ما هي حكومة الاتحاد الليبرالي في إسبانيا؟

اقرأ في هذا المقال


حكومة الاتحاد الليبرالي الإسبانية:

تم تأسيس حكومة الاتحاد الليبرالي في إسبانيا في عهد الملكة “إيزابيل الثانية” أثناء فترة عصر سنتا التقدميين، وشهدت إسبانيا خلال تلك الفترة حالة من الاستقرار السياسي، كما قامت حكومة الاتحاد الليبرالي بحكم إسبانيا لفترة طويلة والتي استمرت حتى قيام العصر الحديث في إسبانيا، سَعت حكومة الاتحاد الليبرالي خلال فترة حكمها في إسبانيا في السيطرة على جميع أشكال الحكم، وكما لاقت دعماً كبيراً من قبل البلاط الملكي الإسباني.

تأسيس حكومة الاتحاد الليبرالي الإسبانية:

تم تأسيس الحزب الليبرالي في إسبانيا في عام 1854 ميلادي وذلك عندما قامت الثورة في إسبانيا، قام حزب التقدميين بتلك الثورة؛ وذلك من أجل إنهاء حكم الكونت “سارتوريوس” والذي لم يكن حينها يمتلك قاعدة برلمانية، فتم في تلك الفترة بعقد انتخابات برلمانية وتم اختيار الحزب الليبرالي ليحكم في إسبانيا.

كانت إسبانيا في تلك الفترة تعاني من اضطرابات سياسية واجتماعية، وكانت الثورات والتمردات قائمة فيها بسبب الجوع والفقر الذي كان منتشراً في إسبانيا، فقام الحزب الليبرالي بالتقدم وطالب بالحكم في إسبانيا ليقوم بإنهاء التمردات والعنف الذي كان قائماً في الدولة.

عندما تولى الحزب الليبرالي الحكم قام بإصدار قرارات بسحب السلاح من المدنيين والعمل على عقابهم إذا استمروا بالقيام بالثورات، وكما قام الحزب الليبرالي بإعدام المتمردين عن طريق المحاكم العسكرية، في تلك الفترة بدأت الصراعات بين حزب التقدميين والحزب الليبرالي.

فكان حزب التقدميين يطالب بحكم إسبانيا، واستمرت الصراعات بين الحزبين حتى وصل إلى الملكة “إيزابيل الثانية” والتي كانت ترغب بإنهاء حكم حزب التقدميين، فقامت الملكة “إيزابيل الثانية” بإصدار القوانين العرفية في إسبانيا وأمرت بتطبيقها في جميع المدن الإسبانية؛ وذلك من أجل إيقاف ثورات حزب التقدميين ومطالبتهم بالحكم.

بعد تلك القرارات قامت مجموعة من المليشيات في مدينتي برشلونة ومدريد بالمظاهرات والتمردات، كما قام البرلمان الإسباني بالتصويت لإسقاط الحكومة الجديدة، كما أنّ الشعب الإسباني لم يكن راضياً عن الحكومة الجديدة، إلا أنّ حزب الاتحاد الليبرالي قام بقمع التمردات وأصدر قرار بإلغاء مجلس المدن والمليشيات الوطنية وإلغاء حرية الصحافة ومنع ظهور المظاهرات في المدن؛ ممّا أدى ذلك إلى خروج الشعب الإسباني إلى الشوارع والمطالبة بإيقاف القوانين الظالمة، وأصبحت شوارع مدن إسبانيا عبارة عن مكان لإراقة الدماء؛ ممّا دفع فرنسا إلى التدخل والمطالبة بوقف إراقة الدماء في المدن.

بعد انتشار أعمال العنف قامت الملكة “إيزابيل الثانية” بنفي رئيس الحزب الليبرالي لقيامه بالأعمال الوحشية وقامت بتعيين رئيساً جديداً، إلا أنّ الرئيس الجديد لم يكن أفضل؛ ممّا أدى ذلك إلى التأثير على التاج الملكي الإسباني، فقامت الملكة إيزابيل الثانية بالمطالبة من الحزب الليبرالي بإصدار دستور جديد والعمل فيه. فتم من خلال ذلك الدستور إصدار الانتخابات والذي تم من خلالها التصويت بين الحزب الليبرالي وحزب التقدميين، وتم نجاح الحزب الليبرالي في الانتخابات وذلك بعد التلاعب بالنتيجة، وتم إخراج حزب التقدميين من البرلمان الإسباني والأمر الذي أدى إلى غضبهم على الحكم الإسباني.

عندما تولت الحكومة الجديدة الحكم في إسبانيا، قامت في عام 1857 ميلادي بإصدار قوانين جديدة تخص التعليم، حيث قامت بإصدار قانون يخص حرية التعليم الديني، كما قامت بإصدار قوانين تنص على إشراف الكنائس الكاثوليكية على التعليم في إسبانيا، في تلك الفترة عانت إسبانيا من أزمة غذائية؛ ممّا أدى إلى تعرضها إلى غلاء الأسعار وحصول المجاعات بين مدنها، وقد أدت الأزمة الغذائية إلى خروج المدن والأرياف الإسبانية إلى الشوارع للمطالبة بتأمين الحبوب لهم، فقامت الحكومة الجديدة بقمع التمردات في المدن، وأرسلت الشرطة إلى الأرياف للحفاظ على النظام.

بعد تلك المظاهرات والمشاكل الاجتماعية التي عانت منها إسبانيا خلال فترة حكم الحكومة الجديدة، تم إسقاط الحكومة الجديدة ووضع رئيساً جديداً لها، إلا أنّ تلك الحكومة أيضاً لم تدم طويلاً؛ وذلك بسبب المشاكل في القصر الملكي التي كانت قائمة ضدها، ومع بداية عصر إسبانيا الحديث قام الاتحاد الليبرالي بتشكيل حكومة جديدة وقام بإلغاء القوانين القديمة للحكومة السابقة، فقامت الحكومة الجديدة بالسماح لأعضاء حزب التقدميين بالدخول إلى البرلمان، كما عَملت على وضع أعضاء من مجلس الشيوخ في البرلمان الإسباني، وكما سمحت أيضاً بحرية الصحافة والتعبير.

تمكن الحزب الليبرالي بعد قرارته من حكم إسبانيا لفترة طويلة، فقد استمر حكمه لمدة أربعة سنوات، ومع بداية عام 1860 ميلادي بدأت الثورات ضد الحكم الملكي الإسباني، وكان حزب التقدميين يدعم تلك الثورات وكما قام باتهام رجال الدين بأنّهم يسيطرون على الملكة وقاموا بمنعها من الاعتراف بمملكة إيطاليا، الأمر الذي أغضب إيطاليا وجعلها تقف إلى جانب الثوريين.


شارك المقالة: