الحرب البيزنطية الساسانية:
الحرب البيزنطية الساسانية: هي آخر الحروب التي حصلت بين الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الفارسية الثانية، وتعتبر تلك الحرب من أعنف الحروب؛ وذلك لأن كلا الإمبراطوريتين كادتا القضاء على بعضهما. في عام 590 ميلادي قام ملك الفرس “كسرى الثاني” باستغلال أوضاع الإمبراطورية البيزنطية وقام بتجهيز جنودها وغزوها.
فقد كان الملك “كسرى الثاني” يسعى في السيطرة على الإمبراطورية البيزنطية وتوسعة أراضي إمبراطورتيه، مع بداية عام 602 ميلادي وصلت جنود كسرى الثانية إلى مدينة القسطنطينية، وفي نفس الوقت قامت القبائل المتحالفة مع إمبراطورية الفرس بغزو البلقان وتمكنت من الوصول إلى أثينا، وتمكن الفرس من السيطرة على معظم مدن الإمبراطورية البيزنطية حتى تمكنوا من الوصول إلى بلاد الشام وأرمينيا.
مع بداية عام 614 ميلادي قام الفرس بالتقدم نحو مدينة إيلياء الفلسطينية وتمكنوا من محاصرتها وقاموا بحرقها ونهب الخيرات فيها، وقاموا بقتل عدد كبير من النصارى فيها، وكما تمكنوا من الاستيلاء على كنيسة القيامة وقاموا بتدميرها؛ ممّا أدى ذلك إلى صدمة كبيرة على المسيحيين في بيت المقدس.
ومن ثم قاموا بالتقدم نحو مصر والإسكندرية، والذي أدى ذلك إلى سوء الأوضاع الاقتصادية في مدينة القسطنطينية، مع بداية عام 622 ميلادي بدأت الإمبراطورية البيزنطية في الانهيار، ولم يبقى في حوزة الرومان سوى مدينة أثينا، والذي أدى ذلك إلى انهيار المعنويات لدى الشعب الروماني.
في عام 622 ميلادي حصل انقلاب عسكري وتمكن حاكم قرطاجة من خلال ذلك الانقلاب من السيطرة على مدينة القسطنطينية وقام بإعادة تنظيم الجيش البيزنطي، في تلك الفترة حصل صراع في صفوف الجيش الفارسي، فقامت الإمبراطورية البيزنطية باستغلال ذلك الوضع وعَملت مهاجمة إمبراطورية الفُرس.
وكانت إمبراطورية الفرس في تلك الفترة في حالة من الفوضى والانهيار، وقام الأتراك بالوقوف إلى جانب الإمبراطورية البيزنطية في حربها ضد الإمبراطورية الفارسية، وتمكنت الإمبراطورية البيزنطية في تلك المعركة من هزيمة الإمبراطورية الفارسية هزيمة ساحقة.
وصل خبر انتصار الإمبراطورية البيزنطية إلى المسلمين والذين سعوا إلى الوقوف إلى جانب الإمبراطورية الفارسية، وعلى الرغم من وقوف المسلمين إلى جانب الإمبراطورية الفارسية، إلا أنّ الإمبراطورية البيزنطية تمكنت من هزيمتهم؛ ممّا دفع الإمبراطورية الفارسية إلى طلب الصلح مع الإمبراطورية البيزنطية.
