للزراعة دور كبير في اقتصاد أوروبا في فترة العصور الوسطى، وقد كان هناك عدة عوامل أثرت على الزراعة في أوروبا في فترة العصور الوسطى.
الأحداث التي أثرت على الزراعة الأوروبية في العصور الوسطى:
سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية:
بعد السقوط الأخير للإمبراطورية الرومانية الغربية وبدأها بفقدانها أراضيها أمام الغزاة البربريين، بدأ الإمبراطور الروماني بالتنازل عن الأراضي في الإمبراطورية الرومانية، وتم تقسيم أراضي الشعب والإمبراطورية بين مجموعات عرقية مختلفة، وبذلك إضعاف الإمبراطورية الرومانية وتم تقسيم أراضيها وتفكيكها.
عصر التبريد:
بدا عصر التبريد العالمي في عام 536 ميلادي وانتهى في عام 660 ميلادي، وكان سبب التبريد ثوران البراكين في عام 536 وعام 540 وعام 547 ميلادي، وقد قال المؤرخ البيزنطي في تلك الفترة “أن الشمس أطفأ نورها دون سطوع”؛ وذلك دلالة على انخفاض الحرارة بشكل كبير في أوروبا وفي فصل الصيف أيضاً، حيث كانت تصل درجة الحرارة 2.5 درجة مئوية في فصل الصيف وكانت السماء تظهر باهتة من الغبار البركاني في الغلاف الجوي وذلك لمدة عام ونصف.
وتلك الأمور كانت تكفي لفشل المحاصيل الزراعية وحصول المجاعة في أوروبا، وبقيت درجة الحرارة تواصل انخفاضها وكانت مختلفة عن الحرارة في فترة حكم الإمبراطورية الرومانية، ويعود السبب في تغير درجة الحرارة وعدم استقرارها والتي تعتبر غير طبيعية إلى عدة أسباب؛ وهي فترة العصر الجليدي العتيق المتأخر وما تعرضت له أوروبا من أوبئة وهجرات بشرية واضطرابات سياسية، من ثورات وحروب ونزاعات بين الشعوب الأوروبية، فكل تلك الأمور كان تأثير كبير في تغير المناخ في أوروبا.
طاعون جستنيان:
بدأ طاعون جاستيان في عام 541 ميلادي، والذي انتشر في جميع أنحاء أوروبا، وقد كان يتكرر بشكل دوري حتى عام 750 ميلادي، وقد تسبب الطاعون في قتل ما يقارب خمسة وعشرين بالمئة من سكان الإمبراطورية الرومانية البيزنطية وكما قام بقتل نفس النسبة تقريباً في غرب وشمال أوروبا، وكما كان للتأثير المزدوج من التبريد المناخي والطاعون دور على الشعب الأوروبي كان له تأثير أيضاً على الزراعة، حيث أدى إلى انخفاض حصاد الحبوب.
وقد تحدث رواية الكاتب “جون أفسس” عن السفر عبر المناطق الريفية وعن محاصيل القمح التي كانت موجودة حينها ولم يكن هناك أحد يحصدها ويعمل على تخزينها، وعن كروم العنب التي لم يكن هناك سكان يقطفونه؛ وذلك نتيجة أن عدد السكان في أوروبا كان قليلاً.