ما هي الديانات والمعتقدات في العصر الفرعوني؟

اقرأ في هذا المقال


الديانات والمعتقدات في العصر الفرعوني

حاول المصريون القدماء التقرب من القوى المسيطرة ليس فقط على حياته بل وأيضاً مسيطرة على الظواهر البيئية، ومنذ الآف السنين لم يكن للإنسان إلا الخضوع للبيئة التي عاش فيها؛ لأنها كانت بنظرهم قاسية وقوية، ومن هنا بدأت الأسئلة عن هذه القوى ومن خالقها والمسيطر عليها؟

الدين والمعتقدات

كثرت الأسئلة عند المصريون القدماء حول صناعة الخلق والمسيطر على قوته فصاروا يبحثون في الظواهر من حولهم، فرأوا ذلك أولاً في الشمس؛ فهي دائمة عبر الأجيال ولا تموت فلا بدّ أنها هي الإله الذي يسكن السماء، وحاولوا تفسير نشأة الكون من قرص الشمس فاعتقدوا أن الكون كان منذ القدم عبارة عن مياه أزلية وأن قرص الشمس خرج من المياه أولاً، وعند خروجه خلق الكون بما فيه من أحياء.

ولم يكتفوا بهذا التفكير فقط بل اعتقدوا أن رحلة الشمس خلال الليل هي رحلة الموتى اليومية التي ترشدهم إلى طريقهم في العالم الآخر، وبمرور الزمن بدأت الفكرة تصل إلى التوحيد عندما قام الملك أخناتون بعبادة الإله آتون، وبعد موته بقيت مصر تعترف بمكانة شامخة للآلهة مع بقاء الحرية لكل شخص باختيار الإله الخاص به وذلك حتى نهاية العصر الفرعوني.

هيئات الآلهة

عبد المصريون القدماء المئات من الآلهة وكان الأهم بينهم إله الشمس (رع)؛ لأنه باعتقادهم يبتلع كل ليل بواسطة إله السماء (نوت)، وخلال الليل يسافر رع عبر العالم الآخر وفي الصباح يولد من جديد، وأما عن أشكال آلهتهم فهي متعددة فمنها على شكل حيوان وآخر نصف بشري أو نصف حيواني ولكنها معظم أشكالها تصورت بأشكال حيوانية.

البعث

بنى المصريون القدماء المقابر والمعابد وملؤها بالأثاث الجنائزي؛ لظنهم أن الإنسان لا يموت ويقدسون فكرة الخلود، وجاءت هذه الفكرة من خلال ملاحظتهم لنهر النيل وفيضانه الذي يأتي كل عام ويجلب الحياة للأرض معه، بالإضافة لفكرة لذهاب الشمس وقدومها؛ بالشروق الولادة وبالغروب الموت، وأن الشمس في النهار تأتي لتغير عالم الأحياء وفي الليل تغير عالم الأموات.

كما أنهم رأوا بأن النيل أيضاً يفصل بين العالمين فالأحياء يعيشون في الضفة الشرقية وبنوا فيها مساكنهم وبيوتهم، وأما الضفة الغربية كانت زاخرة بالمقابر والأهرامات.

محكمة الموتى

كان المصريون القدماء يعتقدون أن الإنسان بعد وفاته يمر برحلة صعبة وخطيرة حتى يصل إلى هدفه وهو البعث من جديد، ومن هذه الصعوبات أنه يتعرض لمحاكمة يكون القاضي فيها أوزير، وقبل الوصول للمحكمة يجتاز العديد من البوابات وعند كل بوابة يلقي عندها تعاويذ ويجيب على العديد من الأسئلة التي توجه إليه من قبل أرباب العالم السفلي عند لقائهم.

العقيدة الآتونية

ظهرت هذه العقيدة في عصر الملك إخناتون والتي تنص على فكرة التوحيد أي عبادة إله واحد هو آتون وكانت صورته على هيئة قرص الشمس وينتهي بأيد بشرية تمسك بعلامة العنخ، وكان القرص مزيّن بحية الأوريوس والأيدي ترمز إلى أن الشمس تعطي الإنسان الحياة وكل ما هو طيب.

ومن الناحية السياسية أحدثت العقيدة الآتونية صداماً بين إخناتون والكهنة مما أدى لانتقال الكثير منهم وهجرتهم إلى النوبة؛ لأنهم كانوا يؤمنون بعبادة آمون رع القديم، كما أن الملك اهتم فقط بهذه العقيدة وانصرف عن الاهتمام بشؤون البلاد، وانتهت هذه العقيدة بانتهاء الملك إخناتون ورجعت عقيدة آمون مرة أخرى على يد الكهنة.

الكتب الدينية

ظهر في عصر الدولة الحديثة العديد من الكتب الدينية المختلفة وهي عبارة عن نصوص سحرية وتعاويذ تشرح المراحل المختلفة التي يمر بها الميت بعد وفاته والاختبارات التي يمر بها حتى يصل إلى جنة أوزير، ومن أهم هذه الكتب:

  • كتاب الموتى ونصوصه: ليزود الموتى بكل ما يمكن أن يسعده في رحلته إلى العالم الآخر.
  • كتاب البوابات: وهو يصف خطوات سير الشمس خلال 12 ساعة الليلية.
  • كتاب الأرض: ظهرت أول نسخة كاملة منه في مقبرة رمسيس السادس وكان له ارتباط بالأرض.
  • كتاب الكهوف: يعتمد هذا الكتاب بشكل كبير على الحساب والعقاب في الحياة الأخرى والقضاء على أعداء إله الشمس نهائياً.

الكا والبا

اعتقد المصريون القدماء بأن كل شخص له العديد من المظاهر والعناصر والعنصر الأضعف هو البدني لأنه يفنى ويموت، ومن أهم هذه العناصر:

  • الكا: وهي القرين والهيئة المزدوجة.
  • البا: وهي الروح وكانت تمثل على هيئة طائر برأس آدمي وبملامح تشبه ملامح وجه المتوفي.

المومياء

كان المصريون القدماء يحرصون على الحفاظ على المومياء بعد الموت وذلك عن طريق التحنيط ولفها بلفائف كتانية ووضع عدد كبير من التمائم في أماكن متفرقة من الجسد؛ وذلك حتى تحميهم من أي ضرر يقترب منهم، كما تتم تغطية الوجه بقناع ذهبي يصور ملامح المتوفي بمنتهى الدقة لتتعرف الروح عليه، وكانوا يكتبون عبارات سحرية على أطراف القناع لحماية الرأس من أي خطر، وبعد أن يتم لف الجثة تحفظ في أكثر من تابوت.

ذكرنا في هذا المقال الديانات والمتعقدات التي كانوا يؤمنون بها وبداية اختيارهم لعبادة الشمس بعد أن بدأوا يتفكرون بالخلق والخليقة.


شارك المقالة: