ما هي حروب فرنسا الدينية؟

اقرأ في هذا المقال


حروب فرنسا الدينية:

عانت فرنسا في القرن السادس عشر ميلادي من مجموعة من الصراعات الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت، قادت إلى قيام حرب أهلية فيها، تدخلت مجموعة من الدول الأوروبية في تلك الصراعات، حاولت فرنسا خلال فترة قيامها حل الخلافات بشكل سلمي وعقد السلام.

أسباب حروب فرنسا الدينية:

بدأت فرنسا تعاني من صراعات على الحكم، فكان الملك “هنري الثاني” ملكاً على فرنسا حينها، ومنع حدوث أي تعرض لحكمه، وعند وفاته بدأت الصراعات على الحكم وعانت فرنسا من الصراعات على الحكم وحدوث الانقسام بين الفرنسيين، فلم تعرف ماذا تفعل وكيف تحل الخلاف، فلم يكن أمامها سوى طريقين أما القمع أو الحل السلمي؛ ممّا ادى إلى زيادة الاضطرابات.

شكلت طبقة النبلاء ورجال الدين وعامة الشعب اتحاداً ضد الحكم؛ ممّا أدى إلى اضطراب الملك وضعف سلطته، فقد كان بحاجة إلى وقوف شعبه معه لاستعادة حكمه، حكم فرنسا مجموعة من الحكام الصغار، وكانوا أصحاب أفكار مختلفة ينتمون إلى عائلات نبيلة تصارعوا على الحكم، فلم يكن في بالهم مصلحة فرنسا، وإنما كانوا يفكرون في السيطرة على الحكم.

كان من بين العائلات التي حكمت فرنسا خلال فترة الصراعات الدينية، عائلة “المونمورانسيين” والتي كانت تعتبر من أقدم العائلات في فرنسا وأغناها، وتكونت من المذهبين الكاثوليكي والبروتستانتي، وعانوا من الصراعات الدينية والسيطرة على الحكم لفترة طويلة، وعائلة “غيس” وكانوا من العائلات السياسية في فرنسا ومعظمهم من الكاثوليك، وعائلة “آل بوربون” وكانوا من أقارب الملك وأقربهم للسلطة.

يعود السبب الرئيسي في بداية الصراعات الدينية، تدخل الدول الأوروبية ومحاولتها إشعال الصراعات في فرنسا؛ من أجل إضعاف حكمها، حيث كانت إسبانيا وإنجلترا تسعى بأن تصبح القوة العظمى في أوروبا، وعلى الرغم من من تلك الصراعات بقيت فرنسا القوة العظمى، قامت إسبانيا بدعم الكاثوليك، أما إنجلترا فدعمت البروتسناتين وكانت تمد الثوار بالأموال والأسلحة.

كما عانت فرنسا أيضاً من انقسامات داخلية، لتصبح فرنسا بذلك ساحة معارك بدعم إسبانيا وإنجلترا؛ من أجل السيطرة على الأراضي الفرنسية التي تم سلبها منها في الحروب الإيطالية، عند تولي الملك “فرانسوا الأول” الحكم في فرنسا، بدأت تعاني من مشاكل سياسة، فحسب اعتقاده أنّ عملية الإصلاح سوف تؤثر على حكمه، وإصدار قوانين ضد البروتستانت.

عند تولي الملك “هنري الثاني” الحكم أصبحت القوانين أكثر قمعاً وأطلقوا عليهم النار؛ ممّا أدى إلى زيادة الحروب الدينية، رغم ذلك استمرت البروتستانت بالنمو وانضم إليها الكثير والذين كانوا معظمهم من طبقة النبلاء ويسعون إلى عملية الإصلاح؛ ممّا دفع الملك إلى التصرف بشكل وحشي وذلك خوفاً من انتصار عملية الإصلاح وزعزعة حكمه، بدأت فرنسا بعد ذلك تدخل في صراعات بين الأحزاب للسيطرة على الحكم.

في عام 1562 ميلادي تم الإعلان عن الحرب، تمكن البروتستانت من الحصول على الأسلحة وسيطروا على الكثير من المدن الفرنسية، لتدخل الدولة في حرب أهلية، حاولت الملكة “كاترين دي” قيادة فرنسا إلى السلام وحل الصراعات، لكنها جميع محاولاتها لم تنجح، انقسم القتال إلى ثلاثة أقسام، وكانت بدايتها في نورماندي، قدم النبلاء الدعم إلى الجيش البروتستانتي.

أرسلت ألمانيا المرتزقة للوقوف إلى جانبهم، وقدمت إنجلترا الدعم المالي لهم، تمكن الجيش البروتستانتي من تحقيق النصر في نهاية الحرب الدينية الأولى، الأمر الذي أغضب الكاثوليك ودفعهم إلى الانتقام واتهموهم بتخريب الكنائس، تدخلت بريطانيا لحل الصراع بين الطرفين ليعم السلام لفترة قصيرة.

بعد انتهاء الحرب الدينية الأولى في فرنسا أصبحت مكاناً لتجارة الأسلحة، ليعود الصراع مرة أخرى؛ وذلك بسبب فشل المرسوم الذي تم وضعه، بالإضافة إلى عودة الصراع بين الأمراء على الحكم، مع استمرار تمرد الجيش البروتستانتي، أرسل الملك الإسباني “فيليب الثاني” جنوداً لقمع التمردات التي قام البروتستانت في فرنسا وهولندا، لتبدأ الحرب بين إسبانيا وفرنسا، لتقوم بذلك الحرب الدينية الثانية ولكنها لم تستمر طويلاً؛ وذلك لعدم وجود الموارد لدى الطرفين التي تمكنهم من الاستمرار في الحرب.

بدأت بعد فترة وجيزة الحرب الدينية الثالثة، وتمكن الكاثوليك السيطرة على المدن التابعة للبروتستانت، عادت فرنسا إلى خوض الصراعات بشكل مكثف بينها وبين إسبانيا، وتم تتويج ملك من المذهب البروتستانتي  على فرنسا، لم يوافق الكاثوليك بأن يحكمهم، في عام 1598 ميلادي تم عقد معاهدة السلام بين فرنسا وإسبانيا، وقررت فرنسا الدخول في سلام مع أوروبا وعدم خوض الصراعات الدينية.


شارك المقالة: