العشرية المعتدلة
العشرية المعتدلة: هي فترة حكم من تاريخ إسبانيا والتي كانت خلال حكم الملكة “إيزابيل الثانية” والتي كانت منذ عام 1844 ميلادي واستمرت لمدة عام، وتولى حزب الوسط المحافظ الليبرالي الحكم، وحاول خلال تلك الفترة الحزب المعتدل الحصول على الحكم، لكنهم لم يتمكنوا، وتم انتهاء تلك الفترة عندما قام الجيش الإسباني بالتمرد ضد الحكم.
حكم العشرية المعتدلة
في عام 1843 ميلادي بدأت إسبانيا تعاني من فراغ سياسي؛ وذلك بسبب قيام الحكومة الإسبانية بنفي الجنرال الإسباني “إسبارتيرو” من منصبه، الأمر الذي أدى إلى تولي مجلس الشيوخ السلطة وقيادة الدولة مكان البرلمان، وقام مجلس الشيوخ باتخاذ عدة قرارات منها وضع نسبة قليلة للقيام بالتصويت، بالإضافة إلى تعيين أعضاء جدد في بلدية مدريد.
تم في تلك الفترة إحراء الانتخابات وتم تشكيل تحالف بين الحزب المتقدم والمعتدل للدخول في البرلمان، إلا أنّ حزب المتقدمين حصل على نسبة عالية من المقاعد في البرلمان، وكانت الملكة “إيزابيلا الثانية” في ذلك الوقت تتجهز لتولي الحكم في إسبانيا، خلال تلك الفترة تمكن حزب الوسط من هزيمة حزب المتقدمين، الأمر الذي أدى إلى ضعف موقف الحكومة أمام الملكة والشعب وقاموا بالمطالبة بضرورة حل الحكومة والبرلمان وإجراء انتخابات جديدة.
مع الانتخابات الجديدة تم فوز حزب الوسط من جديد، الأمر الذي أدى إلى غضب حزب المتقدمين وأنصارهم وقيامهم تمردات، عند تولي الحكومة الجديدة الحكم في إسبانيا، انقسمت إلى قسمين، فقد كان قسم منهم يدعو إلى الإصلاح والعمل على قيادة الاقتصاد الإسباني إلى المستويات العليا، أما القسم الثاني فقد قرر بأنّ يبقى الوضع في إسبانيا على ما هو عليه دون تغيرات، بالإضافة إلى تقليص الدستور ومهمات التاج الملكي.
تم قسم الحكم الملكي والدستور بين الحكومة الليبرالية والملكة، حيث تم الاتفاق على إجراء الانتخابات وأنّ تقوم الملكة باختيار مجلس الشيوخ وتم الإعلان عن حقوق الشعب وعن حريات التعبير والصحافة والتي كان مجلس البرلمان هو من يقوم بإصدار تلك القرارات، ومع تلك القرارات التي تم إصدارها من قٍبل حزب الوسط والحكومة الليبرالية، بدأ الحزب يعاني من انقسامات داخلية ووصل الأمر إلى تمردات وثورات للتخلص منه؛ ممّا أدى في النهاية إلى الإعلان عن انتهاء حكمه.