حرب الاستقلال الإيطالية الثانية: هي حرب حدثت في إيطاليا والتي قد خاضتها جيوش نابليون الفرنسية بالتعاون مع مملكة سردينيا ضد الإمبراطورية النمساوية خلال فترة الاستعمار النمساوي الذي كان واقعاً على إيطاليا، كما خاضت إيطاليا عدة حروب للتخلص من ذلك الاستعمار، حيث أنّها خاضت أيضاً حرب الاستقلال الإيطالية الأولى والتي كانت ضد الإمبراطورية النمساوية، إلا أنها لم تتمكن من التخلص الاستعمار النمساوي حينها.
حرب الاستقلال الإيطالية الثانية:
بعد أن خاض الإيطاليون حرب الاستقلال الإيطالية الأولى ضد الإمبراطورية النمساوية وتعرضوا في تلك الحرب إلى هزيمة ساحقة، وَجد الإيطاليون حينها أنهم لن يتمكنوا من هزيمة النمسا دون وجود حليف لهم، في ذلك الوقت قامت إيطاليا بالسعي بإقامة علاقات مع باقي الدول الأوروبية، حيث قامت إيطاليا بالمشاركة في “حرب القرم” والتي كانت قائمة تلك الحرب بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية، فقد كان الهدف الرئيسي لمشاركة إيطاليا في تلك الحرب؛ هو أن تقوم بكسب ثقة الدول الأوروبية والحصول على دعمهم للتخلص من استعمار الامبراطورية النمساوية.
تم بعد ذلك عقد مؤتمر “السلام” في باريس، حاولت إيطاليا من خلال ذلك المؤتمر الحصول على استعطاف الدول الأوروبية وأنها تسعى بطل جهودها لكي يتم عملية توحيد إيطاليا، وَجدت خلال المؤتمر الكثير من المؤيدين لها لعملية التوحيد، قامت إيطاليا بطلب المساعدة من بريطانيا وفرنسا للتخلص من الاستعمار النمساوي، إلا أن كلا الدولتين كانتا متخوفتين من ذلك التدخل؛ وذلك خوفاً على علاقتهم مع الإمبراطورية النمساوية، في ذلك الوقت كان ملك مملكة سردينيا يقوم بالمحادثات مع “نابليون” ليقوم بمساعدته ضد الإمبراطورية النمساوية.
خلال تلك الفترة حاول أحد الثوار الإيطاليين القيام باغتيال القائد “نابليون الثالث”؛ ممّا أدى ذلك إلى تعاطف نابليون مع الحكومة الإيطالية والعَمل على مساعدتهم في الحد من تمرد الثوار في إيطاليا، قام نابليون حينها بعقد معاهدة تحالف سرية مع ملك مملكة سردينيا ضد النمسا، حيث تم الاتفاق بين النمسا وفرنسا على قيام فرنسا بمساعدة مملكة سردينيا في حال تعرضُّها لأي هجوم من قِبل الإمبراطورية النمساوية مقابل تنازل مملكة سردينيا عن بعض المدن في المملكة لصالح فرنسا، وقد كان لتلك المعاهدة ذات فائدة لكلا الدولتين وكما ساعدت تلك المعاهدة على إضعاف الإمبراطورية النمساوية.
على الرغم من تلك المعاهدة التي تمت، إلا أن ملك مملكة سردينيا الملك “كافور” لم يكن راضياً شكل كامل عن ذلك التحالف، فقد كان يرغب بمساعدة فرنسا له من دون تعرضه لأي هجوم نمساوي، حيث تعمد حينها بالقيام إلى عدة مناورات عسكرية على الحدود النمساوية؛ وذلك لكي تقوم فرنسا بالوقوف إلى جانبه ضد النمسا، وبعد قيام النمسا بالهجوم على مملكة سردينيا قامت فرنسا بالوقوف إلى جانب سردينيا في تلك الحرب، في تلك الأثناء قامت كلاً من النمسا وفرنسا ومملكة سيردينيا بتجهيز قواتها العسكرية استعداداً للحرب.
عند بدء الحرب لم تكن هناك أيّ قوات عسكرية فرنسية في إيطاليا، حاول نابليون نقل الجيش الفرنسية حينها عن الطرق السكك الحديدية وقد استغرق ذلك وقتاً طويلاً، في تلك الأثناء كان الصراع قائماً بين جنود النمسا وجنود سردينيا، حيث قامت القوات العسكرية النمساوية بهزيمة قوات مملكة سردينيا والتي كانت تعتبر قوات ضعيفة بالنسبة إلى النمسا، بقي الملك “كافور” بإنتظار القائد “نابليون” وقواته العسكرية لمساعدته في صراعهم ضد الإمبراطورية النمساوية، على الرغم من إنتصار النمسا، إلا أنها كانت حريصة كل الحرص ومستعدة لأي هجوم من قِبل فرنسا.
في تلك الأثناء صار القائد “نابليون الثالث” وجنوده حتى قاموا بالوصول إلى إيطاليا، في تلك الأثناء كانت النمسا حريصة على التقدم نحو القوات الفرنسية وحاولت الانتظار حتى تقوم القوات الفرنسية بمهاجمتها، وعند إلتقاء كلا الجيوش كانت القوات العسكرية النمساوية تفوق أعداد القوات العسكرية الفرنسية، إلا أن القوات الفرنسية حينها تمكنت من هزيمة القوات النمساوية في أول صراع بينهم، قام “نابليون” بعد ذلك بإرسال قواته العسكرية لتقوم بمحاصرة القوات النمساوية ومنعها من الحركة، وقد كانت تلك الخطة ناجحة؛ ممّا أدى ذلك إلى هروب القوات النمساوية خوفاً من القوات الفرنسية.
في تلك الأثناء استطاع نابليون من تحرير بعض المدن الإيطالية من الاستعمار النمساوي، وقد كان لذلك الانتصار أثر كبير على النمسا، حيث قامت النمسا بعقد هدنة مع “القائد نابليون” وقامت بالتنازل عن بعض المدن الإيطالية لصالح فرنسا والتي قامت فرنسا حينها بالتنازل عن تلك المدن لصالح مملكة سردينيا.