ما هي الحرب الإسبانية الفرنسية؟

اقرأ في هذا المقال


الحرب الإسبانية الفرنسية:

الحرب الإسبانية الفرنسية: هي حرب قامت في عام 1635 ميلادي بين المملكة الإسبانية والمملكة الفرنسية وكان سبب قيام الحرب هو قيام فرنسا بالمشاركة في حرب الثلاثين عام إلى جانب الدول ألمانيا والسويد ضد المملكة الإسبانية صاحبة المذهب الكاثوليكي، واعتبرت إسبانيا أنّ فرنسا خائنة؛ وذلك بسبب وقوفها إلى جانب ألمانيا والسويد صاحبات المذهب البروتستانتي وفرنسا الكاثوليكية.

سبب قيام الحرب الإسبانية الفرنسية:

منذ بداية القرن السادس عشر ميلادي كانت الصراعات قائمة بين فرنسا وعائلة “آل هابسبورغ” للهيمنة على أوروبا والصراع في أن تصبح كلاهما هي الدولة العظمى، وكانت إسبانيا والإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت واقعة تحت حكم عائلة “آل هابسبورغ”، حاولت فرنسا في البداية عدم المشاركة في حرب الثلاثين عاماً وقامت بدعم هولندا في حصولها على الاستقلال من الحكم الإسباني، كما ساعدت السويد في حربها ضد الإمبراطورية الرومانية، تم فيما بعد عقد معاهدة سلام بين الإمبراطورية والسويد.

في عام 1635 ميلادي حاولت فرنسا السيطرة على شمال إيطاليا وكانت تسعى بذلك ؛ إضعاف وجود عائلة “آل هابسبورغ” في المنطقة، وقامت بدعم إنجلترا في حربها ضد إسبانيا، وقامت بدعم عائلة “ستيورات” الإسبانية وحاولت مساعدتها على تولي الحكم مكان عائلة “آل هابسبورغ”، وتم تقسيم هولندا الإسبانية بين هولندا وفرنسا.

بداية الحرب الفرنسية الإسبانية:

في عام 1648 ميلادي قامت الثورة في فرنسا ضد الحكم الملكي، وأدت تلك الثورة إلى قيام الحرب الأهلية الفرنسية، فأصبحت فرنسا تعاني من الفوضى، وقام النبلاء في فرنسا وإيطاليا بقيادة تلك الثورات وبذات الصراعات بعد ذلك بين فرنسا وإسبانيا، وكانت الثورة الإسبانية قائمة في ذلك الوقت وكانت حربها قائمة مع إيطاليا، كما كانت إسبانيا تعاني من قيام التمردات في البرتغال ضد حكمها وقامت فرنسا بدعم التمردات؛ وذلك من أجل إضعاف القوة الإسبانية والتمكن من هزيمتها.

كانت الدوقيات الإيطالية في صراع شرس مع إسبانيا، الأمر الذي ساعد فرنسا إلى التدخل وقيامها التحالف مع دوقية مودنيا، لم تتمكن فرنسا من تحقيق غايتها في إخراج إسبانيا من شبه الجزيرة الإيطالية، وانهارت ثورة نابولي التي كانت تدعمها، وتمكن الجيش الإسباني إخراج الجيش الفرنسي من إيطاليا، وفشلت المخططات الفرنسية في إضعاف الوجود الإسباني في إيطاليا.

تعرضت فرنسا إلى ثورة أدت إلى تقسيم الداعمين له ووجود خلافات بين جنودها؛ ممّا ساعد إسبانيا إلى إرسال قواتها العسكرية البحرية للهجوم على فرنسا، فقامت بتقسيم جيشها إلى قسمين، القسم الأول الذي كان يتكون من الفلاحين الذين دعموا القوات الفرنسية وقام القسم الثاني الذي كان يتكون من الجيش الإسباني بغزو الحصون الفرنسية، وأصبحت فرنسا تعاني من الحصار الإسباني من جميع الجهات، بالإضافة إلى الصراعات الداخلية؛ ممّا دفعها إلى الانسحاب من هابسبورغ الإسبانية.

تمكنت إسبانيا من إخراجهم، على الرغم من أنّها كانت تعاني من صراع في حرب الاستعادة البرتغالية. مع بقاء الصراع قائماً بين فرنسا وإسبانيا لم تتمكن كلا الدولتين الاستمرار في القتال، فقد أصاب جنودهم التعب مع عدم وجود الإمدادات الغذائية والعسكرية، فكان هدف إسبانيا الحفاظ على جنودها وعدم فقدها أعداد كبيرة منهم، تعرضت فرنسا إلى هزيمة كبيرة، وذلك عندما تم هزيمتها في مقاطعة بافيا الإيطالية، كانت إسبانيا في ذلك الوقت تخوض حرباً ضد إسبانيا فقامت بتشكيل تحالف إنجليزي فرنسي.

وتم عقد معاهدة باريس لخوض الحرب ضد فرنسا، تمكن التحالف من هزيمة إسبانيا والسيطرة على بعض المقاطعات التابعة لحكم عائلة “آل هابسبورغ”، لكن إسبانيا تمكن من تصدي الهجوم على إيطاليا وحمايتها.

صلح البرانس:

استمر الصراع بين إسبانيا وفرنسا لفترة طويلة، فقامت إسبانيا بتحقيق تحالفات لخوض الحرب ضد فرنسا؛ ممّا دفعها التحالف مع إنجلترا ووعدتها التنازل عن ميناء دنكيرك الفرنسي الذي كان تحت السيطرة الإسبانية، وجرت المعركة بالقرب من قرية تنكر يكن وتمكن الفرنسيون والإنجليز من هزيمة الإسبان واسترجاع الميناء، بعد الهزيمة التي تعرضت لها إسبانيا شعرت بالخزي وقامت بالموافقة على توقيع صلح مع فرنسا وأطلق على ذلك الصلح اسم “صلح البرانس” وتم من خلاله استعادة فرنسا بلدة روسي ليون.

وتمكنت فرنسا من هزيمة عائلة “آل هابسبورغ” وإنهاء وجودها في إسبانيا والسيطرة عليها، واستولت على بعض المقاطعات التي كانت تحت سيطرتها لتصبح بذلك القوة العظمى في أوروبا، وبعد الانتصار الفرنسي أصبحت إسبانيا تعاني من التفكك والضعف.


شارك المقالة: