ما هي أزمة إسبانيا عام 1917 ميلادي؟

اقرأ في هذا المقال


أزمة عام 1917 ميلادي في إسبانيا

تعتبر أزمة إسبانيا التي حدثت في عام 1917 ميلادي، من الأهم الأحداث والتحديات التي واجهتها إسبانيا، فقد تم في ذلك التاريخ عودة حكم البوربون وظهور الحركات السياسية والعسكرية في إسبانيا، كما عانت في تلك الفترة من الإضرابات الكثيرة، بالإضافة إلى بدء الحرب العالمية الأولى، والتي أعلنت إسبانيا فيها  الحياد عن المشاركة في الحرب، وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالظهور وقامت بصناعة السفن.

بداية أزمة 1917 ميلادي في إسبانيا

في عام 1917 ميلادي بدأت روسيا بالحكم القيصري وأعلنت الحرب ضد دول المحور، وكان لتلك الحرب آثار سياسية واقتصادية وعسكرية على دول المحور، الأمر الذي أدى إلى قيام البلاشفة استغلال الوضع وإعلان سيطرتهم؛ ممّا أدى إلى قيام ثورة أكتوبر، عند بداية الحرب العالمية الأولى مرت عدة مراحل.

كانت ألمانيا تقوم بعدة تقدمات في الجبهة الشرقية، وقامت بوقف تلك التحركات بعد عقدها معاهدة السلام مع الاتحاد السوفيتي، وفي تلك الفترة دخلت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحرب، الأمر الذي أدى إلى اختلال في الجبهة الغربية.

في تلك الفترة ظهر مرض الإنفلونزا الإسبانية في أوروبا، ولم تكن إسبانيا مشاركة في الحرب، الأمر الذي أدى إلى تركيز الصحافة الإسبانية على أخبار الإنفلونزا، وأودت الإنفلونزا بأرواح الكثير من الشعب الإسباني، وكان للحرب دور كبير في انتشارها وزيادة أعداد الموتى.

أدّى عدم مشاركة إسبانيا في الحرب العالمية الأولى، إلى تصدير منتجاتها الزراعية والصناعية والمنسوجات إلى الدول المشاركة في الحرب، وساعدت تلك العملية الطبقة الاجتماعية المتوسطة في إسبانيا، وقد كان له بعض الآثار السلبية، حيث أصبحت الأجور مرتفعة بشكل كبير في وتدني مستوى المعيشة، وكانت نسبة البطالة فيها مرتفعة، كما بدأت إسبانيا من الفروقات الاجتماعية بين الأرياف والمدن.

فتلك الفترة عانت إسبانيا من سوء الوضع العسكري فيها، فقد قام المجلس العسكري بالاهتمام في وضع الضباط المتوسطين وتدخلت في أمورهم العسكرية؛ ممّا أدى ذلك إلى سوء الأوضاع العسكرية، تم الوضع العسكري الإسباني في تلك الفترة سيء للغاية، فقد كان يتم إرسال الجنود الإسبان للمشاركة في الحرب الإسبانية الأمريكية.

عند موت أعداد من الجنود لم يكن يتم إرسال جنود مكانهم، على خلاف الوضع في المغرب، فقد كان يتم الكثير من الجنود الإسبان للمساعدة في استعمارها، في عام 1916 ميلادي بدأت إسبانيا بعملية التدريبات العسكرية، وعلى الرغم من تلك التدريبات، فقد كان الجيش الإسباني يعاني من الاضطرابات والمشاكل، وخاصة بعد قيام الملك “ألفونسو الثالث عشر” بتقديم استقالته.

أمّا بالنسبة للطبقة الاجتماعية في إسبانيا في تلك الفترة، كانت الطبقة البرجوازية هي المسيطرة على الحكم، وكان هناك عدة مشاكل في البرلمان الإسباني، حيث كان يحدث مشاكل في طرق الاجتماع والتصويت، عانت مدينة برشلونة في تلك الفترة من عدة مشاكل اقتصادية واجتماعية، حيث انتشرت الفوضى والإضرابات العمالية، واتصفت تلك الإضرابات بالعنف، وفي عام 1916 ميلادي بدأت عملية الإضراب في مدريد.

تم توقيع على اتفاقية الإضراب العام، وكان الهدف من تلك الإضرابات؛ العمل على تحسين مستوى المعيشة لدى الشعب الإسباني والعدل بين جميع الطبقات، وخاصة الطبقة المتوسطة والفقيرة، وقرروا من خلال تلك الإضرابات عدم استخدام الأسلحة وأنّ تكون عملية الإضراب عن العمل والمشاركة في الأعمال الاقتصادية والاجتماعية من أقوى الأسلحة.

على الرّغم من ذلك كانت تلك الإضرابات تتصف بالغموض، فلم تكن أهدافها الأساسية واضحة، وتمّ الاتفاق فيها على عدم الخوض في أعمال الخراب في المدن والقرى الإسبانية.

تخوفت الحكومة الإسبانية بعد قيام الثورة الروسية، فقد كانت هناك عدة صراعات بين الأحزاب السياسية، فقد رأت إسبانيا بأنّ الثورة سوف تنتقل إلى أراضيها، وأنّ تلك الأحزاب سوف تحاول السيطرة على الحكم في إسبانيا، وبالفعل انتقلت أحداث الثورة الروسية إلى الأراضي الإسبانية، الأمر الذي دفعها إلى استخدام جيوشها لقمع تلك الثورة، والتي تم قمعها بشكل عنيف؛ ممّا أغضب الشعب الإسباني.

أدّت تلك الأحداث إلى تغيير دور الملك في إسبانيا، كما تغير دور الملك أيضاً وأصبحت العلاقة بينهم قوية، وظهرت في تلك الفترة طبقات المجتمع الوسطى وصاحبة الثقافات وظهرت الأحزاب السياسية، والتي أخذت بالمطالبة بتغيير النظام السياسي، أدت تلك الأمور إلى قيام الملك بالعمل على تغيير الأنظمة السياسية وعمليات القمع المنتشرة في إسبانيا، لتصبح في تلك الفترة من أكثر ديمقراطية.


شارك المقالة: