ما هي الهند الصينية الفرنسية؟

اقرأ في هذا المقال


الهند الصينية الفرنسية:

الهند الصينية الفرنسية: هي جزء من أراضي الإمبراطورية الفرنسية التي كانت موجودة في الشرق والجنوب من قارة آسيا، والتي ضمت كمبوديا ولاوس والصين وفيتنام، واستمرت تلك الدول تحت سيطرة الإمبراطورية الفرنسية حتى تم سقوطها في الحرب العالمية الثانية، ومن ثم قامت فرنسا الفاشية بحكمها بمساعدة اليابان، وتمكنت الفلبين في عام 1949 ميلادي من حصولها على الاستقلال.

تأسيس الهند الصينية الفرنسية:

مع بداية القرن السابع عشر ميلادي بدأت فرنسا بنشر المسيحية في أراضي فيتنام، وفي القرن التالي بدأت فرنسا وبعض الدول الأوروبية بالتجارة على أراضي فيتنام، وكانوا يقومون بنشر الديانة المسيحية بطريقة سلسة، كما قامت فرنسا بمساعدتهم باسترجاع أراضيها التي فقدتها في الحرب، وقام الكثير من المتطوعين الفرنسيين بالوقوف إلى جانبهم والعمل على مساعدتهم بالنهوض في اقتصادها، وكان لذلك الأمر دور كبير في الترحيب الفيتنامي للوجود الفرنسي على أراضيها.

مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي بدأت فرنسا تسيطر وتفرض قوتها على فيتنام وأصبح المبشرين المسيحيين لهم دور كبير في التأثير على الحياة السياسية والاجتماعية فيها، وكانت فرنسا تبرر ذلك بأن هذا العمل لصالح حمايتهم، ورأت فيتنام بأنّ فرنسا تمادت كثيراً في التدخل في الشؤون الفلبينية، وأنّ لذلك الأمر أثر كبير في التأثير على الحياة السياسية الفيتنامية، حاولت فرنسا الدخول في حل سلمي معها لكنها رفضت السلام وكانت تطالب فرنسا بالخروج من أراضيها، لكن فرنسا رفضت الطلب الفيتنامي هذا.

مع استمرار رفضها لاستمرار الاتحاد مع فرنسا لم يكن لدى فرنسا سوى حل واحد وهو الهجوم عليها، فقام الإمبراطور نابليون بإصدار الأوامر بغزوها ووضعها تحت حكم الإمبراطورية الفرنسية، بعد ذلك قامت فرنسا بإرسال الطائرات الحربية وضربت المدن الفيتنامية وعَملت على تدميرها، وقامت القوات العسكرية الفيتنامية التصدي للهجوم الفرنسي، حاولت فرنسا مرةً أخرى عقد السلام مع فيتنام، لكنها بقيت رافضة للأمر؛ ممّا دفع فرنسا إلى تشديد هجومها؛ ممّا أجبرها ذلك الاستسلام.

مع استسلام فيتنام أمام فرنسا، قامت بإصدار الأوامر على الأراضي الفيتنامية ومنها، اعتماد الديانة المسيحية الكاثوليكية في أراضيها، وفتح الطرق التجارية، كما تم إجبارها على التنازل عن بعض المقاطعات لصالح الإمبراطورية الفرنسية، كما طالبت بالتعويض المالي عن الحرب التي خاضتها فرنسا ضدها والتي لم يكن بنية فرنسا الدخول فيها، مع تنازل فيتنام عن بعض مقاطعاتها لصالح فرنسا، تم إصدار القرار بعدم التدخل الفلبيني في تلك المقاطعات وأنها تابعة للحكم الفرنسي.

لم تكتفي فرنسا بالمقاطعات التي استولت عليها من فيتنام، فقامت بطلب ثلاثة مقاطعات أخرى، وتمكنت فرنسا من خلال تلك المقاطعات تشكيل استعمارية فرنسية، والتي كانت توجد في الجنوب الفيتنامي، وأصبح بذلك جنوب فيتنام خارج عن حكمها وسيطرتها، في ذلك الوقت كانت كمبوديا واقعة تحت الحماية التايلاندية، فقامت تايلاند بالتخلي عن كمبوديا؛ ممّا دفعها إلى طلب الحماية الفرنسية على أراضيها، وافقت فرنسا بالطلب الكمبودي مقابل تنازل كمبوديا عن بعض مقاطعاتها لصالح فرنسا.

خاضت فرنسا بعد ذلك حرباً ضد الصين وتمكنت من هزيمتها، وسيطرت على باقي المقاطعات في شمال فيتنام؛ ممّا جعل فرنسا تستولي على كافة أراضي الشمال الفيتنامي، في ذلك الوقت خاضت فرنسا حرباً ضد مملكة سيام، وكانت المملكة تعاني من الضعف، الأمر الذي سهل على فرنسا السيطرة عليها بسرعة كبيرة، وكان الثوار الفيتناميين يقومون بالتصدي للهجوم الفرنسي، لكنهم من يتمكنوا من الصمود.

وبدأت الصراعات الفرنسية بعد ذلك مع لاوس، وذلك عندما قامت فرنسا بالطلب من قنصل بانكوك بخضوع لاوس إلى الحكم الفرنسي، لكن القنصل رفض الطلب الفرنسي، وكانت لاوس محتمة بالحكومة البريطانية التي وعدتها الوقوف إلى جانبها وحمايتها، لكن بريطانيا لم تكن تنوي خوض حرباً ضد فرنسا، وكانت بداية الصراع عندما قام أحد حكام لاوس بطر بعض التجار الفرنسيين، الأمر الذي أغضب فرنسا ودفعها لشن حرباً على لاوس، قامت فرنسا بالطلب من مملكة سيام تنفيذ الأوامر وإلا سوف يتم تدمير أراضي المملكة.

مع رفض مملكة سيام تنفيذ أوامر فرنسا، قامت بإرسال قواتها العسكرية وتم فرض الحكم الفرنسي على تلك الأراضي، وقامت فرنسا بعد تشكيل اتحاد إمبراطورتيها الاستعمارية بوضع الحكام المحليين، والذين كانوا مجرد حكام شكلين بإدارة أمور دول المستعمرة الفرنسية تحت الإشراف الفرنسي،


شارك المقالة: