حرب فيتنام
حرب فيتنام: هي مجموعة من الصراعات وقعت أحداثها في فيتنام وكمبوديا ولاوس منذ عام 1955 ميلادي استمرت حتى عام 1975 ميلادي وذلك عند سقوط سايغون.
أحداث من حرب فيتنام
شارك في الحرب فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية، وقام كلاً من الاتحاد السوفيتي والصين وعدد من الدول الشيوعية بدعم الجيش الفيتنامي الشمالي، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية وتايلاند وكوريا الشمالية وأستراليا وعدد من الدول التي كانت ضد الشيوعية، وقد تم اعتبار تلك الحرب بالحرب الغير أخلاقية، كما يطلق عليها اسم حرب الهندوصينية الثانية والحرب الأمريكية.
هناك عدة آراء مختلفة عن حرب فيتنام، ففي فيتنام الشمالية والجبهة الوطنية للمطالبة بتحرير جنوب فيتنام قالوا بأنّ تلك الحرب عبارة عن صراع ضد القوات العسكرية الأمريكية والتي تعتبر دولة استعمارية، كما تم وصفها بأنها واستمرار الحرب الهندوصينية الأولى والتي تم خوضها ضد فرنسا، أما حكومة فيتنام الجنوبية فقد رأت أنها عبارة عن حرب أهلية، بينما أمريكا فقالت تدخلت في الحرب؛ من أجل منع الشيوعيين من السيطرة على فيتنام الجنوبية والمنع من انتشارها.
مع بداية عام 1950 ميلادي أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من المستشارون العسكريون إلى الهند الصينية الفرنسية، وقامت بدعم فرنسا في حرب الهندوصينية الأولى، وأطلقت الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام، وهي عبارة جبهة تكونت من الشيوعيين فيتنام الجنوبية وقوات عسكرية من شمال فيتنام، وقد كانت عبارة عن صراع مسلح وكان معظم المشاركين فيها يملكون الأسلحة.
مع بداية عام 1964 ميلادي أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية المزيد من القوات العسكرية وكانت في كل فترة تقوم بزيادة الأعداد وكانت أحداث الحرب تسير في بطؤ، وكان أمريكا وفيتنام الجنوبية تتصف بالتفوق الجوي من حيث الصراعات وكانت تقوم بالكثير من أعمال التدمير والقتل، وكانت تستخدم الضربات المدفعية.
عند بدء الحرب قامت الولايات المتحدة بقصف مناطق واسعة شمال فيتنام، وبدأت القوات الأمريكية بالانسحاب من الحرب، وذلك من أجل إنهاء مشاركتها في الحرب، كما رغبت فيتنام الجنوبية إنهاء التدخل الأمريكي وقررت العمل على تدريب جنودها، وخلال تلك الفترة زادت قوة الجيش الفيتنامي الجنوبي بعد أنّ كانت فترة مهملة لعملية التدريب، وأصبح كل تركيزها على القوة النارية.
كما تم في تلك الفترة انخفضت المعنويات لدى القوات الأمريكية، وبدأ الجيش الأمريكي بعمليات العصيان ضد الدولة، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إصدار أوامر إرجاعهم إلى البلاد لإنقاذهم، مع بداية عام 1969 ميلادي بدأت العمليات العسكرية للجبهة الوطنية التي تقوم بتحرير جنوب فيتنام بالتراجع.
وفي بداية الصراع كان سلاح الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام جيش فيتنام الشمالية قدي، ولكن مع بداية عام 1970 ميلادي بدأ الأمر بالتغير، حيث أصبحت الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام، لم يكن جيش فيتنام الشمالية حينها يمتلك أحدث الأسلحة الحديثة، وخلال تلك الفترة أصبح جيش فيتنام الشمالية يحتل المرتبة الخامسة في العالم من حيث القوة أما جيش فيتنام الجنوبية فقد كان يحتل المرتبة الرابعة.
في عام 1973 ميلادي تم عقد مؤتمر باريس للسلام، وعلى الرغم من ذلك بقي الصراع مستمر وأطلق على تلك الحرب اسم حرب الأعلام وحاولت فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية السيطرة على الأراضي وتم الاتفاق على عملية عدم إطلاق النار وعلى الرغم من ذلك استمر القتال بين الطرفين.
سبب قيام حرب فيتنام
في عام 1859 ميلادي قامت فرنسا بمجموعة من الغزوات على فيتنام واستمرت تلك الحملة حتى عام 1885 ميلادي، في تلك الفترة أصبحت فيتنام كلها جزء من الهند الصينية الفرنسية، وقامت الحكومة الفرنسية بمجموعة من التغييرات السياسية والاقتصادية المهمة في فيتنام وذلك حسب النظام الذي كان متبعاً في أوروبا، وحتى الحرب العالمية الثانية بقيت فرنسا مسيطرة على تلك المستعمرات، وقد أدت حرب اليابان والتي كانت فيها اليابان مسيطرة على المحيط الهادي إلى غزو الهند الصينية الفرنسية.
استغلت اليابان الموارد الطبيعية الموجودة في فيتنام والتي كانت تستخدمها في حملاتها العسكرية في المستعمرات البريطانية الموجودة في الهند الصينية من بورما والهند، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي والصين بدعم حركة الفيت والتي كانت ضد الاحتلال الياباني.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية واستسلام اليابان، قررت فرنسا استرجاع مستعمرة الهند الصينية الفرنسية والتي كانت تابعة لها في السابق، وأرادت السيطرة على فيتنام فقامت بالتمرد عليها، وخلال تلك الفترة وزادت أعمال العنف التي قامت بها حركة الفيت ضد حكم فرنسا؛ ممّا أدى إلى قيام الحرب الهندوصينية الأولى بين فرنسا والقوات العسكرية المؤيدة لحركة الفيت.
