ما هي النظرية الفردية الاجتماعية؟
إن توظيف مثل هذا النوع من النظريات هو شائع للغاية، فعلى سبيل المثال من المعتاد أن يكون النجاح والرسوب في التعليم مجرد انعكاس للذكاء، أي أن الأولاد الأذكياء ينجحون والأطفال غير الأذكياء يرسبون.
والمجرمين غالباً ما يتم النظر إليهم على أنهم أناس ذو شخصية معينة، وعادة ما يتم النظر إليهم على أنهم أفرد ليس لديهم الوازع الأخلاقي، وينقصهم أي شعور حقيقي بالصواب والخطأ، والأشخاص العاطلين يتم كذلك إدانتهم على أنهم يخجلون من العمل، وأنهم كسالى أو أنهم متطفلين، أي أنهم أشخاص ليس لديهم كفاءة ولكنهم يحصلون على أشياء دون تقديم شيء.
ويتم النظر إلى الانتحار على أنه تصرف من الشخص غير المستقر، فهو تصرف يتم اللجوء إليه على حد تعبير المحققين في مثل تلك القضايا، عندما يتم اختلال توازن العقل، وهذا النوع من التفسير يبدو جذاباً لكثير من الناس وقد ثبت أنه تفسير مرن في النقد الاجتماعي، ولكن بتدقيق النظر فيه يتضح أنه خاطىء بشدة.
حيث إذا كان الاتجاه التعليمي هو ببساطة انعكاس للذكاء، فما هو السبب في أن الأطفال القادمين من المنازل التي يعمل أصحابها في الصناعات اليدوية يتم مقارنتهم بشكل سيء باﻷطفال القادمين من منازل الطبقة المتوسطة، ويبدو الأمر خالياً من العقلانية إذا افترضنا أن القيام بعمل وظيفة معينة بدلاً من الأخرى من المحتمل أن يحدد ذكاء الطفل.
ويجب أن يتأثر الإنجاز في التعليم بطريقة ما بالخصائص الخاصة بخلفية الطفل، وعلى قدم المساواة، فإن الحقيقة التي ترى أن غالبية الناس المقتنعين بالجريمة يأتون من فئات اجتماعية معينة يجب أن تشكل في نظرية الشخصية الناقصة (الشخصية المعيوبة)، ومعدل الاقتناع بذلك يكون أعلى عند الذكور الصغار (الشباب)، وخصوصاً من السود الذين يأتون من الطبقة العاملة أو العاطلين.
فهل يمكننا أن نعتقد حقاً أن الشخصيات المجرمة من المحتمل أن يرتكزوا في مثل تلك الفئات الاجتماعية؟ وكما هو الحال في حالة الإنجاز التعليمي فمن الواضح أن الاقتناع بالمجرمين يجب أن يتأثر إلى حد ما بالعوامل الاجتماعية، لذا فإن النظريات الاجتماعية تشترك في تركيزها على الطريقة التي تؤكد أن الاعتقاد الإنساني والسلوك الإنساني هما نتاج المؤثرات الاجتماعية.