ما هي سياسة أوتون الخارجية وحروبه مع السلاف والهنغار؟

اقرأ في هذا المقال


سياسة أوتون الخارجية وحروبه مع السلاف والهنغار:

شكّل مارس أوتون سياسة خارجية نشيطة، ففي عام 950 ميلادي هاجم أوتون السلاف النشيك في بوهيميا، فأجبر ملكهم على الاعتراف بسيادة الملك الألماني، وفي عام 955 ميلادي أغار الهنغار على الأراضي الألمانية في بافاريا، إلا أن أوتون تصدى لهم، وألحق بهم هزيمة ساحقة؛ ممّا جعلهم بعد ذلك لا يجراون على غزو ألمانيا، وقد ترتب على هزيمة هنغاريا، امتداد النفوذ الألماني إلى الأراضي الهنغارية، فقام أوتون بإنشاء النمسا والحقها بألمانيا.
وقام أرتون بتصفية المشكلات الداخلية والخارجية، وسعى بعدها لضم إيطاليا وألمانيا وتأسيس إمبراطورية مختلفة عن إمبراطورية شارلمان، حيث كانت الأوضاع الداخلية والخارجية في إيطاليا مضطربة؛ ممّا ساعد أوتون على تحقيق مشروعه الامبراطوري الكبير، وفي عام 962 ميلادي، أنهى أوتون المشكلات الألمانية، وعاد من بعدها إلى إيطاليا، فتوجه البابا إمبراطوراً على ألمانيا وإيطاليا، وبذلك نشأ الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

ما هي الأوضاع التي مرت بها إيطاليا قبل تفتت الإمبراطورية الفرنجية الكانجرو جنية؟

مرَّت إيطاليا بمراحل من الانهيار السياسي والصراع الداخلي، وذلك بعد تفتيت الإمبراطورية الكارولنجية، فقد تصارع الأمراء الإقطاعيين على الأملاك والسلطة والنفوذ، كما تصارع الأقوياء منهم على العرش الملكي، وهنا غدت الكنائس والأديرة، تملك الأراضي الشاسعة، عن طريق الشراء والإهداء والاغتصاب، كما امتلك الاساقفة أراضي كثيرة، وتمتعوا بصلاحيات مالية وإدارية وقضائية، في الأسقف كان يقوم بجمع الضرائب لنفسه، والتي كانت تصب في الخزينة الملكية.
وقد كانت السلطة الملكية في إيطاليا في تلك الفترة ضعيفة جداً في تلك الحقبة التاريخية، ففي كل مكان نشأت قوى محلية قوية، مستقلة استقلالاً تاماً، وبذلك أصبحت إيطاليا مجزأة إلى إمارات إقطاعية كنيسة وعلمانية لا سلطة ملكية عليها، أما مدينة روما بالذات فقد سيطرت عليها الطبقة الأرستقراطية الرومانية، وقد قامت تلك السلطة بلعب دور في المنصب البابوي كما تشاء، فتقوم بتعيين الباباوات وتعزلهم حسب مصالحها الشخصية.

الأوضاع الخارجية وغارات الشعوب المجاورة على إيطاليا:


قضى شارلمان على مملكة اللمبارديين، وقام بضم شمال إيطاليا إلى مملكة الفرنجة في آواخر القرن الثامن ميلادي، فزال حينها النفوذ البيزنطي من شمال إيطاليا، وبينما بقي النفوذ البيزنطي قائماً في جنوب إيطاليا وصقلية، وقد قام العرب المسلمون في القرن التاسع ميلادي، باحتلال جزيرة صقلية، فلم يبقى للإمبراطورية البيزنطية نفوذ، سوى في منطقة كالابريا الواقعة في جنوب إيطاليا، وكما بقيت الإمبراطورية البيزنطية مسيطرة على بعض المناطق في جنوب إيطاليا في القرن العاشر ميلادي.
وقد كانت الإمبراطورية البيزنطية تسعى إلى إرجاع أراضيها التي تم سلبها منها في السابق والتي كانت تحت أمرتها، إلا أنها لم يكن بمقدرتها ذلك، وقد بقي الصراع قاماً في القرنين التاسع والعاشر ميلادي، وقد كان من أقوى حكام إيطاليا، الدوق “بونيفاس” ودوقية توسكانيا.
وقد ظهر في شمال إيطاليا بعض المدن، أو ما يعرف بالقومونات، والتي حققت لنفسها نوعاً من الاستقلال السياسي، والذي كان قائماً على الحرية الاقتصادية، وقد نجحت تلك المدن في دعم استقلالها ومقاومة أي سلطة تتدخل في شؤونها، حتى لو كانت السلطة البابوية، ولعبت تلك المدن دوراً كبيراً في تاريخ إيطاليا.
بالإضافة إلى القوى السياسة كان هناك قوى روحية، الممثلة في شخصية البابا، وقد سعت البابوية إلى دعم زعامتها الروحية لتكون زعامة سياسية، إلا أن ذلك لا يحصل، إلا بعد أن تصل البابوية إلى درجة النقاء، الذي يجعل لها الكلمة الأخيرة، في ضل هذا الخليط السياسي المتضارب الأهواء، وكان عليها أن تصلح من شأنها وتتخلص من عيوبها ومشاكلها، حتى يصبح لها السلطان السياسي إلى جانب السمو الروحي.

مشاكل الكنيسة:

اهتم شارلمان بالكنيسة وساندها، ولكنها ما لبثت إلى أن تعرضت للضعف، وذلك بعد نهاية حكم الكارولنجيين، ووصلت فيها مرحلة أن أصبحت فيها سلطة البابا سلطة رمزية، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل سياسة وإلى البابوية نفسها، فقد أهمل البابويات مسؤولياتهم الدينية، ممّا أعطى الفرصة للحكام لتولي أمور الكنائس الموجودة في ممتلكاتهم، ومن ثم ضاعت وحدة الكنيسة أمام التدخل العلماني في شؤون الكنيسة، وقد قام الحكام بتعيين رجال الدين الذين يعملون لمصلحة الدولة، وأكثر ممّا يعملون لمصلحة الكنيسة.
حيث تم تعيين رجال غير مؤهلين لإدارة الكنيسة، وخرج رجال الدين من سلطان البابا، ليكونوا إقطاعيين في أماكنهم؛ ممّا أدى ذلك إلى ضعف الكنيسة، واضمحلال البابوية نفسها، ولعل السبب في ذلك لعدم وجود قاعدة دينية لهم، يتم اختيار رجال الدين من خلالها، فقد كان يتم اختيارهم عن طريق الحكام والنبلاء، وقد سيطر الحكام على الكنيسة، وضعف البابا، ووجود مشاكل داخل الكنيسة، كل تلك الأمور أدت إلى إضعاف الكنيسة وانهيارها.


شارك المقالة: