حصار مدينة بودا عام 1541 ميلادي:
تعتبر مدينة بودا الجزء الغربي من مدينة بودابست المجرية والتي تطل على الجهة الشرقية من نهر الدانوب، وهي تاسع أكبر مدينة في الاتحاد الأوروبي، وسُمّيت بذلك الاسم نسبةً إلى مؤسسها “بودا”، وتعني بالمجرية الماء وذلك نسبةً إلى نهر الدانوب الذي يمر من خلالها.
بداية حصار مدينة بودا عام 1541 ميلادي:
بعد انتهاء معركة موهاج تم تقسيم المجر بين الدولة العثمانية وملكية عائلة “آل هابسبورغ” والتي أطلق على ملوكها اسم ملوك المجر، بعد ذلك توفى ملك المجر التابع للدولة العثمانية، فتم تولي ابنه الحكم والذي كان صغيراً وبقي تحت وصاية والدته، وافقت الدولة العثمانية على ذلك بشرط أن تستمر المجر في دفع الجزية لها، لم يقبل الملك الجديد حكم عائلة “آل هابسبورغ”.
قام إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة بإرسال مجموعة من الجيوش من النمسا وألمانيا وبوهيميا هابسبورغ لمحاصرة مدينة بودا، لكن عملية الحصار لم تنجح؛ وذلك بسبب إدارتها بشكل سيء، أرسلت الدولة العثمانية السلطان “سليمان القانوني” لمساندة الجيش العثماني في المجر، وعندما وصلت عملية الإغاثة العثمانية إلى جيشه، حصلت معركة كبيرة بينه وبين جيش هابسبورغ وتم هزيمة الجيوش الهابسبورغ وقتل قائدهم وتم رمي الجنود في النهر.
تمكن العثمانيون من الدخول إلى المدينة، في ذلك الوقت كانت المدينة تعتقد أنّها حصلت على الحرية وتحتفل، قام الجيش العثماني بالتسلل إلى المدينة ويجمعون أسلحتهم ليتمكنوا من إبعاد أنظار المجريين ومحاصرة المدينة، لم يكن المجريون على استعداد لمواجهة الجيش العثماني، حيث كانوا في حالة من الشتات ولم يكونوا يملكون الأسلحة للتصدي، في الوقت الذي كانت به القوات العثمانية تتصف بالقوة واستجماع القوى ولديها الكثير من الأسلحة.
قام العثمانيون بالإرسال وراء النبلاء المجريين وقادة الجيوش لدعوتهم إلى احتفال والاتفاق معهم على صلح فيما بينهم، وكانوا في الأصل يخططون للسيطرة على المدينة، ذهب المجريون إلى الدعوة، في الوقت الذي كانت فيه الدولة العثمانية تطوق المدينة، تمكن العثمانيون بالفعل السيطرة على مدينة بودا، ليستقروا بذلك في وسط المجر واستمر حكمهم في المجر لفترة طويلة دارت الكثير من الصراعات بين المجريين والعثمانيين لفترة طويلة.