ما هي الحرب الفرنسية الأهلية المذهبية؟

اقرأ في هذا المقال


عانت فرنسا قديماً من حروب مذهبية والتي كانت بين المذهب الكاثوليكي والمذهب البروتستانتي، وعَملت تلك الحروب على دمار المدن الفرنسية وعَملت أيضاً على دمار الشعب الفرنسي والتي استمرت تلك الحرب الأهلية لمدة قرنين، وقد عَملت تلك الحروب على تدمير أوروبا أيضاً وليس فرنسا لوحدها.

الحرب الفرنسية الأهلية المذهبية:

تعتبر حرب فرنسا الأهلية المذهبية سلسلة من الحروب والتي كان عددها عبارة عن ثمانية حروب، وقد بدأت تلك الحرب في بداية القرن السادس عشر ميلادي، وقد كان لها دور كبير في دمار فرنسا، فقد كان الغاية من تلك الحرب الاضطهاد ضد مناصرين الأفكار الجديدة والَمل على قمعهم وقمع أفكارهم، وقد كان الملك “هنري الثاني” هو أول من قام لتأسيس تلك الحرب والتي بدأت في عام 1562 ميلادي واستمرت لفترة طويلة وقد تخلل تلك الحرب فترات من السلام والصلح.
وقد استمرت تلك الحرب حتى القرن السابع عشر ميلادي، وقام الملك “لويس السادس عشر” خلال فترة حكمه بوقف اضطهادات تلك الحرب، وقد كانت تلك الحرب في فترة ضعف الحكم الملكي الفرنسي؛ ممّا أدى إلى انقسام الأحزاب والمذاهب فيها، فقد كان البعض منهم يتعرَّض للقمع من قِبل الأسرة المالكية، كما كان العباقرة والمثقفين والذين كان معظمهم من المذهب البروتستانتي تأثير كبير على الشعب أكثر من تأثير الملك.
وفي القرن السابع عشر ميلادي قام الكاثوليكيين والذي كان نسبتهم أكثر في فرنسا بالقضاء على البروتستانتيين، فقد تم حراك شعب المذهب البروتستانتي من الكاثوليكيين وأصبحت حرب طائفية في فرنسا، واستمرت تلك الحرب لفترة ومن ثم تم بعدها، ومن ثم قام كلا المذهبين في الاتفاق والعمل على تأسيس دولة مدنية تعتمد على المواطنة والحياة الإجتماعية، إلا أن هذا الإنفاق والصلح لم يشفي جرح جماعة المذهب البروتستانتي، الذين فر الكثير منهم من فرنسا خوفاً على مصيرهم والذين كان معظمهم من الطبقة البرجوازية والطبقة المثقفة في فرنسا.
وبعد تلك الحرب الأهلية المذهبية التي حصلت في فرنسا، خسرت فرنسا الكثير من مفكريها وعبقريتها، فقد كان لتلك الحروب دور كبير تأخر النهضة والصناعة في فرنسا وسبق بريطانيا لها في ذلك، وقد كان سبب سبق بريطانيا وباقي الدول الأوروبية لفرنسا في الحضارة؛ هو هروب المفكرين والعباقرة الفرنسيين أصحاب المذهب البروتستانتي إلى ألمانيا وبريطانيا وهولندا وسويسرا والتي عَملت تلك الدول على الاستفادة من خبراتهم في تطورها الحضاري والصناعي والثقافي.


شارك المقالة: