دراسات بشأن الأجواء المناخية والأطعمة الغذاء الجيد والمناسب، وفي هذا الأمر يتبين إن بدن الإنسان يرتاح بقلة الطعام، وقلة القلقلة يريح اللسان، وقلة الاعتناء يريح القلب، وقلة اقتراف الذنوب يريح النفس.
وأيضاً ساهم علماء العرب في تركيزهم واهتمامهم على التغذية كعلاج ووقاية، وهي تنتمي إلى الاهتمام الحديث في علم الاجتماع الطبي، لقد بيّن العرب كل من منافع وأضرار الأطعمة المتنوعة والمختلفة، فعلى سبيل المثال اتخذ الرازي من الأطعمة أساساً للطب الوقائي في ذلك الوقت، ولذلك أنشأ كتاباً بعنوان منافع الأطعمة، ويحاور فيها ويتحدث عن عن منفعة الشعير وخبزها، وأضرار المسكرات، والأسماك واللحوم وأجزاء الحيوان والفاكهة والبقوليات والألبان، وغيرها من الأطعمة المفيدة أو المضرة التي تعود على جسم الإنسان بالفائدة أو الضرر.