مملكة هانوفر:
تأسست مملكة هانوفر بعد انتهاء الحروب النابليونية، وتمكنت بريطانيا في ذلك التاريخ من استعادة مملكة هانوفر إلى اتحادها والذي كان يضم بريطانيا وأيرلندا وإنجلترا، فقد تم تأسيسها بعد عقد مؤتمر فيينا والذي تم من خلاله تأسيس مملكة هانوفر، وقامت عائلة “آل هانوفر” البريطانية بحكم المملكة.
تاريخ هانوفر:
يعود تاريخ هانوفر إلى العصور الوسطى، وقد تميزت بالموقع المرتفع والمحاط بالأنهار، الأمر الذي ساعدها بعدم التعرض للفيضانات؛ ممّا أكسبها ذلك أهمية كبيرة وجعل الجميع يسعى في السيطرة عليها، ومع نهاية العصور الوسطى بدأت هانوفر بالتقدم والاتساع، وأصبحت من أهم المدن التجارية؛ ممّا دفعها إلى بناية القلاع والحصون لحماية أراضيها من الغزوات، وقامت ببناء القصور التي كان ملوك بريطانيا وإنجلترا يأتون للإقامة فيها، وكما اختلط سكان هانوفر بالشعب البريطاني؛ ممّا جعلهم يكسبون عاداتهم وقوانينهم.
مع قدوم بريطانيا إلى هانوفر أصبحت العلاقة بينهم أقوى، فقام الملك “جورج الأول” بتولي الحكم على هانوفر واعتبرها جزء من المملكة البريطانية على الرغم من أنها تعتبر جزء من أراضي ألمانيا، ومع بداية القرن السابع عشر ميلادي أصبحت هانوفر بمساعدة بريطانيا تصبح أكثر توسعاً وأصبحت من أقوى المناطق الصناعية، الأمر الذي ساعدها لتبقى من أهم الولايات في الإمبراطورية الألمانية.
تأسيس مملكة هانوفر:
خلال فترة العصور الوسطى كانت مملكة هانوفر تقع ضمن أراضي الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكانت في ذلك التاريخ تشكل اتحاد بين عدد من الدوقيات البريطانية، وفي عام 1714 ميلادي تم تتويج الملك “جورج الأول” ملكاً على بريطانيا والذي قام بتشكيل اتحاد بين بريطانيا ومملكة هانوفر، وكانت بريطانيا قبل ذلك التاريخ خاضت حروباً فقامت عائلة “آل هانوفر” بالوقوف إلى جانب البريطانيين في الحرب؛ ممّا جعلهم ذلك إلى تشكيل تحالف مع بريطانيا وتشكيل دولة واحدة.
عند بداية الحروب النابليونية، تعرضت مملكة هانوفر إلى غزو فرنسا وبروسيا، فقامت بضمها إلى أراضيها، ومن ثم قامت فرنسا بغزو وتمكنت من السيطرة عليها، وتعرضت مملكة هانوفر بعد ذلك إلى غزو روسيا وسيطرت عليها، وبقيت مملكة هانوفر تحت الاستعمار الروسي لفترة طويلة، حتى تمكنت من الحصول على الاستقلال بعد خوضها الكثير من المعارك، وتم بعد ذلك عقد مؤتمر فيينا والذي تم من خلاله إعلان هانوفر كمملكة مستقلة يحكمها أمير، وتم اختيار الملك البريطاني “جورج الثالث” ملكاً لها.
عندما تمت عملية تأسيس مملكة هانوفر، أصبحت تتوسع بشكل كبير وأصبحت من أكبر الولايات الموجودة في ألمانيا، على الرغم من كون الملك “جورج الثالث” كان هو الملك لبريطانيا وكانت مملكة هانوفر تحت سيطرته، لم يكن يهتم بإدارة أمورها وزيارتها وكان نائبه هو من يتولى إدارتها، وكانت مملكة هانوفر تابعة لأنظمة وقوانين بريطانيا، فكانت تمنع تولي الإناث الحكم فيها، على الرغم من بريطانيا كانت تطبق نظام حكم الإناث فيها.
في عام 1837 ميلادي تم تتويج الملكة فيكتوريا ملكة على بريطانيا، الأمر الذي عَمل على إنهاء الاتحاد بين بريطانيا ومملكة هانوفر، فقام أبن الملك “جورج الثالث” بحكمها، وبدأت بعد ذلك الحرب النمساوية البروسية، فقررت مملكة هانوفر عدم المشاركة في الحرب وأن تبقى في موقف حيادي، ومن بدأت الولايات الألمانية بعقد تصويت ضد بروسيا، فقامت مملكة هانوفر بالتصويت ضد بروسيا؛ ممّا أدى إلى قيام بروسيا إعلان الحرب عليها، فتمكنت بروسيا من الانتصار عليها وضمتها إلى مملكتها.
على الرغم من ضم بروسيا مملكة هانوفر إلى أراضيها، إلا أنّها بقيت ضمن أراضي الإمبراطورية الألمانية، لم يوافق ملك هانوفر على حكم بروسيا لمملكته، فقام بالذهاب إلى هولندا والتي كانت تضم الموالين له، وقام بتأسيس قوات عسكرية لخوض حرب ضد بروسيا والتخلص من حكمها، وتم تأسيس حزب هانوفر الألماني والذي كان يطالب بحصول مملكة هانوفر على استقلالها داخل الإمبراطورية الألمانية.
في عام 1946 ميلادي بدأت مملكة بروسيا بالانهيار، الأمر الذي ساعد مملكة هانوفر الحصول على الاستقلال، وتم عقد اتفاقية بريطانية ألمانية بإعادة تأسيسها والاعتراف بها كدولة منفصلة ذات حكم ذاتي، لكن فترة استقلالها لم تدم طويلاً، وعند بدء الحرب العالمية الثانية عاشت مملكة هانوفر أصعب الأوقات؛ وذلك لأنها كانت ضمن المناطق التي يدور فيها الصراع، فعند بدء الحرب تم تدمير المباني والتي احتاجت فترة طويلة لإعادة بنائها، كما تعرضت للهجرات من قِبل المناطق التي تعرضت للدمار.