في تلك الفترة بدأت الحرب الباردة وكانت متداخلة مع الحرب الهندوصينية الأولى، فقامت الصين والاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية بدعم فيتنام الديمقراطية والتي كانت عاصمتها هانوي، أما الولايات المتحدة، وفرنسا وبريطانيا قدمت الدعم لدولة فيتنام والتي كانت عاصمتها سايغون، ووقعت الحرب الكورية في عام 1950 ميلادي وخلال ذلك تم الاتفاق في الولايات المتحدة الأمريكية بأن الحرب في الهند الصينية يتم إدارتها من قِبل الاتحاد السوفيتي وأنّ ذلك يؤدي إلى انتشار الشيوعية.
خلال قيام الحرب قامت الصين بإرسال الأسلحة والمستشارين العسكريين للقيام بمساعدة حركة الفيت، كما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم المساعدات والخدمات والخبرات لفرنسا، كما كانت نسبة كبيرة من تكلفة الحرب تقع على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية.
بدأت بعد ذلك المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا؛ من أجل استخدام ثلاثة من الأسلحة النووية، وعلى الرغم من اختلاف الآراء حول استخدام الأسلحة النووية، إلا أنّ أمريكا نوت على استخدامها لكي تقوم بدعم فرنسا، كما تم الطلب من بريطانيا المشاركة العسكرية في الحرب، لكنها رفضت إدخال نفسها في حرب ليس لها فيها صلة، في الوقت الذي رأت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها متورطة في حرب آسيا، وكانت التقديرات تقول بأنّ نجاح فرنسا صعباً في الحرب.
خلال تلك الفترة قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال الرحلات الاستطلاعية لمساعدة القوات الفرنسية، ولم تستطيع فرنسا الاستمرار في الصراع وفي عام 1954 ميلادي أعلنت استسلامها، ليكون ذلك القرار أدى إلى نهاية دورها في حرب الهند الصينية وتم عقد مؤتمر جنيف والذي تم الاتفاق فيه على وقف إطلاق النار بين الطرفين.
تم عقد مؤتمر جنيف وتم من خلاله تم تقسيم فيتنام إلى قسمين، وفي عام 1956 ميلادي تم إجراء الانتخابات والتي تم من خلالها تأسيس حكومة واحدة والعمل على توحيد فيتنام، وكان “هو تشي منه” يريد استمرار في الحرب في الجنوب، لكن الصين رفضت ذلك واقنعته بأنه يمكنه أنّ يوحد فيتنام ويسيطر عليها عند قيام الانتخابات، لكن رئيس فيتنام الجنوبية ألغى الانتخابات؛ وذلك بسبب خوفه من فوز الشيوعية، وحسب مؤتمر جنيف تم منح السكان حرية التنقل بين الدولتين وتم إعطاؤهم مهلة ثلاث مئة يوم.
خلال ذلك الوقت هرب قرابة مليون شخص من فيتنام الشمالية إلى فيتنام الجنوبية، والذين كان معظمهم من الكاثوليك؛ وذلك بسبب خوفهم من التعرض للاضطهاد من قِبل الشيوعيين، وكانت تلك القرارات بعد الحرب النفسية الأمريكية والتي كانت ضد الكاثوليك في فيتنام الشمالية
وفي عام 1958 ميلادي غادرت جميع القوات الفرنسية الموجودة في فيتنام، كما انسحبت الصين من فيتنام الشمالية، في تلك الفترة بدأت فيتنام الشمالية بعمليات الإصلاح الزراعي في أراضيها، كما قامت بالكثير من عمليات الإعدام ضد شعبها، في تلك الفترة قررت الولايات المتحدة الأمريكية على عملية إعادة توحيد فيتنام تحت إشرافها، وأنّ يتم مشاركة الاتحاد السوفيتي في عملية التوحيد، إلا أنّ فيتنام الجنوبية رفضت مشاركة الاتحاد السوفيتي في عملية التوحيد.
بدأت بعد ذلك عمليات المعارضة ضد الحكم السائد في فيتنام الجنوبية، وتم إجراء الانتخابات وعمليات الاستفتاء التي نتج عنها إعلان استقلال فيتنام وإعلانها كجمهورية، وأرادت الولايات المتحدة الأمريكية أنّ يتم إدارة فيتنام من قبلها، وحسب نظرية الدومينو أنّ تشابه في نظام الحكم في الدول، سوف يؤدي إلى التأثير على باقي الدول في حكمها، حيث أنّ إذا سقطت فيتنام في يد الشيوعيين والذي سوف يؤدي ذلك إلى سقوط باقي الأنظمة في الهند الصينية.
مع بداية عام 1954 ميلادي بدأت عمليات الانشقاقات في في فيتنام الجنوبية، لكن الحكومة الفيتنامية تمكنت من إيقاف تلك التمردات، ومع بداية عام 1957 ميلادي بدأ السلام يعود إلى أراضيها ولتعود بعد ذلك عمليات الصراعات السياسية من جديد، في عام 1960 ميلادي تم تأسيس جبهة التحرير الوطني، وبدأت عمليات الإصلاحات والتي كان معظم ناتجها يعود إلى الفقراء والمزارعين.
خلال تلك الفترة عادت التمردات في فيتنام الجنوبية وحسب المصادر فأنّ فيتنام الشمالية كان لها دور كبير في تلك التمردات، وفي عام 1958 ميلادي بدأت الحرب الأهلية في فيتنام الجنوبية.