قام نابليون بتحويل اهتماماته من القنال الإنجليزي إلى نهر الراين الأوروبي والذي يمر عبر سويسرا؛ وذلك من أجل التعامل بشكل أكبر مع التهديدات الروسية والنمساوية التي كانت تتعرض لها فرنسا، فقام قرابة مئتي ألف جندي فرنسي بالتحرك نحو الراين ومشوا آلاف الكيلومترات.
التحركات الأولى لمعركة أوسترليتز:
قام نابليون بتحريك جنوده بشكل دائري، حيث أنه قام بجعل الفرنسيين خلف النمساويين وقام بمحاصرتهم، وقاموا على تنفيذ مقاومة بشكل منظم، ومن ثم قام أحد الجنرالات الفرنسيين باستلام الجنود النمساويين وقام بمحاصرتهم، وعلى الرغم من هذا الانتصار الكبير الذي حققته فرنسا ضد النمسا، إلا أن هذا الانتصار توتر بسبب هزيمة الأسطول البحري العسكري الفرنسي الإسباني أمام الأسطول البحري العسكري الإنجليزي، واستمر قتال فرنسا في النمسا حتى قامت على إسقاط مدينة فيينا تحت حكمها وحصلت على معظم أسلحته ومدفعيات المدينة.
وكل الأمور حصلت نتيجة تأخر الجيش الروسي عن مساندة الجيش النمساوي، فقام الجيش الروسي بالانسحاب إلى المناطق الشمالية والشرقية؛ وذلك من أجل انتظار التعزيزات العسكرية من النمسا، وتم بعد ذلك وضع خطة بين النمسا وروسيا وقاموا بتنظيم الأمور الإستراتيجية فيما بينهم، فقامت النمسا بإرسال معدات وذخائر إلى روسيا، إلا أن روسيا لم تعجبها تلك الأسلحة والتي اعتبروها أسلحة بدائية وقديمة.
فوجدت فرنسا نفسها في موقف صعب؛ وذلك بعد اقتراب الجيوش الروسية والنمساوية بالإضافة إلى أن خطوط الإتصال الفرنسية كانت طويلة وكانت بحاجة إلى حماية، فلاحظ نابليون أنه لا بُدّ له من أن يحقق النجاح في تلك المعركة، وأنه يجب عليه أن يقوم باستدراج الحلفاء إلى أراضيه من أجل هزيمتهم، وفي تلك الفترة أدرك الروس بأن نابليون بحاجة إلى تلك المعركة، فقرر الروس بإستخدام خطة دفاع نمساوية والتراجع إلى الخلف، وقد اكتشف نابليون بأن الاقتراح الذي قام به الروس كان إقتراح مزيف؛ وذلك من أجل الهجوم على مدينة فيينا.
ومع كل تلك الخطط الروسية، إلا أن نابليون لم يبقى ساكتاً وقام بالتحرك ووضع فخ للحلفاء وقام بإظهار بأن جيشه ضعيف وغير قادر على مقاتلة جيش الحلفاء، ولأنه يرغب في التفاوض معهم من أجل السلام، وفعلاً من خلال تلك الخطة شعر الحلفاء بأن فرنسا أصبحت ضعيفة، إلا أن في الواقع كان نابليون يحاول في استدراجهم إلى أرض المعركة ومهاجمتهم.
