ما هي حرب الاستقلال الإيطالية الثالثة؟

اقرأ في هذا المقال


حرب الاستقلال الإيطالية الثالثة: هي حرب حدثت بين النمسا وإيطاليا خلال فترة خوض النمسا حرباً ضد بروسيا وخلال فترة استعمار الإمبراطورية النمساوية لإيطاليا، قامت إيطاليا حينها بالعديد من الثورات والتمردات ضد ذلك الاستعمار، حيث قام في بداية الاستعمار مجموعة من الثوار الإيطاليين ضد ذلك الاستعمار وكما قامت إيطاليا بالتحالف مع بعض الدول الأوروبية لمساعدتها بتخلص من استعمار النمسا.

حرب الاستقلال الإيطالية الثالثة:

في عام 1861 ميلادي قامت مملكة إيطاليا بتتويج الملك “فيكتور الثاني” ملكاً على إيطاليا، وبعد أن تم تتويجه لم يشمل حكمه جميع المدن الإيطالية؛ ممّا أدى ذلك إلى حدوث عدد من الصراعات السياسية داخل إيطاليا، فقامت إيطاليا في ذلك الوقت بعدة محاولات لإعادة ضم مدينة روما إلى إيطاليا وتخليصها من استعمار الإمبراطورية النمساوية، قامت إيطاليا بإرسال قواتها العسكرية ومجموعة من المتطوعين الإيطاليين إلى مدينة روما وحصل حينها عدة صراعات بين النمسا وإيطاليا، خلال ذلك الصراع تم أسر قائد القوات العسكرية الإيطالية هو وجنوده.

في ذلك التاريخ كان هناك عدة صراعات بين ألمانيا والنمسا؛ والذي كان بسبب سيطرة النمسا على بروسيا والتي كانت حينها تابعة لدولة ألمانيا؛ ممّا أدى ذلك إلى إتاحة الفرصة لإيطاليا لتقوم باستعادة مدينة فينيسيا من الاستعمار النمساوي، كما قامت إيطاليا بعقد تحالف عسكري مع بروسيا، فقامت إيطاليا بالمقاتلة ضد الجيش النمساوي على الجانب الجنوبي من الدولة، وقد كانت إيطاليا في تلك الفترة تتمتع بقوة عسكرية بحرية كبرى، مكنتها من هزيمة القوات النمساوية وإجبارها على سحب جنودها من المنطقة.

عندما بدأ الصراع بين النمسا وإيطاليا كانت إيطاليا حينها تعتمد على القوات العسكرية الموجودة في مملكة صقلية ومملكة سردينيا، إلا أن تلك القوات لم يتم تنسيقها بشكل كامل؛ وذلك بسبب المقاومات السابقة التي قامت إيطاليا بخوضها ضد النمسا، بالإضافة إلى أن بعض القوات الإيطالية اعتبرت الاستعمار النمساوي استعماراً قوياً ولا يمكن مقاومته، كما أنّ أسطولي مملكة صقلية ومملكة سردينيا كان بينهما عدة صراعات داخلية، كما كانت إيطاليا حينها أيضاً تعاني من ملك إيطاليا وبين رئيس الوزراء في إيطاليا، وقد أدت كل تلك الأمور إلى ضعف تشكيل القوات العسكرية الإيطالية المقاومة للاستعمار.

بعد أن تم التحالف الإيطالي والبروسي ضد الإمبراطورية النمساوية، قامت بروسيا ببدء هجومها على الولايات الألمانية المتحالفة مع النمسا، فقامت إيطاليا بعد هجوم بروسيا بإعلان الحرب على النمسا، حيث عَملت إيطاليا حينها على تقسيم قواتها العسكرية إلى قسمين، حيث قامت بإرسال القسم الأول إلى الغرب، أما القسم الثاني فتم إرساله إلى منطقة الجنوب، ودارت حينها عدة صراعات بين بروسيا والنمسا وإيطاليا، وقد حققت بروسيا حينها عدة انتصارات على النمسا؛ ممّا أدى ذلك إلى سحب قوات النمسا لقواتها العسكرية من إيطاليا وإرسالهم مدينة فيينا النمساوية.

خلال تلك الصراعات قام القائد الفرنسي “نابليون الثالث” بالسعي من أجل حل الخلاف بين النمسا وبروسيا، حيث كان ينص ذلك الصلح على فرض النمسا شروطاً على بروسيا، حيث قامت النمسا بالاشتراط بأن تبقى مدينة البندقية تحت سيطرتها، وصل ذلك الخبر إلى إيطاليا؛ ممّا جعلها ذلك الخبر الشعور بالخيبة وخاصةً بعد وقوفها إلى جانب بروسيا وعدم قدرتها على تحقيق أيّ انتصارات عسكرية، قامت إيطاليا بعد ذلك بالتخطيط من أجل خوض حرباً ضد النمسا وقد وضعت في عين الاعتبار تفوق الأعداد العسكرية النمساوية على القوات العسكرية الإيطالية.

بدأت التخطيطات الإيطالية بالعمل على حصار النمسا من أربع جهات وبدء القوات البحرية الإيطالية بعبور بحر البنادقة، فقد كانت إيطاليا خلال ذلك الهجوم تسعى باسترجاع مدينة البندقية كشرط من شروط السلام لديها، على الرغم من الانتصارات التي حققها الإيطاليون في البداية، إلا أنه تم هزيمتهم في نهاية الأمر؛ ممّا دفع ملك إيطاليا بإرسال أوامر إلى القوات العسكرية الإيطالية في الانسحاب، وقد فقدت النمسا في تلك الحرب إقليم فينيتيا؛ ممّا أدى ذلك إلى قيام النمسا بوقف الأعمال العدائية ضد إيطاليا كما قامت بعقد “معاهدة فيينا” مع إيطاليا في عام 1866 ميلادي.

بعد أن تمت معاهدة الصلح بين النمسا وإيطاليا، قامت النمسا بالتنازل عن مدينة البندقية لصالح فرنسا وقد قامت فرنسا حينها بالتنازل عنها لإيطاليا، كما قامت إيطاليا باستعادة التاج الحديدي الذي كان يرتديه الملوك الرومان، إلا أنّ مدينة روما بقيت خارج الحكم الإيطالي خلال تلك المعاهدة.


شارك المقالة: