الإمبراطورية الأنجوية
الإمبراطورية الأنجوية: هو لقب يطلق على المناطق التي حكمتها أسرة بلانتاجينييت الفرنسية والتي كانت تقيم في مدينة أنجو الفرنسية خلال فترة القرن الثاني عشر ميلادي، وامتد حكم تلك العائلة إلى إيرلندا وفرنسا وإنجلترا ومملكة أراغون، وحصلوا على أراضي واسعة، وعلى الرغم من ذلك خسروا معظم الأراضي في حرب المائة عام أمام الملك الفرنسي “فيليب الثاني” وتم تقسيم إمبراطوريتهم إلى قسمين.
تأسيس الإمبراطورية الأنجوية
في عام 1887 ميلادي حكمت أسرة بلانتاجينييت أراضي واسعة في أوروبا وذلك خلال إقامتهم في أراضي أنجو الفرنسية، وكما أنهم ورثوا عدة أراضي من اسرتهم الحاكمة، حيث يعود أصولهم إلى الملك هنري الثاني، ويتم إطلاق اسم الإمبراطورية الأنجوية، وخلال تأسيس تلك الإمبراطورية حصلت تم اعتبارها من أهم وأكبر الإمبراطوريات، واختلف المؤرخون عن مدى امتداد أراضيها، حيث قال بعض المؤرخين بأنّ أراضيها شملت أراضي غرب أوروبا وكانت أراضيها أكبر من أراضي الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
تداولت عدة أراء عن الإمبراطورية الأنجوية؛ وذلك لظهورها واختفائها بشكل سريع، بالإضافة إلى وجود الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الإسبانية في ذلك التاريخ والتي كان يتم اعتبارها من أقوى وأكبر الإمبراطوريات، لكن الآراء أكدت بأنّ ظهورها تم في القرون الوسطى واعتمدت النظام الإقطاعي في حقها ولم تتخذ عاصمة له، وكانت الديانة الكاثوليكية الرومانية هي الديانة الرسمية فيها.
كما كام فيها عدة لغات ومن بينها الفرنسية والإنجليزية وغيرها من اللغات، ولعل تعدد اللغات فيها؛ يعود إلى كثرة الأراضي التي كانت تملكها، وكان تاريخ انتهائها في عام 1214 ميلادي، وحسب المصادر التاريخية فأنّ أراضيها شملت جزء من إيرلندا وإنجلترا ومملكة اسكتلندا وويلز والفلمنك، خلال فترة حكم الملك الثاني لها سعى في عملية توسعة أراضي الإمبراطورية، حيث كان يسعى في السيطرة على الأراضي المجاورة لإنجلترا؛ وذلك من أجل الحصول على سد منيع للدفاع عن إمبراطوريته.
كما تم بناء الكثير من القلاع والحصون، ولعل الهدف من ذلك؛ هو كثر خوض الإمبراطورية الكثير من المعارك وكانت تتعرض للكثير من الغزوات، الأمر الذي دفعها إلى السعي في الحصول على الأراضي المجاورة للإمبراطورية وحماية أراضيها، كما قام الملك “هنري الثاني” بشراء بعض المدن الفرنسية والتي لم تكن تابعة لحكمه، في تلك الفترة كان الملك “لويس السابع” هو ملك فرنسا وقام الشعب بالطلب منه عدم بيع المدن الفرنسية، ولكنه كان يعلم بانّه لا يمكنه الوقوف في وجه القوات العسكرية الأنجوية.
قام الملك “هنري الثاني” بالإرسال إلى الملك “لويس السابع” وطلب منه الزواج من ابنته مقابل إعطائه الأراضي التي تم سلبها من فرنسا وحصول الإمبراطورية الأنجوية على معظم القلاع الموجودة في الغرب والشمال الفرنسي.
كانت مدينة بريتاني من المدن الفرنسية الغير تابعة للإمبراطورية الأنجوية، وكانت هناك عدة خلافات بينهم على الحكم، الأمر الذي دفعهم إلى طلب المساعدة من الملك “هنري الثاني” وحل الصراعات الداخلية مقابل الحصول على الحكم في أراضيهم، وبالفعل تمكن الملك “هنري الثاني” من حل الخلافات والحصول على الحكم، لكن ذلك الأمر أغضب طبقة النبلاء ورفضوا حكمه، لكنه تمكن في النهاية من السيطرة عليهم ووضعهم تحت حكمه، لتصبح بذلك مدينة بريتاني تابعة للإمبراطورية الأنجوية.
في عام 1157 ميلادي ذهب الملك “هنري الثاني” إلى اسكتلندا والتقى في ملكها وطلب منه الحصول على بعض المدن الاسكتلندية، وكان ملك اسكتلندا يعلم بأنه لا يمكنه الوقوف في وجهه وليس لديه القوات العسكرية والتي تمكنه من الدخول في حرب ضد الإمبراطورية الأنجوية، ليتم في النهاية إجبار اسكتلندا التوقيع على معاهدة والحصول على الأراضي بالغصب.
