ما هي الثورة الإسبانية في عام 1936 ميلادي؟

اقرأ في هذا المقال


الثورة الإسبانية في عام 1936 ميلادي:

الثورة الإسبانية: هي ثورة قامت أثناء قيام الحرب الأهلية الإسبانية في عام 1936 ميلادي، وقد كانت تلك الثورة تسعى إلى اتباع النظام الاشتراكي التحرري في المدن الإسبانية، وبعد تلك الثورة وقع اقتصاد إسبانيا ومصانعها، كما سيطر العمال على القطاع الزراعي في إسبانيا وعلى الفنادق والمطاعم، وكان يتم إدارتها بشكل جماعي من قِبل العمال.

بداية الثورة الإسبانية في عام 1936 ميلادي:

في عام 1936 ميلادي بدأت إسبانيا تتعرض لانقلاب عسكري؛ ممّا أدى إلى ضعفها وانهيارها، ولم يتمكن قائد الانقلاب من الاستيلاء على الحكم في إسبانيا، وخلال هذه الفترة تم حكم إسبانيا من قِل أربعة حكومات، خلال قيام الانقلاب تم قيام إضراب عام في الدولة وتم المطالبة بتسليحهم من قِبل الدولة، لكن الدولة لم تكن مهتمة للإضراب الحاصل في أراضيها؛ ممّا أجبر النقابات إلى الطلب من الشعب الهجوم على مستودعات الأسلحة في إسبانيا والاستيلاء عليها، خلال فترة التمرد ظهرت عدة أحزاب في إسبانيا وكان من تلك الأحزاب تابعة للاتحاد الإيبيري، كما ظهرت أحزاب شعبية معتدلة.

خلال فترة بدء الحرب الأهلية في إسبانيا ظهرت عدة جبهات وقام الكثير من العمال بالتطوع فيها والذين كان معظمهم من العمال، وقد أدى ذلك إلى سيطرة العمال على القطاع الاقتصادي الإسباني، وأدى ذلك إلى ظهور أسس اجتماعية جديدة في إسبانيا وكان له دور كبير في تغير النظام الاجتماعي الإسباني، واتخذت تلك الثورة شكل الثورة الاجتماعية، وقام العمل باستخدام مبدأ خاص خلال سيطرتهم على الاقتصاد، فقد قاموا بسحب الأموال في الدوائر الحكومية وتحويل تلك الأموال إلى قسائم؛ ممّا أدى ذلك إلى تقليص سعر البضائع وتوفير الأموال، فكان لهم دور في تحسين الاقتصاد المنهار في إسبانيا.

خلال فترة الانقلاب لم تقع معظم الأرياف تحت سيطرة الجيش المتمرد، فقام العمال بعمليات الإصلاح الزراعي، وكان معهد الإصلاح الزراعي واقع تحت سيطرة الحزب الشيوعي، وأصبح القطاع الزراعي أكثر إنتاجاً والذي ساعد على تحسين المستوى الاقتصادي، وقام العمال بالسيطرة على مصانع النسيج وشركات صناعة الملابس وصيد الأسماك، وبذلك أصبح العمال يسيطرون على نسبة كبيرة من الاقتصاد الإسباني، كما سيطر على العمال على المسارح ودار الفنون الإسبانية وقاموا بالجعل منها مكاناً للتعليم ومحو الأمية ومكاناً للاجتماعات والندوات الثقافية والتي لها دور كبير في النهضة الثقافية.

كما تم فتح المدارس وتم إلغاء العادات الاجتماعية القديمة والتي تم اعتبارها نظاماً ظالماً ولا بد من التخلص منه، وكان للثورة الاجتماعية تأثير كبير في المدن وبقيت القرى الإسبانية محافظة على عاداتها، كما تم الاستغناء عن الشرطة وقوات الدرك وتم استبدالهم بقوات المليشيات والدوريات العسكرية والتي كانت تقوم بحل المشاكل في المدن والقرى، وقاموا أيضاً بفتح أبواب السجون وإطلاق سراح السجناء وهدموا الكثير من السجون، وأدت كل تلك الأمور إلى انهيار نظام الدولة بشكل كامل، إلا أنّ إسبانيا قامت بإطلاق بعض القوانين بحق العسكريين المتمردين واعتبارهم خارجين عن القانون وعاطلين عن العمل.

بدأت إسبانيا بعد عمليات التمرد بالتصعيد العسكري ضد الجنود المتمردين؛ ممّا دفع النقابات إلى التنازل عن سيطرتها عن بعض القطاعات في إسبانيا، وقامت الأحزاب الشعبية الاسبانية بالاتفاق مع عضها البعض وتم تشكيل حكومة، وقامت إسبانيا بالموافقة على وجود الثوار وتم إصدار عدة قوانين، والتي منها تشكيل حكومة طوارئ ومصادرة أملاك الأشخاص الذي بحقهم إملاك من قِبل المحاكم العسكرية، فكانت إسبانيا تسعى إلى تقوية الجيش الإسباني والذي يعتبر هو حجر الأساس في الدولة، وقد أدى طول مدة الحرب إلى انهاك الثوار وقيامهم بالتعامل معها.

خلال قيام الحرب الأهلية تم المطالبة بالثورة الاجتماعية وقف مطالبة الطبقات الوسطى بمطالبها، لكن الثوار رأوا بأنّه لا بد للطبقات الوسطى من الحصول على حقوقها ولا فرق بين الحرب والثورة، فقامت الحكومة بالعمل على قطع الإمدادات المالية للمليشيات والأحزاب المعارضة؛ ممّا أدى إلى تغير الوضع في المدن الإسبانية، فقام الثوار بالموافقة على مطالب الدولة والخضوع لقوانينها، وقام الثوار بالاتفاق مع الدولة والعمل إلى جانبها، وقامت إسبانيا بإلغاء جميع اللجان المحلية.

مع بداية عام 1937 ميلادي قامت الحكومة الإسبانية بمنع نشر أيّ أخبار ضد الحكومة والدولة وضد الاتحاد السوفيتي، كما تم منع تشكيل الأحزاب واللجان، وتم منع العمال من سيطرتهم على القطاعات الاقتصادية ونزع السلاح من الشوارع الإسبانية، كما أصدرت الحكومة الإسبانية قانوناً بمنع الجمعيات والأحزاب من إصدار الأوراق النقدية وأن لا يتم إصدارها إلا من قِبل الدولة.


شارك المقالة: