ما هي الحرب الإنجليزية الإسبانية؟

اقرأ في هذا المقال


الحرب الإنجليزية الإسبانية: هي حرب حدثت بين إسبانيا وإنجلترا، وقد كان سبب الحرب الصراعات المذهبية والسياسية بين الدولتين، كما كانت كلا الدولتين تسعى في السيطرة التجارية في البحار، وقد أدى ذلك التنافس إلى نشوب حرب بين إنجلترا وإسبانيا.

الحرب الإنجليزية الإسبانية عام 1585:

في عهد الإمبراطور شارل الخامس كانت الإمبراطورية الإسبانية ضمن الإمبراطوريات الكبرى مثل إيطاليا والأراضي المنخفضة والمستعمرات الإسبانية ما وراء البحار حتى قام الإمبراطور شارل بالتنازل عن الإمبراطوريات وتم تسليم الحكم لابنه فيليب وأخيه حتى تم تقسيم المملكة إلى عدة ممالك، فقام الملك “فيليب” بحكم كلاً من الأراضي المنخفضة وإسبانيا وإيطاليا، وقد كانت إسبانيا من أكبر الممالك الكاثوليكية وقد اشتهرت بوجود المحاكم التفتيشية، وقد كان الملك “فيليب” من أكثر الملوك الكاثوليكيين المتعصبين للديانة الكاثوليكية.

قام ملك إسبانيا “فيليب” بالزواج من ملكة إنجلترا “ماري”، فقام الملك “فيليب” باستغلال هذا الزواج وتحويل النظام في إنجلترا ومناطق الشمال إلى نظام كاثوليكي، كما قام بالاستفادة من القوة العسكرية والسياسية التي كانت تتمتع فيها إنجلترا حتى أصبحت إسبانيا من أكبر الإمبراطوريات وأقواها عسكرياً، فتمكنت إسبانيا من السيطرة على الكثير من المستعمرات والمناطق حتى أصبحت من أكبر المستعمرات الأوروبية في المنطقة، فقامت الإمبراطورية الإسبانية بالسيطرة على المحيط الأطلسي وقامت بعمليات الاستكشاف.

في تلك الفترة لم تكن لدى الإمبراطورية الإسبانية الكثير من الموارد، فقد كانت تعتمد على الموارد التي تقوم بجلبها من الأراضي المنخفضة، بعد انتهاء حكم الملكة “ماري” في إنجلترا قامت الملكة “إليزابيث” بتولي الحكم في إنجلترا، فسعت الملكة إليزابيث على وصول إنجلترا إلى الحرية والاستقلال والبعد عن الحكم العسكري الذي كان قائماً عليها من قِبل الإمبراطورية الإسبانية، وقد قامت على إيصال إنجلترا إلى درجة عالية من الرفاهية والاستقلال الاقتصادي، وقد كانت الملكة “إليزابيث” تعتنق الديانة البروتستانتية، فقامت بإرسال الجنود الإنجليز لمقاتلة الكاثوليك الموجودين في شمال إنجلترا.

قامت الملكة “إليزابيث” بتوجيه الشعب الإنجليز بالعمل في التجارة، فأخذ البحارة الإنجليز يتنقلون بين البحار للسيطرة على التجارة البحرية في المنطقة وخاضوا الكثير من الحروب، فبدأت المنافسات والصراعات بين إنجلترا وإسبانيا والتي كانت بدايتها صراعات دينية والتي أخذت بالتحول إلى صراعات اقتصادية قوية، وقد كان إنجلترا في تلك الفترة قامت بتجهيز جيوشها البحرية بشكل كبير والذين كانوا يكنون العداء لإسبانيا؛ وذلك بسبب قيام إسبانيا والبرتغال بتقسيم البحار بينهم، لم تكن القوات البحرية الإسبانية ذات قوة عسكرية مثل إنجلترا لكنها كانت تتميز بحركتها السريعة.

قامت إسبانيا بتجهيز أسطولها البحري لخوض الحرب ضد إنجلترا، فقام الملك فيليب بتقسيم الأساطيل البحرية إلى قسمين، القسم الأول يقوم بالاتجاه نحو إنجلترا والقسم الثاني يقوم بعزل الملكة إليزابيث وإخراجها من إنجلترا، إلا أنّ القوات البحرية الإنجليزية كانت قوية وتمكنت من هزيمة القوات الإسبانية في البداية، فتمكنت إنجلترا من تحقيق الانتصار الأول ولكن لم تنتهي المعركة وبقيت مستمرة بين الدولتين.

الحرب الإنجليزية الإسبانية عام 1654:

بعد انتهاء الحرب الإنجليزية الهولندية قامت إنجلترا بالانتباه إلى الصراع بين فرنسا وإسبانيا، حيث أنّ بريطانيا كانت تعتبر فرنسا وإسبانيا بأنهم العدو الأول لها، فقد كانت إنجلترا ذات مذهب بروتستانتي وكانت إسبانيا ذات مذهب كاثوليكي، فقد رأت إنجلترا بأنّ إسبانيا تشكل خطراً عليها؛ ممّا دفع بريطانيا إلى التحالف مع فرنسا واستعادة مستعمراتها التي سلبتها منها إسبانيا واستعادة الثروات في تلك المستعمرات واستعادة الهيمنة التجارية في البحار، فتمكنت من استعادة مستعمراتها واستعادة الثروات.

قامت بريطانيا بتجهيز أسطولها البحري للتوجه لغزو المستعمرات الإسبانية الموجودة في جُزر الهند الغربية، وقد كان الأسطول البحري الإنجليزي من أقوى الأساطيل البحرية وأكبرها وقد احتوى على عدد كبير من الجنود، وعلى الرغم من التجهيزات العسكرية الإنجليزية الكبيرة لكنها لم تتمكن من تحقيق انتصارات في بداية المعركة، وعند وصول الأسطول الإنجليزي إلى جزيرة جامايكا لم تكن إسبانيا قد وضعت فيها تجهيزات عسكرية كبيرة، وتمكنت بريطانيا من السيطرة عليها وهزيمة القوات العسكرية الإسبانية.

قامت بريطانيا بتعزيز قواتها العسكرية البحرية وأرسلت أسطول بحري جديد وقام بمحاصرة سواحل المستعمرات الإسبانية، وقد استمر الحصار لفترة طويلة وقامت إسبانيا خلال تلك الفترة بالعديد من عمليات المقاومة، حتى تمكنت إنجلترا من السيطرة على السواحل الإنجليزية والاستيلاء على الخيرات؛ ممّا أدى إلى انهيار الاقتصاد في إسبانيا.


شارك المقالة: