إمارة صقلية:
تم تأسيس إمارة صقلية في عام 965 ميلادي والتي كانت تابعة حينها للدولة الفاطمية، في عام 535 ميلادي كانت صقلية دولة تابعة للإمبراطورية البيزنطية، وكما كانت اللغة اليونانية هي اللغة المعتمدة في إمارة صقلية.
كانت صقلية تابعة للإمبراطورية البيزنطية، وبعد تعرض الإمبراطورية البيزنطية للضعف والانهيار، قام المسلمون بغزو صقلية والسيطرة عليها، ولم تستمر صقلية لفترة طويلة لسيطرة المسلمين والذين قاموا بعد ذلك بغزو قرطاجة، وقاموا بعدها ببناء أسطول بحري وتمكنوا من خلال ذلك السيطرة على التجارة البحرية والتحكم بها.
مع بداية القرن الثامن بقي المسلمون يقومون بغزو صقلية، وكانوا يقومون بغزو ونهب الغنائم منها وخيراتها ويخرجون منها، كانت إمارة صقلية في تلك الفترة تتعرض للكثير من الغزوات والفتن؛ ممّا دفع الإمبراطورية البيزنطية للقيام وتحصينها من غزوات المسلمين.
قامت الإمبراطورية البيزنطية بعد ذلك بالاتفاق مع المسلمين ليقوموا باستخدام الموانئ في صقلية في تجارتهم البحرية، وتم بعد ذلك عقد معاهدة هدنة بين المسلمين والبيزنطيين وصقلية، إلا أنّ تلك المعاهدة لم تدم طويلاً؛ وذلك بسبب قيام البيزنطيين بنقض تلك المعاهدة.
حيث كان الاتفاق بأن تقوم الإمبراطورية البيزنطية بتسليم الأسرى المسلمين، لكنها لم تقوم بذلك؛ ممّا دفع المسلمين إلى القيام بغزو صقلية وقاموا بهزيمة أسطول الإمبراطورية البيزنطية، إلا أنّ الإمبراطورية البيزنطية تمكنت من معاودة الهجوم على المسلمين وهزيمتهم؛ ممّا دفع البيزنطيين والمسلمين إلى توقيع هدنة.
مع بداية عام 211 ميلادي حدث صراع بين إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية وإمبراطور القسطنطينية، فتم خلال ذلك الصراع قطع أنف الإمبراطور البيزنطي والذي قام بغزو صقلية رداً على ذلك، وقام بالاستيلاء عليها، وعندما سمعت الإمارة المسلمة في ذلك الخبر قامت بإرسال جنودها للتصدي للإمبراطورية البيزنطية، وعانى المسلمون خلال تلك الغزوة من الأمراض والجوع، والذي دفعهم ذلك إلى الانسحاب بالإضافة إلى الصراعات الداخلية في الإمارة.
قام المسلمون مرة أخرى بتجهيز جنودها و عاودوا الهجوم على البيزنطيين لتخليص صقلية، وتمكنوا من ذلك وقاموا بتقسيم أراضيها بين حكامها، تعرضت إمارة صقلية بعد ذلك للخلافات الداخلية والتي أدت إلى تفككها وتعرضها للغزو مرةً أخرى على يد المرتزقة النورمان، وتمكنوا من السيطرة عليها، وتعتبر خسارة المسلمين لصقلية من أكبر الخسائر.