أمّا بالنسبة لمقاطعة ويلز فقد كانت مقسمة إلى قسمين، ليقوم حاكمها بإصدار أمر بتوحيد أراضيها، الأمر الذي أقلق الملك “هنري الثاني” ورأى بأنّ ذلك سوف يشكل صعوبة في عملية غزوه على أراضي ويلز، ليقرر الملك هنري الهجوم عليها عليها على ثلاثة مراحل، وعند هجومه تعرض إلى مقاومة شديدة، الأمر الذي دفعه إلى تجديد هجومه، وعند هجومه حدثت عدة عوائق منعت سيطرته على ويلز ومنها الطقس البارد والأمطار، الأمر الذي صعب حركة الجيش الأنجولي ومنعه من السيطرة على ويلز.
في عام 1711 ميلادي سيطر الملك “هنري الثاني” على إيرلندا؛ ممّا جعله من أقوى الملوك في المنطقة وأصبح الكل يهابه وجعل ويلز تتنازل له، تم اعتبار مدينة تولوز الفرنسية من أهم الإقطاعيات بالنسبة للملك هنري الثاني، فقد كانت تعتبر من أغنى وأهم المناطق في فرنسا وكانت تحتوي على الكثير من المدن، الأمر الذي جعلها مكان للخلاف بين الإمبراطورية الأنجوية وفرنسا فكلا الطرفين كان يعتبرها تابعة لأراضيهم.
كما كانت تعتبر من أكثر المناطق تحصيناً ويصعب الحصول عليها، لكن الملك هنري أراد الحصول عليها بكافة الطرق ودخل في حرب ضد فرنسا من أجلها، وكانت فرنسا في تلك الفترة بحاجة السلام ولم تكن قادرة على مواجهة هنري وخاصة بعد وقوف مملكة اراغون إلى جانبه؛ ممّا دفعها إلى الاستسلام والتنازل عنها لصالح الإمبراطورية الأنجوية.
في عام 1189 ميلادي بدأت الحرب الصليبية الثالثة وكان الإمبراطور “ريتشارد” إمبراطوراً للإمبراطورية الأنجوية وحاول من خلال تلك الحرب الحصول على أراض أكثر وتمكن من السيطرة على جزيرة قبرص وحاول السيطرة على مدينة عكا والقدس وعلى الرغم من مساعدة الجيوش الأوروبية له لكنه لم يتمكن، ولم يستمر حكم الملك ريتشارد كثيراً وعند وفاته تولى الملك “فيليب الثاني” الحكم من بعده، ولم يتم الاعتراف فيه إمبراطوراً على جميع أراضي الإمبراطورية، حيث لم تخضع إنجلترا وإيرلندا إلى حكمه.
على الرغم من ذلك فقد اتصف بالذكاء وقلم بعقد معاهدات للحصول على معظم الأراضي وإخضاعها إلى حمه وإيقاف جميع الثورات ضده، وبالفعل تمكن من ذلك، وتم تولي الملك جون الحكم بعد ذلك واتسعت أراضي الإمبراطورية خلال فترة حكمه، خلال فترة حكم الملك جون حدثت الكثير من الحروب والصراعات والتي أدت إلى خسارة الإمبراطورية إلى أراضي النورماندي.
بدأت الصراعات والثورات الداخلية ضد حكمه، الأمر الذي أدى إلى سقوط المزيد من المدن التابعة للإمبراطورية، لتبقى الإمبراطورية الأنجوية في النهاية تتكون من إيرلندا وإنجلترا وبعض أراضي غرب فرنسا، كان الأمر بالنسبة للإمبراطور جون عبارة عن صدمة وأراد استعادة أراضي الإمبراطورية، ليقوم في عام 1208 ميلادي بغزو أسكتلندا وفي عام 1212 ميلادي غزا بريطانيا واستعاد النورماندي واسترجع بعض الأراضي التابعة له في بريطانيا وقام بإرسال جيش إلى فرنسا لاستعادة ما سلبه منه الملك “فيليب الثاني.
مع استمرار تلك الصراعات انهار الاقتصاد لدى الملك جون ليعلن انهيار اقتصاد الإمبراطورية في إنجلترا، أدت تلك الأمور على طلب طبقة النبلاء في إنجلترا إلى تخلي الملك جون عن الحكم وتولي الملك “لويس الثامن” وليقوم حينها بإرسال قواته العسكرية وتولى الحكم، وتم إصدار قرار بتقليص صلاحيات الملك، وبعد وفاة الملك جون قم الإنجليز بالوقوف ضد الملك “فيليب الثامن” واجبروه الخروج من إنجلترا والعودة إلى فرنسا.
على الرغم من احتواء الإمبراطورية الأنجوية على أراضي واسعة وكانت جميعها واقعة تحت سيطرتها، لكن كانت هناك بعض المناطق تتمتع باقتصاد قوي مثل إنجلترا وبعضها الأخر تتصف بالاقتصاد الضعيف مثل إيرلندا، ولو أردنا عن التأثير الثقافي الذي تركته الإمبراطورية الأنجوية في المناطق التي حكمتها فيمكننا القول بأنّ تأثرها الثقافي ما زال إلى وقتنا الحالي.