اليونان البيزنطية:
يعود تاريخ اليونان البيزنطية إلى الإمبراطورية البيزنطية، ففي عام 146 قبل الميلاد أصبحت شبه الجزيرة اليونانية محمية تابعة للإمبراطورية الرومانية، وقامت اليونان في تلك الفترة بإلحاق أراضيها إلى الإمبراطورية الرومانية، وأصبحت مدن اليونان تابعة في حكمها إلى روما، وفي عام 88 قبل الميلاد قامت المدن اليونانية بالتمرد والقيام بالثورات ضد حكم الإمبراطورية الرومانية، إلا أنِّ تلك التمردات لم تنج، حيث تم سحقها من قِبل الرومان، وأدت الحروب الرومانية الأهلية بعد ذلك إلى تدمير اليونان.
تاريخ اليونان البيزنطية:
خلال فترة حكم الإمبراطورية الرومانية لليونان، عانت الإمبراطورية الرومانية للكثير من الحروب الأهلية والصراعات الداخلية على حكم الإمبراطورية؛ ممّا أدى ذلك إلى إحداث الخراب في المدن اليونانية التابعة للإمبراطورية الرومانية، وبقيت حال اليونان كذلك حتى عام 27 قبل الميلاد وتولى الإمبراطور أغسطس الحكم وقام بتنظيم الجزيرة، كانت اليونان في تلك الفترة تعتبر مقاطعة رومانية، فقامت الإمبراطورية الرومانية بإرسال الرومان لبناء مستعمرات رومانية في المدن الرومانية وكانت مدينة أثينا أول المدن اليونانية التي قام الرومان ببناء المستعمرات فيها وعملوا على بناء المباني والقلاع فيها.
خلال فترة حكم الإمبراطورية الرومانية لليونان بقيت اليونان محافظة على ثقافتها وحضارتها، وكانت اللغة الإغريقية هي اللغة المستخدمة في اليونان، وكما كانت الطبقة الأرستقراطية وطبقة النبلاء في روما يتحدثون باللغة الإغريقية، وتأثرت الإمبراطورية الرومانية بالثقافة والحضارة اليونانية، كما تميزت اليونان بوجود الكثير من العلماء والمفكرين والذين كان لهم تأثير في الشعب الروماني، وأخرجت اليونان أهم الكتب في أوروبا والتي كان يتم كتابتها باللغة الإغريقية، وقد أعجب الحاكم الروماني بالكتاب اليونانيين وقام بتكريمهم وإعطائها مكانة مهمة في الإمبراطورية الرومانية.
مع بداية القرن الثاني ميلادي تم تقسيم اليونان إلى أربعة مقاطعات وهي: مقاطعة مقدونيا، تراقيا، أخايا، إبيروس، ومع نهاية القرن الثالث ميلادي تم تحويل منطقة البلقان الغربية إلى منطقة رومانية، وخلال تلك الفترة كان الإمبراطور أغسطس الأول حاكماً للإمبراطورية الرومانية وأصبحت اليونان جزءًا من مقدونيا، خلال تلك الفترة تعرضت اليونان للكثير من الغزوات من قِبل القبائل المهاجرة والمجاورة للإمبراطورية الرومانية، وكانت قبائل القوط الغربيين من بين القبائل التي قامت بغزو اليونان وحاولت السيطرة عليها، وبقي القوط الغربيين مسيطرين على اليونان لفترة، حتى تم طردهم منها في القرن الرابع ميلادي.
قامت قبائل الآرك بعد ذلك بغزو اليونان وتمكنوا من السيطرة عليها، وقامت الإمبراطورية الرومانية بالوقوف إلى جانب اليونان وعملت على إخراجهم منها، ومن ثم قامت قبائل القوط الغربيين والآريك بالخروج من اليونان والذهاب إلى إيطاليا، وقامت تلك القبائل بتلك الفترة بالعمل على تدمير مدينة روما، من ثم قامت قبائل القوط الغربيين وقبائل الآرك بتأسيس الإمبراطورية القوطية الغربية في فرنسا وفي شبه الجزيرة الأيبيرية، وبقيت تلك الإمبراطورية قائمة حتى عام 711 ميلادي، حيث قام العرب بالقدوم إلى المناطق التي توجد فيها الإمبراطورية الرومانية واليونان، وقام العرب بخوض عدة صراعات في المنطقة.
خلال تلك الفترة بقيت اليونان جزءاً من الجزء الشرقي للإمبراطورية الرومانية، فقد كانت الإمبراطورية الرومانية تسودها الأفكار والعادات القديمة، على عكس شبه الجزيرة الإغريقية التي كانت أكثر المناطق ازدهاراً ومن ثم تبعتها الإمبراطورية الرومانية الشرقية في الازدهار، حيث تمكنت خلال ذلك التاريخ من القضاء على الجوع والفقر والتخلف التي تركها البرابرة خلفهم أثناء حكمهم في المنطقة، وبقيت اليونان مزدهرة منذ بداية القرن الرابع ميلادي حتى القرن السابع ميلادي، حيث اعتبرت اليونان من أكثر المدن المزدهرة اقتصادياً في منطقة الشرق الأوسط خلال تلك الفترة.
تمكن العرب أثناء عمليات غزواتهم من السيطرة على المدن الواقعة تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية، حيث قام العرب بالسيطرة على مدينة سالونيك والقسطنطينية، ورغم تلك الغزوات بقيت شبه الجزيرة الإغريقية هي أهم المناطق في الإمبراطورية البيزنطية التي تتمركز فيه الديانة المسيحية، وتمكنت شبه الجزيرة الإغريقية بعد ذلك التعافي من الغزوات التي كانت تتعرض لها، وتمكنت من استعادة ثرواتها التي تم سلبها منها وبقيت كذلك حتى تم سقوطها بيد الإمبراطورية العثمانية.
في عام 493 ميلادي قام القوط الشرقيين بغزو اليونان وكانت اليونان في تلك الفترة تابعة لمقدونيا، ومن ثم تعرضت اليونان لغزوات البلغاريين، وأثناء الغزوات البلغارية المتكررة قامت الإمبراطورية البيزنطية ببناء الجدران والقلاع لحماية اليونان من هجماتهم، وفي عام 579 ميلادي تعرضت اليونان لغزوات السلاف، إلا أنِّ البيزنطيين قاموا بإخراجهم من اليونان ووضعهم في مناطق منفصلة وأطلق عليم اسم الصقالبة، وكانت الإمبراطورية البيزنطية تستخدمهم للمشاركة في حروبها.