حرب العبيد الرومانية:
حرب العبيد الرومانية: هي مجموعة من الصراعات التي قامت بين الجمهورية الرومانية والعبيد المقيمين في أراضيها، حيث قام العبيد بالتمردات ضد استعباد الرومان لهم، وكانت بداية تلك الصراعات فاشلة، وكانت بدايتها في عام 135 قبل الميلاد في مملكة صقلية وانتهت بالفشل، ومن ثم قام تمرد آخر في عام 104 قبل الميلاد واستمر التمرد لمدة أربعة أعوام وقام على ثلاث مراحل.
أسباب حرب العبيد:
خلال فترة القرن الأول قبل الميلاد قامت روما بالكثير من الغزوات العسكرية وكانت تقوم بجلب العبيد من المناطق التي تقوم بغزوها، وكان يتم المتاجرة فيهم ليعملوا في المنازل والأعمال الحرفية، وعَمل معظمهم في المناجم والمزارع، فقد شكلت تجارة العبيد بالنسبة لروما مصدر للأموال وساعد في نهضة اقتصادها، قام الأسياد في الجمهورية الرومانية بمعاملة العبيد بكل قسوة، فلم يتم معاملتهم على أّنّهم بشر، وإنما كان يتم معاملتهم على أنّهم سلع يتم المتاجرة فيها ويتم قتلهم بكل وحشية.
كما تم تقسيم العبيد إلى عدة أقسام، فكانت طبقة العبيد الذين يعملون في المناجم أكثر العبيد الذين يتم تعذيبهم ويقومون بالأعمال الشاقة، الأمر الذي دفع العبيد إلى التمرد ضد الحكم الظالم وقاموا بالثورة وطالبوا بالحرية؛ ممّا دفع الجمهورية الرومانية إلى اعتبار تلك الثورات أعمال تخريبية في الدولة، وقامت بقمعها وزادت عملية تعذيبهم وقتلهم.
لتقوم بذلك التمردات ضد الظلم الذي كانوا يتعرضون له، وعلى الرغم من قوتهم وأعدادهم الكبيرة لم تحقق تمرداتهم النجاح؛ وذلك لعدم مقدرتهم مواجهة الجيش الروماني؛ بالإضافة إلى عدم وجود الأسلحة لديهم وافتقارهم للتدريب، لكنها كانت من الثورات التي أثرت في المجتمع الإيطالي.
في القرن الأول قبل الميلاد اشتهرت إيطاليا بلعبة المصارعة والتي كانت من أشهر الألعاب فيها، وكان يتم إحضار المصارعين من أسرى الحرب والمجرمين ويتم إدخالهم مدارس لتعليمهم المصارعة، في ذلك الوقت قام مجموعة من المصارعين بالهروب، وتم إرسال مجموعة من الجيش الروماني ليتم ملاحقتهم وتمكنوا من الفوز ولاذوا بالفرار، وقاموا بتشكيل مجموعات ثورية لمساعدة العبيد في الحصول على الحرية.
ومن ثم بدأ العبيد بالوصول إلى إقليم كامبانيا الإيطالي وقاموا بتخريبه ونهبه والذي كان مكاناً لإقامة أغنياء وقادة روما؛ ممّا أدى إلى خوف سكان المنطقة والطلب من الجمهورية الرومانية حل المشكلة والقضاء على التمرد، الأمر الذي دفعها إلى إرسال جنودها لمواجهة المتمردين وقتلهم، فقام الجنود الرومان بمحاصرتهم لفترة طويلة؛ وذلك من أجل محاولة استسلامهم في ظل نقص الطعام والأسلحة، ولم يكن لديهم التدريبات الكافية التي تمكنهم من خوض صراعاً ضد الرومان، ودار بعد ذلك صراع ليتم هزيمة الجيش الروماني، ومع استمرار انتصار المتمردين قام الكثير من العبيد بالانضمام إليهم وتزيد أعدادهم.
عندما قام العبيد بتكوين جماعات خاصة بهم حصل بينهم انقسام، فقد كانت هناك مجموعة تريد البقاء في إيطاليا والاستمرار بعمليات القتال والسرقة وكانت هناك مجموعة ترغب بالذهاب إلى جبال الألب والحصول على الحرية، لكن الهدف الرئيس كان لهم؛ هو القضاء على نظام العبودية، في عام 72 قبل الميلاد قام المتمردين العبيد بالتحرك إلى بلاد الغال وقاموا بأعمال التخريب والقتال، وكانوا يقاتلون حتى الموت كأنهم في حلبة مصارعة، حيث أنهم لم يكونوا يملكون الأسلحة ولم يكن لديهم القدرة خوض المعارك كجنود.
كانت معظم أعمال العبيد بشكل عشوائي، مع ازدياد التمرد حاول مجلس الشيوخ الروماني إيقاف التمرد بشكل سلمي، وخاصة مع عدم قدرة الجيش الروماني هزيمتهم، رفض المتمردون الحل السلمي وقام بجلب المزيد من المتمردين وقاموا بالاتفاق مع القراصنة والمرتزقة للقتال معهم مقابل المال، وعندما أخذ القراصنة المال قاموا بغدرهم وتخلوا عن الوقوف معهم، واستمر الصراع بين الجيش الروماني والمتمردين وتم قتل الكثير منهم وأصبحوا أقل عدداً وقوة، وتم محاصرتهم وقطع الإمدادات الغذائية عنهم.
تمكن الجيش الروماني قمع التمردات التي كانت قائمة في إسبانيا، ومن ثم توجهوا إلى إيطاليا، ليجدوا مجموعة من المتمردين ويحصل بينهم صراعات جديدة وقام الجيش الروماني بالطلب من الجمهورية الرومانية بإرسال المزيد من القوات العسكرية لهم، ليتم قتل معظم المتمردين في المعركة، كان لتلك الحرب أثر كبير على المجتمع الروماني، فقام مالكو العبيد بمعاملتهم بشكل أفضل وقاموا بالتقليل من أعداد العاملين في المزارع، وأصبح للعبيد الرومان حقوقاً يتم المطالبة بها عبر المحاكم.