ما هي أبرز خصوصيات الثقافة؟
الجانب الأكثر أهمية من جوانب الثقافة هو خصوصيات الثقافة، إذّ أن هذا الجانب يتشكل من مجموعة العناصر التي يشارك فيها أو يخوضها فئة أو قطاع من فئات أو كافة قطاعات المجتمعات لأسباب مهنية أو دينية أو اجتماعية أو اقتصادية أو عرقية أو غير ذلك، يكون من أسباب تفرد فئة من الناس بعناصر ثقافية لا يشترك فيها عامة الناس.
يقول أحد المؤرخين، أن خصوصيات الثقافة هي تلك المرتكزات من الثقافة التي يجتمع فيها جماعة معينة من الأفراد، كذلك تنفرد بتنسيقها الاجتماعي الخاص بها، والتي لا يشارك فيها كافة أفراد المجتمع، وقام بعض المؤرخين الآخرين أيضاً بتحديد خصوصيات الثقافة بأنها العادات والتقاليد والأنماط السلوكية المختلفة المتعلقة بمناشط اجتماعية، التي بينها تأثير متبادل والتي حددها المجتمع للقطاعات المختلفة منه أثناء تقسيمه للعمل بين أفراده.
في أغلب المجتمعات نجد أن هناك أعمال معينة يقوم بها جزء معين من السكان، يؤدي القيام بها إلى الصالح العام للمجتمع كافة، ففي بعض الجماعات نجد مثلاً أن النساء يتقنن أنواعاً معينة من المهن والمهارات، على حين يألف الرجال نوعاً من هذه المهن والمهارات، ويوضح “محمد لبيب النجيحي” معنى وابعاد خصوصيات الثقافة ويقول أن خصوصيات الثقافة، هي تلك العناصر الثقافية التي لا يشترك فيها جميع أفراد المجتمع وإنما يشترك فيها أفراد فئة معينة في المجتمع ثم أن الخصوصيات تقسم بدورها إلى عدة أقسام منها:
أ – الخصوصيات ذات الطابع المهني: وهي كافة الأسس الثقافية أو بعض السلوكات والممارسات الخاصة بأصحاب مهنة معينة دون غيرهم.
ب – الخصوصيات ذات الطابع الطبقي: وهي عبارة عن تلك السلوكات الثقافية، التي تطبقها فئة من المجتمع دون غيرها، ويتضح ذلك في طريقة الممارسات والعلاقات بين كافة أفراد تلك الطبقة وطريقة لبسهم وتصرفهم حيال المشكلات وطريقة حياتهم العامة وسلوكاتهم.
ج – الخصوصيات ذات الطابع العقائدي: تتبين هذه الخصوصيات بأسلوب المعاملة وطريقة العيش والانتساب للجماعة وتقديم الطقوس المختلفة، والشعائر الخاصة بتلك الفئة الدينية أو العقائدية دون غيرها، والسلوكات الواجب اتباعها في المناسبات المختلفة.
د – الخصوصيات ذات الطابع العنصري: تتبين هذه الخصوصيات في ممارسة بعض الأقليات الموجودة في المجتمعات، التي تنتمي لاسلوب الحياة التي يعيشون فيها والتقاليد والقيم والعادات التي يمارسونها، وفي بعض الحالات اللباس وطريقة الأكل ونوعه واسلوب التحية عند المقابلة.
إن الطبقات الاجتماعية في المجتمع لها أيضاً العناصر الثقافية المقترنة بها، إذّ أن خصوصيات الطبقة الاستقراطية تختلف عن خصوصيات الطبقة الدنيا والوسطى، فالطبقة الارستقراطية لها طريقة تفكيرها ونظرتها الخاصة للاشياء، ولها أنماط سلوكية معينة تمارسها ويستطيع الفرد العادي أن يتعرف على أفراد هذه الطبقة من معرفة ومشاهدة هذه الأنماط السلوكية.
كرر العديد من الكتاب بكلمات أخرى خصوصيات الثقافة، قد قال أن الخصوصيات المتعلقة بالثقافة تتألف من مجموعات مهمة ومن أبرزها:
1 – الخصوصيات المهنية والفنية: كل مجموعة أو قبيلة لها خصوصياتها الثقافية التي تتميز بها عن غيرها كالأطباء والمهندسين والمحامين والحدادين والخياطين.
2 – الخصوصيات الطبقية: كل طبقة في المجتمع لها خصوصياتها الثقافية الخاصة بها، فخصوصيات الطبقة التي يطلق عليها طبقة الأثرياء تختلف عن خصوصيات الطبقة الدنيا والوسطى.
3 – خصوصيات تخص المعتقدات: لكل عقيدة عناصرها الثقافية الخاصة بها والتي تميز الأفراد التابعين لها، كذلك والمؤمنين بها من غيرهم من أفراد المعتقدات الأخرى.
4 – الخصوصيات ذات الطابع العرقي والعنصري: لكل شخص في المجتمع عناصره الثقافية التي يتميز بها عن غيره من العروق أو العناصر الأخرى، أما من حيث علاقة الخصوصيات الثقافية بالتربية، فإن مكان الخصوصيات الثقافية هو التعليم الخاص.
كما تم تحديد بعض أبرز الأبعاد الخصوصيات الثقافة، وقد برز ذلك من خلال ما ورد عنه أن خصوصيات الثقافة تربط بالنواحي المهنية والطبقية، فأفراد المهمة أو المسار الواحد لهم خصوصياتهم المنفردة، وأفراد الطبقة الاجتماعية الواحدة لهم خصوصياتهم أيضاً.
إضافة إلى عملية هذا الاشتراك في هذه العناصر المنفردة بهم من الثقافة، إنما يتوحدون أيضاً مع أفراد المجتمع في عموميات الثقافة.
ولا بد أيضاً من الإشارة إلى أن الكثير من العلماء الذين قاموا بعملية البحث بالثقافة، قد اعتبرو عموميات الثقافة وخصوصياتها على إنها أساس ولب الثقافة الرئيسية، أما يالنسبة إلى بديلات الثقافة فقد اعتبرها الباحثين على أنها قشرة الثقافة.