ما هي الأحداث الأولية للثورة الألمانية؟

اقرأ في هذا المقال


في عام 1848 ميلادي كان اتحاد دولة ألمانيا يتكون من عدة دول مثل النمسا وبروسيا ودوقية بادن، وقد كانت دولة النمسا الألمانية هي الدولة المسيطرة على الإمبراطورية الرومانية المقدسة والتي قام القائد نابليون بتفكيكها، وقد كان حينها المستشار الألماني هو المسيطر على الحكم في النمسا.

الأحداث الأولية للثورة الألمانية:

بدأت مظاهرات صغيرة ضد حاكمة “بافاريا”، ومنا هنا كانت بداية الثورة الألمانية في فيينا في عام 1848 ميلادي، قام مجموعة من طلبة الجامعات في فيينا بتنظيم مظاهرات كبيرة في شوارع مدينة فينا، فقام حينها الصحف المتحدثة باللغة الألمانية بتغطية أحداث تلك المظاهرات، حيث طالب هؤلاء الطلبة بإصدار دستور جديد والعمل على تأسيس برلمان جديد، فقام إمبراطور المجر الإمبراطور “فرديناند” هو ومستشاريه بسحق تلك المظاهرات، فقام الطلاب بنقل المظاهرات إلى الأماكن القريبة من القصر، فتم إطلاق النار عليهم من قِبل الحرس الملكي للقصر؛ ممّا أدى إلى مقتل مجموعة من الأشخاص.

وأثناء قيام تلك المظاهرات التي كان يقوم بها الطلاب، إنضم إليهم الطبقة العاملة في فيينا، فتم نقل تلك المظاهرات من الحالة السلمية إلى تمردات مسلحة، فطلب حاكم ولاية “النمسا السفلى” برحيل المستشار وتنحيه عن منصبه في النمسا، فوافق حينها المستشار على الطلب؛ وذلك كون ليس لديه عسكرية تحميه وتقوم على دعمه، ويتم حينها تعيين مشتشاراً جديداً، فقامت الحكومة النمساوية بعد ذلك بوضع دستورها الجديد، إلا أن ذلك الدستور تم رفضه من الشعب النمساوي؛ لأن الدستور الجديد حرم الذكور من حق التصويت، فعاد شعب النمسا بالعودة إلى المظاهرات مرة أخرى.

فقام المتظاهرون بوضع الحواجز أما الجيوش النمساوية، ومن ثم انضمت طبقة الفلاحين إلى تلك المظاهرات، فتم حينها الموافقة على مطالب المتظاهرين، وفي نفس العام كان هناك عدة مظاهرات في المجر، فقام الإمبراطور “فرديناند”  والذي كان حينها أيضاً إمبراطوراً للمجر، بإرسال القوات العسكرية الكرواتية والنمساوية لسحق ذلك التمرد، غلا التمردات الثورية المجرية قامت بسحق القوات العسكرية المرسلة، وفي نفس العام قام الشعوب في فيينا بالتظاهر ضد الإمبراطور “فرديناند”؛ وذلك بسبب أعامله العنفية التي قام بها ضد المجر؛ ممّا أدى ذلك إلى فرار الإمبراطور النمساوي ونازله عن الحكم لابن أخيه.

أما في دوقية بادن فقد كانت بداية الثورة الألمانية في عام  1811 ميلادي‘ فقد كانت دوقية بادن دستور ليبرالي، فقام الحكام الأرستقراطيين فيها بإلغاء ذلك الدستور في عام 1825 ميلادي، وفي عام 1830 ميلادي تم تعيين الدوق “ليوبولد” دوقاً لبادن، وقد قام حينها بعدة إصلاحات ليبرالية في الدستوري المدني والجنائي، كما قاموا بعدة إصلاحات في التعليم، كما انضمت بادن أيضاً إلى الاتحاد الجمركي البروسي، وبعد انتصار ثورة فبراير في باريس، نشبت عدة ثورات أيضاً في النمسا وفي بعض الولايات الألمانية.

وكانت دوقية بادن أول الولايات الألمانية التي قامت فيها التمردات والثورات، على الرغم من قيام دوقية بادن بعدة إصلاحات ليبرالية، فقد قيام مجموعة من الفلاحين قام بحرق قصور الارستقراطيين، كما تم إنشاء جمعية وطنية؛ قامت بالمطالبة بحقوق الإنسان، كما لاقت تلك الجمعيات دعومات شعبية بشكل كبير، فاضطر الحكام حينها بقبول مطالب الثوار، تعتبر ثورة مارس التي قامت في فيينا هي الدافع الأكبر لقيام الثورات في باقي الولايات الألمانية، حيث كانت تطالب تلك الثورات بحكومات يتم انتخابها من قِبل الشعب بدولة ألمانية موحدة.

