مملكة نابولي: هي بقايا مملكة صقلية، وهي مملكة تم تأسيسها في جنوب الجزيرة الإيطالية، وقد كانت حينها تتمتع بحكم سياسي منفرد داخل مملكة صقلية، وقد تعرّضت مملكة نابولي لعدة صراعات من قِبل أسبانيا وفرنسا.
مملكة نابولي:
تم تأسيس مملكة نابولي في القرن الثامن قبل الميلاد وذلك عندما تم تأسيس المستعمرات اليونانية فيها، وقد كان للثقافة اليونانية في مملكة نابولي دور كبير في التأثير على الإمبراطورية الرومانية، حيث كانت مملكة نابولي في ذلك التاريخ تعتبر صورة مصغرة عن الحضارة في القارة الأوروبية، حيث أنها اشتهرت حينها بالفن والعمارة المتميزة في ذلك الوقت، كما قامت مملكة نابولي في المشاركة الحروب الإيطالية والتي كانت تسعى من خلالها إلى توحيد إيطاليا، وقد اشتهرت نابولي بوجود السكان فيها بشكل كبير منذ العصر الحجري.
كانت نابولي خلال فترة حكم الإمبراطورية الرومانية تعتبر من أهم المدن فيها، حيث كان لها دور كبير في مساعدة الرومان من ناحية الاستفادة من الثقافة اليونانية، كما تمتعت أيضاً بمناخ مناسب للزراعة والتجارة، حيث كان يسكنها أغنياء إيطاليا؛ وذلك بسبب ما كانت تحويه من خيرات.
بدأت عدة تمردات في مملكة صقلية أدت تلك التمرد إلى انفصال مملكة نابولي عن مملكة صقلية، بعد تلك التمردات اضطر ملك صقلية الملك “كارلو الأول” إلى الخروج من صقلية، على الرغم من خروجه إلا أن بقي مسيطراً على ممتلكاته الموجودة في مملكة صقلية والتي كان يطلق عليها اسم مملكة نابولي، فقام حينها الملك “كارلو الأول” بمحاربة شعب الأراغونيين، كما حصلت أيضاً بعض الصراعات مع مملكة المجر، في تلك الفترة كانت الملكة “جوفانا الأولى” هي ملكة مملكة نابولي، فقامت بعد ذلك بالتخلي عن حكمها في مملكة نابولي كونها لم يكن لديها أي أولاد؛ ممّا أدى ذلك إلى تفكك المملكة.
جَرت بعد ذلك عدة صراعات على حكم مملكة نابولي، فتم حينها مقتل الملكة “جوفانا الأولى”، قامت مملكة أراغون الإسبانية بالسيطرة على مملكة نابولي وقامت حينها بتوحيد مملكة نابولي ومملكة صقلية تحت حكمها، إلا أنه تم بعد ذلك الفصل بين مملكتي صقلية ونابولي وتم حكمهما بشكل منفصل، بعد ذلك توفي ملك مملكة نابولي، وبعد وفاة ملك نابولي قام ملك فرنسا الملك “شارل الثامن” بغزو إيطاليا وطالب بحكم مملكة نابولي، ومع مطالبة فرنسا بحكم نابولي بدأت حينها الحروب الإيطالية في إيطاليا، بدأت فرنسا حينها بعدة إجراءات، حيث قامت بطرد حاكم مملكة نابولي من المملكة.
بعد الهجوم الفرنسي على مملكة قامت مملكة أراغون بالوقوف إلى جانب نابولي ضد فرنسا؛ ممّا أدى ذلك إلى دفع فرنسا بالتراجع عن نابولي، إلا أن ذلك لم يمنع فرنسا في البقاء في المطالبة في نابولي، قامت فرنسا حينها بالاتفاق مع مملكة أراغون على غزو مملكة نابولي وعلى القيام بتقسيم المملكة بينهم، تم ذلك الغزو وتم حينها حكم مملكة نابولي من قِبل مملكة أراغون الإسبانية، بعد أن استولت أراغون على مملكة نابولي بقي الصراع قائماً بين أسبانيا وفرنسا على حكم نابولي، إلا أنّ فرنسا لم تتمكن من السيطرة على مملكة نابولي وبقيت تحت الحكم الإسباني لفترة طويلة.
مع بداية القرن الثامن عشر ميلادي حَدث الحرب الخلافة الإسبانية والذي تم من خلال تلك الحرب التنازل عن مملكة نابولي لصالح الإمبراطورية النمساوية، كما تم تسليمها مملكة صقلية، إلا أن النمسا لم يدم حكمها كثيراً في مملكتي نابولي وصقلية، حيث أن إسبانيا قامت بالاستيلاء على المملكتين وتم حينها حكم المملكتين بشكل منفصل، تم بعد ذلك حكم المملكتين من قِبل البوربون، إلا أن تم بعد ذلك طردهم من قِبل فرنسا، حيث أصبحت فرنسا مسيطرة بشكل كامل على الساحل الإيطالي.
في تلك الفترة قرر الملك الرومان في دخول تحالف ضد فرنسا ونابليون فجراء حينها حرب بين ملك روما وفرنسا، وقد حقق نابليون وجنوده انتصاراً كبيراً في تلك المعركة، فقام نابليون بتتويج أخيه ملكاً على نابولي، بعد استيلاء فرنسا على الساحل الإيطالي حاولوا بعد ذلك السيطرة على مملكة نابولي، إلا أن بريطانيا قامت بالوقوف إلى جانب ملك صقلية ودافعوا عنها، في عام 1814 ميلادي حدثت معركة تم فيها هزيمة نابليون، تم بعد تلك الهزيمة لفرنسا ونابليون إعادة ضم مملكتي صقلية ونابولي بحكم واحد.