الحرب الروسية البولندية:
الحرب الروسية البولندية: هي حرب جرت بين الإمبراطورية الروسية وبين بولندا وليتوانيا، وكان سبب الحرب هو رفض الدستور الذي أصدرته الإمبراطورية الروسية عند قيامها بعملية تقسيم الكومنولث البولندي الليتواني، حيث قامت طبقة النبلاء بالمعارضة على الدستور الذي قامت الدول بإصداره أثناء عملية تقسيم بولندا الثاني، وأطلق على تلك الحرب أيضاً اسم حرب التقسيم الثاني.
بداية الحرب الروسية البولندية:
في بداية القرن الثامن عشر ميلادي قامت كلاً من بولندا وليتوانيا بضم أراضيها، وقررت القيام بعمليات الإصلاح في بولندا دون تدخل البرلمان في ذلك؛ وذلك خوفاً من قيام البرلمان بالتعاون مع الدول الخارجية ضد بولندا وليتوانيا وأخذه الرشاوي لإضعاف الدولة، فأرادت بولندا وليتوانيا إبقاء الأمر على ما هو وإبقاء الاستقرار في الأراضي البولندية الليتوانية والعمل على عدم تدخل دول أوروبا في شؤونها الداخلية، على الرغم من أنها كانت تعاني من جمود في القرارات والحياة اليومية من تلك القرارات.
على الرغم من قرار الكومنولث البولندي الليتواني القيام بعملية الإصلاح والقضاء على الفساد الذي كان منتشراً في أراضيه، إلا أنّ كل تلك القرارات لم تلاقي نجاحاً في البداية، وكانت الدول المجاورة لبولندا وليتوانيا فرحة بالفساد الذي يعم الكومنولث؛ وذلك من أجل القيام التدخل في شؤونه بحجة مساعدته في حل المشاكل والعمل على الإصلاح، في ذلك الوقت كان الكومنولث يعاني من قلة أعداد الجيوش لديه؛ ممّا دفع كلاً من الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الروسية ومملكة بروسيا التدخل في أموره.
بعد ذلك بدأت الدول الأوروبية تخوض حروباً؛ ممّا دفعها على عدم قدرتها على التدخل في الشؤون البولندية، حيث كانت روسيا منشغلة بالحرب مع تركيا والسويد، كما كنت النمسا منشغلة أيضاً بالحرب ضد تركيا الأمر الذي ساعد بولندا على اتخاذ قرار في القيام بعملية الإصلاح، وقررت بولندا باعتبار نفسها ليست محمية روسية، أزعج ذلك القرار روسيا وقامت بالطلب من بولندا التراجع عن قرارها والتراجع عن الدستور الجديد الذي قامت في إصداره.
قامت بولندا بالتحالف مع بروسيا؛ ممّا أدى إلى إعلان روسيا الحرب على بولندا، وقد جرت تلك الحرب على أراضي ليتوانيا وأوكرانيا، وتمكنت الجيوش البولندية من تحقيق النصر في بداية الحرب، على الرغم من كبر حجم الجيش الروسي، واستمرت الحرب حتى قامت بولندا باللجوء إلى حل سلمي مع روسيا.