وكان الحكام والأمراء في الولايات الألمانية يخافون على مناصبهم من ثورات وتمردات الشعوب حينها، فقاموا حينها بمنح الأهالي جميع حقوقهم وكما قاموا بعملية الإصلاح التي كانت تطالب بها تلك الشعوب، حيث تم تأسيس برلمان والذي تم إنشاؤه في كنيسة القديس بولس، فتم حينها صياغة دستور جديد، وقد تم وضع الملوك الدستوريين كمندوبين في البرلمان، ومع زيادة النزعة القومية وزيادة أحداث الثورة في ألمانيا، أدى ذلك إلى قيام البرلمان الألماني إصدار قرار بتشكيل مجلس وطني في كل ألمانيا، كما تم إصدار قانون يسمح بقانون الانتخاب الغير مباشر على مرحلتين.

ومع زيادة حجم الاضطرابات والتمردات في دوقية بادن، قامت دوقية بادن بزيادة وخوفاً من زيادة تلك الاضطرابات بزيادة حجم جيشها وطلبت المساعدة من الدول المجاورة لها، كما قامت بقمع الثورات واعتقال زعمائها الديمقراطيين، وقد أدت تلك الاعتقالات إلى زيادة الاضطرابات والثورات؛ ممّا أدى ذلك إلى حدوث ثورة واسعة بشكل كبير، فقامت الحكومة البروسية والحكومة البافارية بمساعدة حكومة بادن بالقضاء على، وفي عام 1849 ميلادي عادت تلك الثورة بالانتعاش من جديد.

وفي عام 1849 ميلادي انتعشت الثورة في راينلاند الألمانية، وانتشرت تلك الثورات بشكل كبير في الولايات الالمانية، حيث بالانتشار بدأت في دوقية بادن وفي أجزاء كبيرة من نهر الراين، فقامت الحكومة بإعلان حكومات مؤقتة في  بالاتينات وبادن، حيث قام كلاً من الشعب والحكومة بالإصلاح الدستوري والديمقراطي في الدولة، كما تمت عملية الإصلاح في الجيش وتم منحهم الأموال؛ من أجل تحسين أوضاعهم ولكي يتمكنوا من شراء الأسلحة؛ إلا أن فرنسا في ذلك الوقت كانت قد حضرت بيع الأسلحة إلى بالاتينات وبادن.

وقد كانت ولاية بالاتينات تحتوي على الطبقة العليا بشكل كبير أكثر منها في باقي الولايات الألمانية، وتعتبر تلك الطبقة هي من قامت بالعمليات الثورية فيها، حيث أن الجيش لم يكن له دور في الثورات التي كانت قائمة في بالاتينات، حيث لم يكن لديه السلاح الكافي ليقف في وجه تلك الثورات، فقامت الحكومة المتمردة بالاستيلاء على بالاتينات والتي كانت الأمور فيها حينها مبعثرة وغير منظمة ولم يكن في خزينة الدولة أية أموال وقد كانت الأسلحة موجدة حينها البنادق، فقامت الحكومة المؤقتة بإرسال وكلاء لها لشراء أسلحة من بلجيكا وفرنسا.

ويعتبر التمرد في بالاتينات وبادن هو الأساس في ألمانيا لنيل الحقوق الدستورية، وقام أحد ضباط دوقية بادن بوضع الخطط؛ من أجل حماية حركة الإصلاح، وكما قام بإرسال جزء من جيوشه إلى بلدة هوهنزولرن والقيام بإعلانها جمهورية، ومن ثم قام قام بإرسال جيوشه أيضاً إلى باقي المدن ليتم إنشاء معسكر في تلك المدن، ولكن تلك الجيوش فشلت في الدخول إلى مدينة فرانكفورت الألمانية والتي كانت تعتبر مقر البرلمان الألماني.

أما بالنسبة بولاية راينلاند فقد كان لها دور كبير في ألمانيا؛ وذلك كونها كانت تحت حكم القائد الفرنسي نابليون، حيث قام نابليون حينها بتحطيم جيوش الإمبراطورية الرومانية المقدسة، كما قامت فرنسا بوضع خطط إدارية وتشريعية ليتم تفكيك القوانين التي كان يمارسها رجال الدين والنبلاء في المنطقة، فقد كانت تعاني ولاية راينلاند من سوء القطاع الزراعي فيها؛ وذلك بسبب سوء تربتها، فكان معظم سكان ولاية راينلاند يعملون في التحريج، حيث كانوا يقومون بتقطيع الخشب ويعملون على بيعه، وتطورت الصناعة في راينلاند بشكل كبير، كما قام نابليون بتطوير التعليم فيها.

وبدأت الانتفاضة في إحدى بلدات ولاية راينلاند في عام 1849 ميلادي، ومن ثم امتدت الانتفاضات إلى باقي المدن في ولاية راينلاند، وقد كانت تلك الثورات قوية وكبيرة، حيث قام عدد كبير من العمال بالخروج إلى الشارع وقاموا بتسكيره، فتم حينها إرسال قوات عسكرية من بروسيا لقمع تلك المظاهرات، فقام سكان البلدة بالانضمام إلى العمال في تلك الإنتفاضة، فلم تتمكن القوات العسكرية من السيطرة على تلك الانتفاضة، حيث قام مجموعة من الثوار بالهجوم على مخزن للأسلحة، وقاموا بتأمين الثوار بالأسلحة والذخيرة.


شارك المقالة: